مصر بعد ثورة25 يناير باتت في اعز واشد الحاجة للانطلاق الي رسم خارطة طريق حقيقية متوافقة لتحقيق حلم الشباب في التوظيف والاستقرار وتحسين جودة الحياة فليس من المعقول بعد نحو7 أشهر من الثورة لم تعلن الحكومة علي أي خطط تنموية أو اقتصادية قصيرة المدي تعرض علي المجتمع وتبدأ في التنفيذ سواء من المخصصات الاستثمارية للموازنة العامة للدولة أو بجذب الاستثمارات المحلية أولا ثم الاستثمارات العربية و الأجنبية. وإنني والكثير من المتتبعين للحالة المصرية المرتعشة بعد الثورة تري ان انسب المشروعات التي يجب ان نبدأ بتشجيعها وطرحها من خلال الحكومة وأجهزتها الاقتصادية هي المشروعات الصغيرة وقصيرة الأجل وكذلك المشروعات الزراعية والخدمية وتدوير المخلفات لاستيعاب البطالة المتزايدة والخطيرة خاصة ان مليون شاب مصري دلف إلي سوق العاطلين خلال الأشهر القليلة الماضية بعد تخرجهم في الجامعات والمعاهد والمدارس الصناعية والتجارية والزراعية واذكر علي سبيل الأمثلة الأطروحات والأفكار التي من الممكن أن تكون مناسبة في هذه الفترة: أولا: مشروع زراعة مليون شجرة نخيل بالوادي الجديد وسيناء وهي بداية مشروعات التجربة الماليزية1982 والتي تحولت هذه النخلات بعد ذلك إلي واحدة من اعمدة الاقتصادية الماليزي في صناعة زيت النخيل وإقامة المصانع الصغري بالارياف لتحويل الناتج من هذه الاشجار إلي زيوت وتشغيل آلاف الفلاحين والخريجين الجدد في هذا المشروع الزراعي الصناعي الطموح( ماليزيا المصدر الرئيس لزيت النخيل في العالم) ثالثا: تشجيع انشاء مؤسسات المشروعات الصغيرة بالتعاون مع اتحاد الصناعات المصرية وجمعيات رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني لتدريب وتشغيل الشباب في الحرف اليدوية والتصنيع المحدود مثل ماتفعل الصين في صناعة السجاد وفوانيس رمضان والهدايا التذكارية والعاب الأطفال والالكترونيات الصغيرة وتصديرها لجميع دول العالم رابعا: تشجيع صناعة الخدمات في مصر واقحام الشباب في هذه الصناعة بتدريبهم علي الأعمال الإدارية والحاسب الآلي واللغات الأجنبية فور تخرجهم والتي تحتاجه فترة التحول بعد الثورة ومساعدتهم علي ايجاد فرص عمل حقيقية في هذا المجال المرتبط بخدمة المواطن مثل العمل في قطاع( خدمة العملاء بالمصالح والبنوك والمؤسسات الخدمية ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات الخاصة والإعلام والمستشفيات وبالقطاع الخاص وبهيئات الاتصالات الخاصة وبالاكشاك العامة للدولة وبالسياحة والمطارات والمواني وشركات النظافة وهي وظائف مساعدة ومهمة ومنتجة ايضا. خامسا: البدء فورا في تنفيذ مشروعات تطوير شمال سيناء خاصة ان دراسات الجدوي واوراق هذه المشروعات موجودة بالحكومة وبالمركز القومي للبحوث وكليات الزراعة والمرتبطة بوصول ترعة السلام إلي سيناء وزراعة250 ألف فدان والمشروعات المرتبطة بالزراعة والصناعة الزراعية والخدمات والتي يمكن ان تستوعب4 ملايين شاب والخروج من هذا النفق الضيق الذي نعيش فيه حول نهر النيل منذ العهد الفرعوني وكذلك تحقيق الأمن والأمان لهذه البقعة الغالية من أرض مصر والتي شهدت احداثا مؤسفة خلال الأيام القليلة الماضية. ان هذا الاطروحات هي أفكار لمشروعات لاتحتاج إلي مئات المليارات ولكن تحتاج إلي قلوب شجاعة وارادة قوية للبدء في تنفيذها فورا حتي نوفر فرص عمل سريعا للشباب ويشعر الجميع بثمار الثورة. المزيد من مقالات علاء حسب الله