أول امس بدأت حملة قومية لاعادة الوجه الحضاري وازالة المخلفات من شوارع القاهرة وانطلقت الحملة من منشية ناصر باعتبارها من الاحياء الشعبية التي تعاني ازمة حادة في النظافة تمهيدا لاستكمال الحملة في باقي احياء العاصمة. ويتوقع الدكتور عبد القوي خليفة محافظ القاهرة نجاح التجربة لانها اصبحت مطلبا شعبيا لكل المواطنين وتنامي لدي المواطن الوعي بأن مصر لنا جميعا فيوضح بان الشركات التي تعمل بالقاهرة لديها العديد من المشاكل في العقود الاجنبية التي تم إبرامها في عهد سابق ولذلك فقد شكل رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف لجنة لدراسة هذه العقود مرة اخري وكحل مؤقت تم الاتفاق مع هذه الشركات ان تعمل بجد من خلال مراقبة وتعاون شعبي عن طريق اللجان الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الاهلية وهيئة النظافة وتم الاتفاق مع العديد من المقاولين لإزالة مخلفات البناء التي تراكمت في شوارع القاهرة, ايضا هناك تعاون بدأ مع وزارة البيئة لتقديم المساعدات المطلوبة للقضاء علي هذه التراكمات من القمامة ومخلفات المباني. وسيبدأ تنفيذ القانون بشدة يتبعها خطوات جادة في ازالة جميع مخالفات الشوارع والباعة الجائلين الموجودين بشكل غير حضاري علي الأرصفة والشوارع الرئيسية وستقوم اللجان الشعبية المشكلة من أفراد ذوي مكانة طيبة في كل حي بعمل تقارير عن مستوي اداء الشركات الاجنبية لتكون ورقة ضاغطة امام التحكيم الدولي في حالة لجوء الشركات الاجنبية الي مقاضاة مصر سيكون هناك تقرير من اللجان الشعبية بأن المواطنين غير راضين عن مستوي الخدمة وبذلك يسقط حقهم في التقاضي. في نفس الوقت سيتم تفعيل اعمال وحدات الرصد البيئي لرصد مشروع النظافة ورفع تقارير صادقة عن اداء الشركات, وستشهد الفترة القادمة تطويرا كبيرا وملحوظا في اعادة الانضباط للشارع المصري, وستكون النظافة هي اولي الخطوات لذلك تم اعداد استمارة بيانات عن كل شارع بالقاهرة وحالة النظافة والجهات التي تقوم بالقاء مخالفات المباني فيها وسيتم تغليظ العقوبة علي السيارات بسحب رخصها لمدة3 شهور كاملة وغرامة بقيمة10 آلاف جنيه, وبلا شك ان الظروف السياسية واستغلال حالة الثورة ادي بالبعض للاهمال والتمادي في القاء المخلفات والقمامة في الشوارع مما يستلزم رفع الوعي لدي المواطن للمحافظة علي إنجازات الثورة, وعلي الجانب الآخر سيتم اعادة تجميل وتخطيط ميدان التحرير وسيصبح خلال الشهور القادمة مختلفا تماما عن الوضع الحالي ولكن المطلوب من المواطنين مساعدة الجهات التنفيذية للوصول لنتائج جيدة.. وكذلك أوضح سيف الإسلام نائب المحافظ للمنطقة الغربية أن المنطقة الغربية التي تضم ميدان التحرير والوايلي والظاهر وباب الشعرية والموسكي والجمالية والدرب الاحمر وعابدين وقصر النيل لديها الآن مجموعة العمل الخاصة بها في كل التجمعات وقدم المواطنون طلباتهم لرئيس الحي الذي عرضها علي هذه اللجان ليبدأ التنفيذ الفوري خلال ايام قليلة ولذلك تم اختيار حي منشأة ناصر للبدء في تنفيذ المشروع القومي لنظافة القاهرة في اول عمل مشترك بين المحافظة واللجان الشعبية تحت شعار( يوم في حب مصر).. وقد تم تدبير18 لودرا و145 سيارة نقل قلاب بالاضافة الي4 سيارات لنقل8 أطنان قمامة في الساعة, يبدأ العمل بهذه الادوات900 شاب متطوع بالمشاركة مع هيئة النظافة والشركات الاجنبية, هذا بالاضافة الي حملات توعية كاملة حتي لايعود الوضع. وبدأ الحوار مع كل الجهات من شباب الثورة ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الاهلية ورموز المجتمع الذين لديهم القناعة الكاملة بضرورة عودة النظافة والانضباط الي الشارع والجميع يخدم بكل فخر وبدون مقابل, ومنشأة ناصر تعتبر من اهم المناطق التي تأثرت بالاحداث الماضية, وكل من عنده الاستعداد للمساهمة في خدمة بلده وجهت له الدعوة للمشاركة الشعبية والمساعدة وكانت المفاجأة بأن هناك قبولا غير عادي من المواطنين للمشاركة ومساعدة الأجهزة الشعبية والتنفيذية لانقاذ القاهرة من التلوث والقمامة وقد تم اخلاء ميدان التحرير بالكامل وهناك خطة متكاملة لتطوير الميدان يشارك فيها جهاز التنسيق الحضاري ومحافظة القاهرة وشباب الفيس بوك والشركات المتخصصة للوقوف علي افضل تصميم ليتم تنفيذه, وذلك بشكل فوري.. ويوضح اللواء ياسين عبد الباري رئيس حي منشأة ناصر اول حي طبق عليه مشروع النظافة وهذا اليوم ستفعل كل الادوات بمشاركة شعبية غير مسبقة لان الامر يحتاج الي تدخل سريع لإنقاذ الحي من التلوث الذي اصبح يعاني منه الجميع, وتم الاتصال بكل القيادات الشعبية والجمعيات الاهلية, وتم تقسيم منطقة منشأة ناصر الي5 مناطق رئيسية وهي الزرايب وقايتباي والدويقة والمنشية, وتم تحديد مشرفين علي هذه القطاعات من الشباب وتم شراء أدوات النظافة التي يحتاجها الحي من مكانس وقفازات وكمامات وتم توزيعها علي الشباب الذي يرغب في المشاركة وبدا العمل بإزالة التراكمات القديمة وعدم السماح بوجود تراكمات جديدة, وتم الاستعانة بآئمه المساجد لمساعدتنا في نشر الوعي عن طريق تحفيز المواطنين علي المساعدة لإنقاذ الحي من التلوث ورغم ان هذه هي التجربة الاولي لتنفيذ هذا المشروع في منشأة ناصر إلا ان هناك أملا كبيرا في نجاح هذه الخطوة لإعادة الوجه الجميل للقاهرة. ويوضح ناصر نصحي احد قيادات اللجان الشعبية ويعمل بالحي ان الوضع في منشأة ناصر اصبح من السوء لدرجة لايتخيلها احد, ولذلك كان هناك رغبة من كل هالي منشأة ناصر للمشاركة للخروج بالحي من هذا الكم الكبير من التلوث والتجاوزات, وقد تم عمل مسح شامل للحي وتوضيح البؤر التي يتراكم بها القمامة ومخلفات البناء وبدا تقسيم المجموعات حتي يكون هناك تركيز علي المناطق الأكثر إحتياجا للقضاء علي الصورة السلبية وإعطاء لمسة جمالية للحي مع العمل علي تنمية الوعي لدي المواطن بأهمية النظافة في حياته وحياة أسرته الصغيرة. أيضا وجود رقابة شعبية علي شركة أما العرب الاجنبية والتي تعمل بالحي والتي صدر بحقها العديد من العقوبات وتعددت فيها الشكاوي سيلغي اي اتهام من الشركة للمحافظة بان هناك ظلما او تجاوزا. ولا أحد ينكر ان حي منشأة ناصر من الاحياء العشوائية والشعبية ولذلك نحتاج الي مجهود اكبر بكثير من مناطق مثل الزمالك ومصر الجديدة ولذلك نجاح التجربة في منشأة ناصر يفتح الامل لضرورة نجاحها في الاحياء الاخري بمنتهي السهولة. ويوضح احمد عبد الرءوف وكيل مدرسة جمال عبد الناصر الابتدائية وأحد اعضاء اللجان الشعبية بأن مشاركتنا في نظافة الحي لاتقل اهمية عن مشاركتنا في إنجاح الثورة ولذلك فقد شاركت أنا ومواطنون كثر من حي منشأة ناصر لإعادة الحي الي افضل ما كان عليه ولذلك قسمنا العمل الي مجموعات وكل مشرف له10 افراد يتعامل معهم ويوجهم مع الاستعانة بادوات النظافة المطلوبة والسيارات مع هيئة النظافة والشركات المسئولة عن نظافة الحي. وتم المشاركة من المدرسين والمعلمين والمهندسين والمحامين وجروبات الفيس بوك وقد تجاوبت مع الفكرة وقرروا ان يشاركوني المشروع, ايضا هناك مقاولون قاموا بتقديم المساعدات المجانية وقد حفز الجميع ما وصلت اليه من سوء وقذاره لدرجة ان رائحة القمامة صعدت الي المنازل, ووصلت الروائح الكريهة لأكثر من1000 متر مع تصاعد حركة الريح وكل ذلك نتيجة التراكمات من التجمعات السكنية الكثيفة, وعدم قيام الشركات المسئولة عن النظافة بدورها وتصاعد الاحداث, وكانت المبادرة من المواطنين الذين تجمعوا في الحي طالبين من رئيس الحي التدخل مع مشاركة شعبية كبيرة من الشباب. وكانت الاستجابة فورية بعمل اللجان الشعبية للمساهمة ومراقبة عمل الشركة وكتابة التقارير اليومية عن الاداء وفقا لبنود العقد. ايضا من الشباب المتطوعين محمد رشاد وهو محاسب يوضح بأن الدافع الاساسي للمشاركة هو ان يكون حي منشأة ناصر رغم كثرة مشاكله نموذجا ايجابيا ينفذ بعد ذلك في جميع احياء مصر ضمن المشروع القومي للنظافة في القاهرة بعد الثورة, ولابد ان تختفي مقولة( مليش دعوة) الآن ولابد ان يشارك الجميع في اعادة المجتمع لنظافته وهدوئه وانا أدعو الآخرين للمشاركة, أيضا ناصر عبد العليم مدير مدرسة جمال عبد الناصر الاعدادية للبنات كان من المشاركين في هذا الحراك حيث انه له مكانة عند اهل الحي, ويقطن فيه منذ اكثر من40 عاما يقول: بعد الحراك السياسي الذي شهدته البلاد لابد لنا كمثقفين ان يكون لنا دور في محاولة اعادة بنا المجتمع ولذلك شاركت في اللجان الشعبية وقمنا بحل العديد من المشاكل المجتمعية الصغيرة.