المشير محمد علي فهمي (1) مرت قبل أيام الذكري السنوية الثانية عشر لرحيل واحد من أبرز أبناء مصر الذين كان لهم دور بارز في نصر أكتوبر المجيد دون أن تحظي هذه المناسبة بشيء يليق بالرجل سوي بضعة سطور نشرتها أسرته الكريمة في صفحة الوفيات بالأهرام. وأستأذن اليوم في أن أعيد نشر بعض سطور كنت قد كتبتها عند رحيله تحت عنوان: رجل خاصم النوم مائة يوم فقد عرفت المشير محمد علي فهمي مثل سائر أبناء جيلي الذين شاء قدرهم أن ينخرطوا في سلك العسكرية المصرية إبان السنوات الحاسمة في تاريخ مصر خلال الفترة التي أعقبت نكسة يونيو 1967 وحتي نصر أكتوبر.. 1973 وربما كنت- بصفة شخصية- أكثر حظا من رفاقي بحكم موقع خدمتي الذي أتاح لي أن أراه وأن ألتقي به وأن أستمع إليه. كان المشير محمد علي فهمي خلال هذه السنوات يتحمل جانبا كبيرا من أكبر المصاعب والتحديات التي تواجه مصر علي طريق هدفها الاستراتيجي لغسل عار 5 يونيو 1967 كان حلما تعيشه مصر ليل نهار في أن تتمكن من بناء تشكيلات متكاملة لكتائب صواريخ الدفاع الجوي التي تستطيع التعامل مع الطيران الإسرائيلي وأن توقف الغرور الإسرائيلي عند حده والذي كان قد تجاوز المدي بعد يونيو 1967 في شكل اختراقات مهينة للعمق المصري ضد قناطر نجع حمادي في الصعيد واختراق حاجز الصوت فوق القاهرة والقيام بالعديد من عمليات استعراض القوة ومحاولة تكثيف الضغط النفسي علي القيادة السياسية والقوات المسلحة والشعب المصري للإيحاء بعدم جدوي مواصلة حرب الاستنزاف وإقناع الرئيس جمال عبد الناصر باستحالة تمكن مصر من بلوغ القدرة علي شن حرب شاملة ضد إسرائيل. ويمكن القول أنه اعتبارا من يوليو 1969 أي بعد عامين فقط من نكسة 1967 بدأت أولي عمليات التحضير الفعلي لحرب أكتوبر ففي هذا الوقت كانت عمليات حرب الاستنزاف قد بلغت ذروتها وبدأت تحدث وجعا مسموعا في قلب إسرائيل كلها نتيجة تزايد الخسائر البشرية الناجمة عن قصف المدفعية وغارات الطيران وكمائن الكوماندوز وهو ما دفع إسرائيل إلي إقالة الجنرال جافيتش قائد جبهة سيناء وتعيين أرئيل شارون مكانه من أجل بدء تنفيذ خطة لإجهاض حرب الاستنزاف المصرية بواسطة الغارات الجوية المكثفة ضد قواعد الصواريخ المصرية معززة ذلك بعمليات إنزال خاصة. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: إذا أنعم الله عليك زاد من حاجة الناس إليك! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله