وسط غياب واضح لمعظم القوي السياسية الليبرالية والإسلامية والاشتراكية وائتلافات شباب الثورة شارك أمس بضعة آلاف في مليونية لا للطوارئ. وكان اتحاد شباب الثورة قد دعا مع عدد من التيارات الي هذه المليونية التي تطالب بإلغاء قانون الطوارئ إذ بدأت المظاهرة بتوافد عدد محدود من الأشخاص قبيل صلاة الجمعة حيث تزايدت الاعداد عقب الصلاة. ومن ناحية أخري, دعت جموع المتظاهرين الي مليونية أخري تحت عنوان استكمال الثورة, وذلك يوم الجمعة30 سبتمبر. ولأول مرة لم يخطب مظهر شاهين الملقب بخطيب الثورة من قلب الميدان ولكنه خطب من داخل مسجد عمر مكرم وذلك بسبب عدم التنسيق الذي وضح علي جمعة أمس وقد ظهر شاهين في الميدان عقب الصلاة وقال إن ما منعه لخطبة الجمعة في الميدان هو بسبب ظروف صحية. وردد المتظاهرون هتافات تنوعت من بينها الشعب يريد إلغاء الطوارئ, والطوارئ راجع ليه حسني بيحكم ولا إيه, القصاص القصاص, الشعب يريد إعدام المخلوع. كما رفعوا لافتات تعبر عن غضبهم من قانون الطوارئ تحت اسم الجبهة السلفية بمصر تنادي بلا للطوارئ ولا للمحاكمات العسكرية ولا لحكم العسكر. وبعض اللافتات الفردية التي أشارت الي أن الثائر الحق لا يهدأ حتي تتحقق مطالب الثورة كاملة علي خلاف ما قاله الشعراوي. كما قامت الجبهة السلفية بمصر بتوزيع منشورات تحت عنوان إدارة الفوضي والعبث الي أين, حيث أوضحت في منشورها أنها ترحب بما يصيب العدو الصهيوني واستغراب التراخي الأمني التي وصفته بالمقصود حول السفارة, واستنكرت مهاجمة سفارة السعودية. وانتقد المنشور هيمنة المجلس العسكري واتهمته بمحاولة ترميم بقايا نظام مبارك الذي تصدع يوم25 يناير وكذلك بمحاكمة نشطاء الثورة أمام المحاكم العسكرية وفرض ما يسمي بالموارد الحاكمة للدستور. ودعوا لحل جهاز الأمن الوطني وأدانوا قوانين منع التظاهر والاعتصام واتهموا بعض الفرق السياسية بأنهم يقومون بإدارة الفوضي والعبث. واستنكر بيان الجبهة السلفية بمصر تفعيل قانون الطوارئ مؤكدين أن الحل هو الإسراع بإجراء الانتخابات. وحذروا من إشعال الثورة من جديد بسبب ما سموه هيمنة المجلس العسكري وقمع الحريات. وقد ألقي خطبة الجمعة من الميدان أحد المحامين المدعين بالحق المدني لشهداء الثوار, حيث أكد في خطبته التي جاءت بعنوان الميثاق والعهود أن المجلس العسكري لا يلتزم بوعوده بحراسة وحماية الثورة متسائلا هل الوعد بمحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية علي عكس محاكمة المخلوع مبارك أمام محاكم مدنية ويعتبر القائد الأعلي للقوات المسلحة فكيف ذلك؟! وأضاف أن قانون العقوبات يحكم عليهم بإحالتهم للمفتي وأكد أن الداخلية تعلم المجرم الحقيقي الذي يكمن وراء أحداث السفارة ومديرية أمن الجيزة, مؤكدا أنهم فلول الحزب الوطني الذين جاءوا لزعزعة الأمن العام. وأشار الي أن الداخلية تعلم أماكن البلطجية فكل رئيس مباحث يعلم عدد البلطجية في منطقته. ووجه رسالتين في نهاية خطبته الأولي للمشير وللمجلس العسكري وقال فيها إذا أردت الأمن والأمان لهذا الشعب وإن كنت صادقا عليك أن توفي بالعهود وتعجل بتنفيذ مطالب الثورة وقال إن الرسالة الثانية فهي لوزارة الداخلية بأن تحارب البلطجية وتقضي عليهم وأن تعاد هيكلتها بالكامل حتي الوزير نفسه ولفت في خطبته فيما يتعلق بسرية المحاكمات لو أن المحاكمة سرية لقلت فضائح عن عمر سليمان ووزير الداخلية. وهاجم مظهر شاهين الملقب بخطيب الثورة في خطبته التي ألقاها من علي منبر مسجد عمر مكرم قانون الطوارئ قائلا أهلا وسهلا علي من يطبق قانون الطوارئ الذي بموجبه تم اعتقال عشرات الآلاف. وتساءل شاهين من هو البلطجي الذي سيتم تطبيق هذا القانون عليه؟ فالقانون عباراته مطاطة فهو يطبق أيضا علي من يشيع الاشاعات فمن هو أيضا قائلا: من الممكن تحت هذه العبارات المطاطة أن يطول قانون الطوارئ الثوار وأصحاب الرأي كما كان يفعل مبارك الذي كان يقول إنه يطبق في أضيق الحدود وطالب بضرورة عدم تطبيق القانون علي أصحاب الرأي والثوار. وتساءل لماذا تأتي القرارات علي غير رغبة الشعب فالشعب يريد قوانين الغدر والمحاسبة السياسية لمن أفسدوا مصر فلا يصدر القانون بينما كل الشعب يرفض قانون الطوارئ والعمل به إلا أننا نجد المجلس العسكري يصدر قرارا بتفعيله. وحذر من عودة العجلة للوراء بأن تكون سببا في ثورة ثانية في يناير قائلا أخشي أن تأتي ثورة ثانية في يناير المقبل تقضي علي الأخضر واليابس لأن الثورة الأولي لم تحقق أهدافها مؤكدا أنه لا يحرض ولكنه ينصح. وشدد علي ضرورة محاسبة الفاسدين سياسيا وقطع يد البلطجية الحقيقيين مؤكدا أنه لا يوجد ثوري حقيقي بلطجي وأن أعداء الثورة كثيرون ويعملون علي تشويه صورة الثورة المصرية المجيدة علي حد وصفه. وانتقد شاهين طريقة التعامل مع رجب طيب أردوغان قائلا لماذا نستقبله كالفاتحين أو كخليفة المسلمين مع كامل احترامي وتقديري له ولتركيا فمصر ليست عقيمة بل إنها مولد وستلد الكثير من العظماء.