الكلام الذي كشف عنه المستشار محمد عبد العزيز الجندي وزير العدل يوم الأحد الماضي خطير جدا ومثير.. ولابد من التيقن جيدا من صحة وحقيقة الاتهامات التي وجهها الوزير لدول عربية-لم يسمها-بانتهاك الأمن القومي المصري والقيام بأعمال تخريب للمنشأت وترويع المواطنين بهدف إفساد الثورة وإسقاط مصر..وذلك حتي لا نفتح علي أنفسنا جبهة جديدة نحن في غني عنها..وحتي لا نفقد صداقة ومساعدة أي دولة عربية - صغيرة كانت أم كبيرة - تجمعنا بها علاقات تاريخية وطيدة ومتينة!! فإذا ثبت بالفعل تورط دول خليجية في تقديم ملايين الدولارات لجهات ومنظمات مصرية للقيام بهذا العمل المشين..فلا بد من تسمية هذه الدول فورا دون مجاملة أو مواربة.. ولابد من الكشف عن أسماء الجهات والشخصيات التي تلقت هذه المبالغ الطائلة والأغراض التي أنفقت فيها حتي يكتشف القاصي والداني حقيقة الدور الخبيث الذي يلعبه حكام هذه الأنظمة أمام شعوبهم أولا..وأمام الشعب المصري..وأمام شعوب العالم أجمع!! فهذه الأنظمة- في تقديري- أشد خطرا من إسرائيل علينا وعلي الأمة وعلي الشعوب العربية..لأنها ترتدي ثوب الصديق والشقيق..وما هي بصديقة ولا شقيقة..وإنما هي العدو الحقيقي..والأفعي التي تبث سمومها القاتلة في قلب ثورتنا المجيدة..في هذا المنعطف الخطير والتوقيت الحرج الذي تمر به الثورة بين نجاحات وخيانات ومؤامرات تحاك لنا في الخارج والداخل. ولا أظن أن الهدف هو مجرد أن هذه الأنظمة تخشي علي نفسها من أن يتكرر ما حدث في مصر لها وأنها تريد أن تقدم لشعوبها نموذجا سلبيا للثورة المصرية..ولكن أيضا لأنها تعلم جيدا أن مصر الثورة إذا نهضت فإنها ستضطلع بدورها القومي والإقليمي والدولي بالشكل والمكانة التي تليق بها..وحينها ستكون بمثابة المارد الذي ينهي الدور المفتعل الذي تقوم به الأنظمة الهشة!! أما الأيادي المصرية الآثمة التي شاركت في هذه المخططات- سواء بتلقي تلك المبالغ الهائلة في أحشائها أو تنفيذ أعمال التخريب والتدمير- فلابد من فضحها..وأن تنال عقابا رادعا وحازما..فلا يقل عن تهمة الخيانة العظمي في زمن الحرب..لأن معركة ثورتنا الحالية مصيرية وخطيرة..ربما لم نمر بها طوال تاريخنا الحافل [email protected]