مرت الساعات القليلة التي سبقت لقاء الأهلي والوداد المغربي في الجولة الخامسة بدور الثمانية لدوري الأبطال الافريقي ثقيلة علي الفريقين في ظل حساسية الموقف ورغبة كل فريق في تحقيق أهداف تتعارض مع الاخر.. خاصة بعد ان ادرك كلاهما ان المباراة لم تعد تقبل انصاف الحلول في ظل نجاح الترجي التونسي( المنافس الثالث بالمجموعة الثانية) في اجتياز مولودية الجزائر باربعة اهداف نظيفة وهو الفوز الذي زاد من صعوبة المواجهة بين الاهلي والوداد واحتمال دخول المجموعة في حسابات معقدة اذا ما أدت نتيجتها الي التعادل بأي نتيجة ووقتها ستكون الجولة السادسة والاخيرة يوم الجمعة القادم هي كلمة الفصل في الصراع الساخن منذ بداية المشوار. فالأهلي ورغم مايملكه من خيارات قليلة لبلوغ الدور قبل النهائي وحاجته الماسة للنقاط الثلاث يرفض تأجيل ساعة الحسم لوقت آخر.. ويصر علي رفع اعلامه بالفوز وتأهله في الدارالبيضاء وليس بالقاهرة والسعي فيما بعد للعب علي صدارة المجموعة الثانية في مواجهة الترجي الاخيرة بعد اربعة ايام فقط من لقاء امس لانه لو تعادل مع الوداد سيكون ملزما بالفوز علي الترجي في الجولة الاخيرة بفارق هدفين لضمان العبور. أما الوداد الذي يملك خيارات اكثر في طريق الوصول لقبل النهائي برصيد6 نقاط فكل مساعيه تدور في فلك الفوز لان اي نتيجة اخري ستدفع به الي حسابات في غني عنها كما أنه يرفض أن يكون طوق نجاة لضيفه ووسيلة لتجديد آماله في بلوغ نصف النهائي.. وهو يدرك تماما( اي الوداد) ان اي نتيجة غير الفوز علي الاهلي ستجعل مباراته الاخيرة خارج ملعبه امام مولودية الجزائر علي جمر النار وسيكون ملزما بتحقيق الفوز فيها لتأمين طريق الصعود وهو امر غير مضمون في ظل اقامة المباراة خارج ارضه ورغبة المولودية في الثأر من هزيمته برباعية وكل هذه الاحتمالات التي اتسعت بوصول الترجي للنقطة التاسعة جعلت الاهلي والوداد يسعيان للحسم بدلا من التأجيل المحفوف بالمخاطر. وينتظر الاهلي كرم المضيف وهو كرم يصعب تحقيقه مع( الوداد البخيل) الذي يأبي ان يجود ولو بنقطة التعادل لأن الفوز سيضمن له بطاقة التأهل وحسم الموقف تماما دون انتظار للجولة الاخيرة. وحسب أهداف كل فريق وطموحاته جاء سيناريو الساعات الأخيرة عامرا بالحيطة والحذر من الطرفين وتواري الوداد عن الأنظار كثيرا واختفت اخباره باستثناء القليل منها بعد ان هرب السويسري ديكاستال المديرالفني بفريقه الي ضاحية( ببوسكورة) البعيدة كي يضمن التركيز وتفادي التاثر بضغط الجماهير. ولم يلتفت الأهلي إلي حال منافسه وانشغل البرتغالي مانويل جوزيه بفريقه بعد ان بدا عليه القلق والتوتر بشكل واضح وانعكس ذلك علي تصرفاته وقراراته.. فبعد ان ابدي موافقته علي حضور وسائل الاعلام للمران الاخير عاد وتراجع فجأة وطالب باخلاء الملعب تماما بشكل اغضب الصحفيين المغاربة ووسائل الاعلام الاخري التي ظنت ان المدير الفني سيلتزم بوعوده وعهوده لكنها ظلت ممنوعة من الاقتراب من سياج الفريق الاحمر. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل امتد الي تحسر جوزيه علي النقاط التي اضاعها فريقه في المباريات السهلة سواء امام الوداد بالقاهرة او امام المولودية بالجزائر وظل يلوم لاعبيه علي ذلك في كل مناسبة وقال لهم في احد التدريبات ان تفريطهم في تلك النقاط السهلة كان السبب في وضع الفريق في هذا المأزق وجعل مصيره في مهب الريح. وأنهي الأهلي مرانه الأخير علي ملعب محمد الخامس بعد45 دقيقة بمشاركة اللاعبين ال19.. وركز مانويل جوزيه علي تنفيذ بعض الجمل التكتيكية وظل متكتما علي التشكيل المرشح لخوض المباراة بينما ظهر اللاعبون بحالة فنية وبدنية جيدة لقطات الاجتماع الفني شهد شدا وجذبا بسبب حصة الاهلي في تذاكر المباراة المخصصة له وفقا للوائح الاتحاد الافريقي وعددها(150) تذكرة بعد ان رفض الوداد تقديم اي تذاكروتمسك بمبدأ المعاملة بالمثل لانه لم يحصل علي تذاكر في مباراة القاهرة التي اقيمت بدون جمهور.. كما شهد الاجتماع اتفاق الفريقين علي ارتداء الأهلي للزي الأزرق بينما يرتدي الوداد الزي الابيض الملون بخطوط حمراء. شهدت مقاهي الدارالبيضاء اقبالا كبيرا لمتابعة مباراة الرجاء المغربي مع القطن الكاميروني في المجموعة الاولي لدوري رابطة الابطال وتباينت ردود الفعل بين جماهير الرجاء والوداد.. وبمجرد تقدم الرجاء بهدف( عبد الصمد أوحقي) سادت اجواء الفرحة الجمهور الرجاوي لكن سرعان ما تغير الوضع بعد ان تبدل الحال وحول القطن تاخره بهدف الي الفوز بهدفين ووقتها فرضت الفرحة نفسها ايضا ولكن هذه المرة كانت لجمهور الوداد الذي جاهر برغبته في خسارة الغريم التقليدي( الرجاء) وخروجه من البطولة لتفادي مواجهته في الدور قبل النهائي في حال صعود الفريقين. يعتبر انصار فريق الوداد حكم المباراة الإيفواري( دوي نورمانديز) فأل حسن بعد ان سبق وأدار لقاء منتخبي المغرب والجزائر في مباريات المجموعة الرابعة بالتصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الإفريقية وانتهت بفوز المغرب(.4 صفر). نجوم الكرة المغربية من ابناء نادي الوداد حرصوا علي زيارة بعثة النادي الاهلي وكان ابرزهم عزيز بودرباله مهاجم الوداد السابق الذي ابدي اعجابه الشديد بمحمد ابو تريكة واعتبره نجم الكرة العربية الاول في هذا الجيل.. ويعد بودرباله اشهر لاعبي الوداد المعروفين للجمهور المصري بعد تألقه في كاس العالم(1986) بالمكسيك الي جانب حارس مرمي الوداد السابق( بادو الزاكي) كما ان هناك الحارس خليل عزمي والمدافع محمد سهيل وكلها اسماء كان لها دور كبير في صفوف المنتخب المغربي.