يسأل بعض المسلمين عن صحة صوم من يشهد الزور في نهار رمضان هل تبطل شهادة الزور الصيام؟ وهل من يشهد الزور أمام المحكمة أو أمام ناس آخرين في نهار رمضان يبطل صومهم ؟ فما حكم من يشهد بغير ما يعلم في نهار رمضان هل يبطل صومه؟ وهل من يشهد في نهار رمضان بخلاف ما يعلمه يبطل صومه ؟ حول هذا السؤال يقول الشيخ محمد بن العيثمين إن شهادة الرجل بما يعلم أو أن يشهد بخلاف ما يعلم لا تبطل الصوم ولكن شهادة الزور في نهار رمضان تنقص من أجر الصائم، خاصة وأن شهادة الزور من أكبر الكبائر ومن أعظم الذنوب وذلك مصداقا لقول الله تعالى : فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور. شهادة الزور هو كل قول باطل أو قول آخر يخالف الحقيقة وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، ويقول الشيخ خالد بن عبد الله المصلح إن قول الزور: هو كل قول باطل، ومن أوله شهادة الزور؛ فإنها تدخل في قول الزور الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، ومعنى هذا: أن من لم يدع القول الباطل -ومنه شهادة الزور- فإنه لم يأت بالمقصود والغرض من الصيام؛ لأن المقصود والغرض من الصيام هو التوقي للشرور والفساد. شهادة الزور من المحرمات التي ينهى الإسلام في رمضان وفي غير رمضان ويقول الشيخ خالد بن عبد الله المصلح إن قول الزور إنه إذا كان الصائم قد امتنع عن أكل وشرب وجماع، ثم أطلق جوارحه في المحرمات التي تحرم عليه في كل وقت، فإنه لم يحقق الغرض والغاية من الصوم، إذ الغرض والغاية من الصوم أن يمتنع الإنسان مما حرمه الله تعالى عليه، سواء كان ذلك مما يباح له في وقت ويحرُم في وقت أو من ما كان محرماً -وهو من باب أولى- في كل وقت كالغيبة وشهادة الزور والكذب وسائر ما نهى الله تعالى عنه.
