يصنف النوم، من الأمور الأساسية فى حياة البشر، ويعتبر جزءًا لا يتجزأ من عمر الإنسان، لدرجة أنه فى المتوسط قد تصل نسبة النوم إلى حوالى ثلت عمر الإنسان، فالشخص البالغ من العمر 75 عاما، يقضي فيهم حوالى 25 عاما فى ثبات تام، وهذا الكلام ينطبق على نسبة 8 ساعات نوم وليس أكثر. هل خطر فى بالك، أنه من الممكن الاستفادة من هذا الوقت الضائع، وإلى أى مدى يستطيع الإنسان الاستمرار فى الاستيقاظ والحرمان من النوم بشكل متواصل؟ ساعات النوم الصحيحة للإنسان البالغ من 8:6 ساعات طبقا للدراسات والأبحاث العلمية، عدد ساعات النوم الصحيحة للإنسان البالغ، من 8:6 ساعات يوميا، وهذه الساعات قادرةعلى توفير الحياة الصحية والطبيعية من خلال إعطاء الجسم القدرة على الحفاظ على جهازه المناعى، فى صورة نشطة وزيادة قدرته على التركيز، وانعاش ذاكرته ووضوح تفكيره، واستيعابه السريع للمعطيات فى تعاملاته ومهامه البسيطة اليومية. الأشخاص الذين يحظو بأقل من 6 ساعات نوم يوميا، عرضة للوفاة بنسبة 12٪، وعلى العكس، فزيادة نسبة ساعات النوم، أكثر من 8 أو 9 ساعات، فإنهم عرضه للوفاة بنسبة 30٪، فعلى الرغم من أهمية النوم لجسم البشر، وشدة تمسك البعض به أحيانا، إلا أن النوم بزيادة عن المعدلات الطبيعية، من الممكن أن تؤدى إلى مشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب والسكر، وعلى نحو مماثل، فالحرمان من النوم، ممكن أن يؤدى إلى أعراض ومضاعفات خطيرة. المراحل التى يمر بها الإنسان عند توقفه عن النوم اليوم الاول على عكس المتوقع، بعد أول يوم، يمر على الإنسان بدون نوم، يشعر ببعض الطاقة الإضافية فى جسده، بالإضافة إلى شئ من الإبتهاج والإجابية، وهو أمر غريب مع عدم حصول الإنسان على قسط وفير من النوم، إلا أنه فى هذه المرحلة، يقوم مخ الإنسان بزيادة إفراز مادة تسمى الدوبامين، التى تلعب دور أساسى فى إحساس الإنسان بالسعادة والمتعة، وبالرغم من الإثارة فى بداية التوقف عن النوم، وجاذبية نتائجها، إلا أن تبعتها فى غاية السوء. اليوم الثانى بدون نوم يدخل الإنسان تدريجيا فى اليوم الثانى بدون نوم، فى حالة من الإرهاق التام، وتتوقف عمل المناطق الدماغية المسؤولة عن التخطيط، وتقيم القرارات وهذه التبعات تؤدى إلى تصرفات عدوانية، أو قرارات غير مسؤولة بالمرة، بالإضافة الى إنخفاض معدلات الإدراك، وضعف الوظائف المعرفية، وقلة إلاستيعاب للحياة، وأبسط الأمور فى الحياة اليومية. اليوم الثالت بدون نوم تستمر الوظائف الجسدية فى جسم الإنسان بالتوقف عن العمل بشكل ملائم، مثل عملية "الأيض" أو التمثيل الغذائي للجلوكوز، وهى المسؤولة عن تحويل الطعام داخل جسم الإنسان إلى طاقة، وتستنفز طاقة الإنسان فى أبسط الأمور، بالإضافة إلى شحوب الوجه، والأسوء من ذلك هو عدم قدرة الجهاز المناعى على القيام بمهامه، ويكون جسد الإنسان عرضة للإصابة بأى مرض، بالإضافة إلى الدوخة والتلعثم بالكلام. وهناك أيضا شعور الإنسان بتشابك أحلامه مع الواقع المحيط به، لأن عقل الإنسان، سيكون فى حالة مصارعة النوم، ومحاولة إستيعابه لمعطيات الواقع، وفى نهاية اليوم الثالث، يتوقف الإنسان عن عدم قدرته على القيام بمهامه تماما. أطول مده استيقاظ تحملها الإنسان بدون نوم أطول مده بدون نوم، تم تسجيلها بصورة علمية لمجموعة من الأشخاص، استمروا مستيقظين بدون أى نوم، كانت مدتها حوالى 246 ساعة كاملة، أى ما يقدر بحوالى 11 يوم، وبعدها الجسم توقف تماما عن العمل، وفقدوا وعيهم. الحفاظ على معدلات النوم من المؤكد أن قلة النوم لا تؤدى إلى الموت السريع، لكن الحرمان من النوم لفترات طويلة، تؤدى إلى مضاعفات وأثار سلبية خطيرة على جسدك، وحياة من حولك، والحفاظ على معدلات النوم الصحية من 8:6 ساعات أمر أساسى فى الحفاظ على نشاط الإنسان وصحته، على مدار حياته على الرغم من ضايع تلت عمرك فى النوم.
