انتقدت الحكومة الصينيةالولاياتالمتحدةالأمريكية على خلفية إبحار مدمّرة تابعة للبحرية الأميركية بالقرب من جزر متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي بنت فيها بكين منشآت عسكرية. وكانت واشنطن وحلفاؤها قد أرسلوا في الآونة الأخيرة طائرات وبوارج للمشاركة في مناورات "حرية الملاحة" في المنطقة بهدف توجيه رسالة إلى الصين مفادها أن القانون الدولي يعطيها الحق في عبور المياه التي تقول بكين إنها خاضعة لسيادتها. وقال المتحدّث باسم منطقة العمليات الجنوبية في الجيش الصيني لي هوامين في بيان إن المدمّرة الأميركية تشانسلورزفيل دخلت الاثنين المياه قبالة سواحل جزر باراسيل التي تعرف بالصينية تحت اسم تشيشا. من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أن المدمرة كانت تبحر قرب هذا الأرخبيل من أجل "الاعتراض على المطالب البحرية المبالغ فيها والحفاظ على الوصول إلى الممرات التي يمكن عبورها طبقا للقانون الدولي". وأرسلت الصين طائرات وسفنا حربية لتحذير السفينة الأميركية بضرورة مغادرة المنطقة. وقال لي "نطالب الولاياتالمتحدة بضبط أنشطة سفنها وطائراتها العابرة بمحاذاة الأراضي الصينية من أجل تفادي أي حادث طارئ". وقال المتحدّث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ خلال مؤتمر صحافي إن الصين تقدّمت بشكوى دبلوماسية ضد الولاياتالمتحدة، وطالبتها ب "التوقف فورا عن ممارسة هذه الأعمال الاستفزازية التي تنتهك سيادة الصين"، وجزر الباراسيل متنازع عليها بين الصينوتايوانوفيتنام. وتقول بكين إن كامل بحر الصين الجنوبي تقريبا خاضع لسيادتها على الرغم من تحكيم دولي في 2016 لم يصب في مصلحتها. لكن فيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان تطالب أيضا بالسيادة على أجزاء مختلفة من المنطقة. وعلى الرغم من استياء جاراتها وواشنطن، بنت الصين مجموعة من الجزر الاصطناعية الصغيرة والمواقع في المحيط، لتكون منشآت عسكرية في بحر الصين الجنوبي، وهو ثاني حادث بحري بين الصينوالولاياتالمتحدة هذا الأسبوع. والأربعاء عبرت سفينتان تابعتان للبحرية الأميركية مضيق تايوان الذي تؤكد الصين أنه خاضع لسيادتها فيما تعتبر الولاياتالمتحدة ودول اخرى أنه مياه دولية مفتوحة للملاحة، وأثارت الحادثة غضب بكين التي أرسلت سفنا حربية ومقاتلات الى المنطقة. وكانت بكين أبلغت واشنطن "بقلقها العميق" بعد مرور سفينتين حربيتين أميركيتين في 22 أكتوبر، معتبرة هذه المناورة تحدّياً لسيادتها. ويأتي ذلك قبيل محادثات مقررة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الأرجنتين هذا الأسبوع والهادفة إلى تخفيف حدة النزاعات التجارية.