حضارة الشعوب تقاس بمدى حفاظها على موروثاتهم القديمة وضمان استمرارها على مر السنين،وهنا يظهر الفرق بين الأمم العريقة وغيرها. علي الرغم من التقدم التكنولوجي الفائق، وتطور أساليب الحياة، إلا أن كافة القبائل المصرية ماتزال تتمسك بتربية الهجن والإبل باعتبارها من أهم الحيوانات التي كان يعتمد عليها العرب القدامي في حياتهم. الإبل «الجمال» سفينة الصحراء وأحد أهم الموروثات التي ورثها البدو عن آبائهم وأجدادهم هي مظهر من مظاهر الثراء. كانت الجمال قديما هي عماد الحياة الأول في الجاهلية وصدر الإسلام ومن بعدها الخيل، فقد كانت الإبل هي مصدر الحليب ووسيلة التنقل. حديثا شاركت الجمال في السباقات بصورة عشوائية أثناء حفلات الزواج بين أبناء القبائل العربية في مصر وكانت سباقات الجمال أحد أهم مظاهر العرس لدى أهل الصحراء. «أهل مصر» تفتح ملف سباقات الهجن بمصر لمعرفة مستقبلها والدعم المخصص لها وتاريخ السباق ونوعية سلالات الإبل التي تشارك بها وكيف يتم تدريب الجمال، بالإضافة إلى نوع الأكل المخصص لها. تأسيس أول ناد للهجن في مصر في بداية التسعينات من القرن الماضي تمت المطالبة بعمل أندية للهجن وأن تكون هناك سباقات رسمية لهذه الرياضة التي تعدد أهم الموروثات الثقافية لدى البدو وكون الراحل محمد أبو محلوس من قبيلة السواركة بمحافظة شمال سيناء نادي الهجن بالعريش من هنا بدأت رياضة الهجن تأخذ شكلها الرسمي. دوري سباقات الهجن تجري في مصر نحو 15 مسابقة محلية بين المحافظات طوال العام ويشارك فيها بعض الدول العربية مثل الأردن و السعودية والكويتوالإمارات العربية، إلى جانب 40 مسابقة داخلية بين أبناء المحافظة الواحدة. تعانى رياضة الهجن في مصر من الإهمال منذ سنوات ولم تلق هذه الرياضة اهتماما كبيرا من المسئولين وتحتاج المزيد من الدعم لنشرها من ناحية وجذب سياح دول الخليج العربي مثل السعودية و الإمارات العربية و الكويت، من ناحية أخرى حيث أنهم يعتبرون سباقات الهجن من أهم السباقات التي يحرصون علي تصويرها ليري العالم تراث العرب فدول الخليج تخصص قنوات إعلامية متخصصة لهذه السباقات عكس مصر التي لا يعرف عن هذه السباقات سوي القليل والإعلام يتناولها من باب الفلكلور والتراث فقط ولم تتطرق وسائل الإعلام لأهم سلالات الهجن وأسعارها وكيف يتم تدريبها وتربيتها وتكاليف إعداد الجمل للسباق. لا يوجد مضمار معتمد للهجن في مصر عيد حمدان، رئيس الإتحاد المصري للهجن، يقول في البداية إن سباقات الهجن الموجودة في مصر تتم بالجهود الذاتية وبدعم محدود للغاية من المسئولين ولذا فالجوائز تكون قيمتها قليلة بالنسبة للمتسابقين ولكن يصر أبناء القبائل على المشاركة في السباقات. حمدان أضاف أن تكلفة تلك السباقات مكلفة جدا وهي جزء من حياة أهالي البادية وموروث ثقافي لا يمكن التخلي عنه بل يعتبر يوم السباقات هو يوم فرح وعيد لكل البدو ومهما كلف الأمر فلابد أن يشارك الجميع وكل المشايخ والعقلاء والشباب والأطفال. وأشار رئيس الاتحاد المصري للهجن إلى أنه سوف يقام مهرجان كبير لسباق الهجن بالإسماعيلية علي مدار يومين 12و13 مارس المقبل بمشاركة 300 متسابق من 7 دول عربية بإجمالي ثلاثون قبيلة وسوف تشترك في المسابقة القبائل العربية من مصر بسبع محافظات، هم جنوبسيناء وشمال سيناءوالإسماعيلية والسويس والشرقية والوادي الجديد ومطروح. البحث عن مضمار طالب «حمدان» المسئولين بتخصيص مضمار للهجن في بعض المحافظات وبخاصة المحافظات الحدودية طبقا للشروط التي وضعها الإتحاد العربي للهجن حتى يتمكن من إقامة واستضافة بطولات عربية وعالمية، موضحا أن نشر هذه الرياضة يحقق أهدافا عدة ومنها جذب السياحة العربية والأجنبية إلى مصر لأن العرب يعشقون هذه الرياضة والسياح من هواة مشاهدة هذه السباقات إلى جانب رفع قيمة سعر الجمل المصري بين الأسواق العربية لأن لدينا سلالات نادرة وطالب بالتركيز على العلاقة الاجتماعية التي تجمع بين الإتحاد المصري للهجن ووزارات الرياضة والثقافة والسياحة. مضمار عالمي في شرم الشيخ وقال رئيس الاتحاد: «لدينا 11 نادي للهجن على مستوى مصر ومعظمهم غير فعال والمحافظات الفعالة هي الإسماعيلية وشمال وجنوبسيناء وأسوان والوادي الجديد وهناك خطة للإتحاد لتفعيل كل الأندية بل زيادتها»، مؤكدا أن هناك مضمار عالمي للهجن في شرم الشيخ جارى العمل فيه وسيتم افتتاحه مارس المقبل بتكلفة 22مليون جنيه مرحلة أولى ويضم مقصورة لكبار الزوار تسع 600 فرد ومدرجات تسع لنحو 200 مشجع، بالإضافة إلى العديد من الخدمات التي ستقدم للسياح ويبلغ طول المضمار 6 كيلو متر تقريبا وعرضه 50 مترا، مقدما الشكر إلى محافظ جنوبسيناء على دعمه لرياضة الهجن وإقامة هذا المضمار. وتابع رئيس الاتحاد أن البطولات بين الأندية في محافظات مصر يشرف عليها الاتحاد وأقيمت في مطروح والإسماعيلية والسويس وجنوبسيناء ثم شارك الاتحاد في بطولات ومهرجانات عربية دولية مثل مهرجان دوز الدولي بمدينة دور جنوبتونس ومهرجان راعي الهدلا بالمملكة الأردنية الهاشمية ومهرجان الكويت. الجمل الذهبي والطريق إلى الأوليمبياد شاركت في هذه البطولات الدولية هجن مصرية تم شحنها وحققت نتائج مُبهرة «كان لي الفخر في المشاركة في الماراثون الدولي بوضع القوانين المنظمة للماراثون 42كم " وحققت الهجن المصرية المراكز الأولى وحصدت الجوائز الجمل الذهبي وما تلاه من تقدير مادي ورفع الهجانة علم مصر في ساحة حنيش وسط 70 ألف مُتفرج في مُدرجات أُعدت لهذه السباقات. ودخلت هذه الرياضة الأوليمبيات عام 2011م وحقق المُربين مكاسب مادية حيث أصبح للجمال أسعار مرتفعة وأصدر الاتحاد مجلة الهجن المصرية التي اهتمت بكل الموروثات المتعلقة بالهجن. نقلا عن العدد الورقي.
