يحتفل أقباط مصر في شهر مايو من كل عام بعيد القديسة الشهيدة دميانة ويتوجه الآلاف منهم إلى ديرها ببلقاس بمحافظة الدقهلية، يقع الدير بجوار قرية لها نفس اسم الدير وهي قرية دميانة ببلقاس ويضم الدير ثلاثة مباني أثرية هي الكنيسة الأثرية للشهيدة ويطلق عليها كنيسة الظهور وكنيسة الأنبا أنطونيوس ومزار مدفن جسد الشهيدة دميانة. الكنيسة الأثرية: كنيسة الشهيدة دميانة تتكون من 4 بواكي، الباكية الأولى فوق الهيكل وثلاث بواكي للصحن، والمدخل الأصلي للكنيسة في الحائط البحري من الباكية الغربية، وبه جرن معمودية صغير، والهيكل يتوسط المذبح الذي اكتشف تحته سنة 1974م، وفى الشرق حنية كبيرة على جانبيها حنيتين صغيرتين قد يرجع بنائها إلى القرن 12 13. ولها 25 قبة تجعل المنظر من بعيد كثير القبول، وهم موضوعون بدون ترتيب أو نظام أو تساوي في الحجم، وقد اكتملت قباب هذه الكنيسة وحامل أيقوناتها تحت إشراف مصلحة الآثار، وتم تزينها بالأيقونات ذات الطابع القبطي القديم وإنارتها، وقد اكتملت شبابيك الكنيسة الكبرى بأيقونات الزجاج المعشق وأيضًا اكتمل حامل الأيقونات بها، وذلك بعد توسيع الكنيسة، وتخصيص كنيسة ملحقة للقديس مرقس والي البرلس والد الشهيدة دميانة. كنيسة الأنبا أنطونيوس المدخل البحري له صالة يتقدمها عمودان، وفى الركن البحري الغربي توجد المعمودية، أما صحن الكنيسة تتوسطه أربعة أكتاف مربعة، وتحمل الأعمدة ستة قباب، وقبو يعلوه بلكونه يجلس بها السيدات، وحجاب الكنيسة من ثلاث أحجبة بحشوات خشبية معشقة ومطعمة، ويلاحظ أن الهياكل مغطاة بثلاث قباب مدببة. مزار دير الشهيدة دميانة وهو مربع يتوسط قبة عالية على مثمن محمولة على أربع اكتاف صليبية. الاكتشافات الاثرية بالدير: تم اكتشاف كنيستين أثريتين في دير القديسة دميانة بالبراري في شهر سبتمبر 2005 م، كان قداسة البابا شنودة الثالث قد أفتتح الكنيسة الثرية المكتشفة في سنة 1974 م بقداس في 7 مايو سنة 1075 م، وكان مع قداسة البابا نيافة الأنبا بيشوي وعدد من الآباء الأساقفة، كما تم اكتشاف أثر من الآثار القديمة الرومانية عبارة عن صهريج تخزين المياه أسفل مباني الدير على شكل قبوات محمول على عقود ومبطن بمواد إسمنتية ما زال يعمل حتى هذا اليوم، وهناك تلال أثرية بجانب دير القديسة دميانة في البراري وحوله، وقد قامت مصلحة الآثار أخيرًا بعمل حفائر في هذه التلال الأثرية لم يستدل منها على صفاتها أو استخدامها ربما ترجع إلى عصر بناء الدير القديم وربما تكون مساكن العمال المؤقتة الذين بنوا الدير. يتميز دير الشهيدة دميانة بوجوده بمنطقة البرلس والزعفرانة حيث تشتهر هذه المنطقة بزراعتها لأنواع نادرة من الزعفران والحشائش العطرية الغالية ويستخدمه الدير في صنع الورود المجففة والعطور بجانب استخدامها في مشاتل الدير بغرض الزراعة والبيع كما قامت راهبات الدير بزراعة المنطقة التي كانت تلقب بالبراري حيث يرجع ذلك لوجود الدير بمنطقة خالية وبور كانت تغمرها المياه وتكسوها النباتات المائية فيما مضى ولكن مع مرور الزمان أصبحت هذه الأراضي منخفضة عن مستوى البحر لذلك اعتمدت الراهبات في زراعتها على التكنولوجيا الحديثة والأدوات الهائلة والطرق العملية في الري والدير يقوم بزراعة الزيتون والخضراوات والفاكهة بغرض استخدامات الدير والبيع للزوار والأماكن المحيطة به كما يوجد مزرعة للدواجن على مساحة كبيرة لإنتاج البط والدجاج والرومي والبيض وأيضًا بهدف التسمين ووجود سلالات نادرة وغالية الثمن كما يوجد مزرعة لتسمين العجول وإنتاج الألبان والجبن بأنواعه بالإضافة إلى مضيفة للزوار ومخبز ومكتبة للكتب القديمة والمخطوطات مثل المخطوطة التي يعود تاريخها إلى عام 1732 وأخرى لعام 1781 ميلادية التي كتبهما البابا دميانوس ال 35 تشمل جميع أحداث سيرة القديسة دميانة وتكريس كنيستها أيام الملك قسطنطين بجانب احتواء الدير على عدة ورش صغيرة للأعمال اليدوية مثل الرسم على الزجاج والنحت والحرق على الخشب والمشغولات اليدوية للراهبات كذلك يسعى الدير دائما للتجديد والإنشاء للمباني الحديثة لزوار من سكن للشعب فى مولد القديسة وأيضًا للخلوات للشباب والشابات وبناء الكنائس الجديدة بالدير. تاريخ الدير: كانت منطقة شمال الدلتا عامرة بالأديرة القديمة والكنائس الكثيرة المنتشرة في كل مكان، ومن هذه الديارات دير القديسة دميانة بالبراري، تلك الرقعة من الأراضي التي كانت تتبع قديمًا جزءًا من مقاطعة مصرية تسمى إقليم البرلس والزعفرانة بوادي السيسبان، وسمي الإقليم بالزعفرانة حيث اشتهرت هذه المنطقة بزراعة أنواع نادرة من الزعفران والحشائش العطرية الغالية القيمة، والزعفران اسم لنبات يسمى في المصطلح اليوناني واللاتيني السيسبان، وحاليًا يقع إقليم البرلس في شمال الدلتا. وعن مركز بلقاس وهو الذي تتبعه منطقة دير القديسة دميانة، فيقع جغرافيًا غرب فرع دمياط (للنيل) في محافظة الدقهلية وتبعد عنه قرية القديسة دميانة في منطقة بلقاس خامس، والتي تسمى ببراري بلقاس نحو 12 كم. وتسمية المنطقة بالبراري ترجع إلى أن أجزاء كبيرة من هذه المنطقة كانت أراضي بور خالية من الزراعة وبعضها أراضي منخفضة عن مستوى البحر وكانت تغمرها المياه وتكسوها النباتات المائية وخصوصًا كلما اقتربت من بحيرة البرلس. في أثناء زيارة العائلة المقدسة لوطننا الحبيب مصر، مرّت بمنطقة البرلس –آتية من سمنود- حيث منطقة البراري التي أُريقت فيها -فيما بعد- دماء القديسة دميانة والأربعين عذراء، ولقد تقدّست هذه المنطقة وتباركت بهذه الزيارة. فى القرن الرابع (بعد ثلاثة قرون من الزيارة المباركة للعائلة المقدسة)، نشأ الدير بحري مدينة الزعفرانة التي كانت بمثابة عاصمة لمنطقة البرلس وبها كرسى أسقفى، سكن فيها والدا القديسة، وكان والدها مرقس هو الحاكم عليها.. وبنى فيها قصرًا للقديسة دميانة لتتعبد فيه خارج مدينة الزعفرانة بحري البلد، وبعد استشهاد القديسة دميانة مع العذارى دُفنت أجسادهن في المكان الذي تعبدت فيه، إلى أن جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الملك قسطنطين وبنت مقبرة خاصة بهن وكنيسة على هذه المقبرة وذلك في أثناء قيامها ببناء كنيسة القيامة بأورشليم، ثم طلبت من القديس ألكسندروس بابا الإسكندرية التاسع عشر (313-326م) تدشين هذه الكنيسة فقام بتدشينها ورسم أسقفًا للمنطقة لأن أسقفها كان قد استشهد مع القديسة دميانة. وفى القرن السادس، في عهد الأنبا يوحنا أسقف البرلس-زمن البابا دميانوس ال35 (563-598م) كتب مخطوطة تشمل تتابع أحداث سيرة القديسة دميانة، وخبر تكريس كنيستها في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس في أيام قسطنطين الملك، ثم بعد ذلك عندما أعيد البناء في أيام الخليفة سنان.. وتوجد نسخ من هذه المخطوطة في مكتبة دير القديسة دميانة: [نسخة يعود تاريخ نساختها إلى سنة 1449ش، أي سنة 1732م، أي أنها نُسخت منذ حوالي 283 سنة ميلادية، ونسخة أخرى يعود تاريخ نساختها إلى سنة 1498ش، أي سنة 1781م، أي أنها نُسخت منذ حوالى 234 سنة ميلادية].