أكد ساندر سونا سفير استونيا بالقاهرة أن بلاده وضعت أجندة لأولوياتها خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي في الستة الأشهر المقبلة التي تأتي تحت شعار " الوحدة من خلال التوازن" لأن الاتحاد يحتاج في هذا التوقيت للتأكيد علي الوحدة بعد الأزمة المالية وأزمة الهجرة ومع بدء مفاوضات مع بريطانيا حول انسحابها والتوازن بين كافة وجهات النظر والمصالح والعادات في أوروبا من أجل تحقيق نتائج أفضل للمواطنين الأوروبيين. وأضاف السفير، أن أولويات استونيا ترتكز علي أربعة محاور أساسية وهي اقتصاد أوروبي منفتح ومبتكر وأمن وآمان أوروبا وأوروبا الرقمية وحرية انتقال المعلومات وأوروبا المستدامة والشاملة، موضحا أن أوروبا تسعي إلي أن تبقي منافسة اقتصاديا من خلال الانفتاح علي التغير والتجارة والأفكار الجديدة. وأفاد بأن الاتحاد الأوروبي يولي اهتماما كبيرا بالأمن ويتأثر بالأزمات الحالية في العالم مثل مكافحة الإرهاب والهجرة وجريمة المنظمة وغيرها، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون مع جيران الاتحاد في الجنوب هي دول الشرق الأوسط خاصة مصر التي لابد من العمل معها في هذه القضايا والأزمات، مشيرا إلي أنه يتم الاعداد حاليا للاجتماع بين مصر ومجلس الشراكة الأوروبي. وقال سونا "إن الاتحاد سوف يركز علي مواجهة هذه التحديات من خلال العمل علي منع تمويل الإرهاب وتسهيل التعاون بين الشرطة والقوات الأمنية في الدول المختلفة وإقامة مركز للمعلومات والحلول التكنولوجية التي تسمح بتبادل أسرع للمعلومات فضلا عن تطوير الشراكات الحالية مع الجيران خاصة في الشرق والجنوب وأفريقيا والشرق الأوسط". وأضاف أن استونيا ستعمل على دعم أوروبا الرقمية وحرية انتقال المعلومات داخل أوروبا بشكل سلسل ودعم التجارة الالكترونية والتوقيع الالكتروني لأن العالم الرقمي يلعب دورا في النمو الاقتصادي، مشيرا إلي أن استونيا حققت نموا بنسبة 2 في المائة في الناتج الإجمالي المحلي نتيجة للتطور الرقمي فيها. كما أن بلاده سوف تعمل علي توفير فرص متساوية للمواطنين الأوروبيين الذين يريدون العيش والعمل في أوروبا وحرية انتقال سهل للمواطنين داخل الاتحاد ودعم الضمان الاجتماعي. وردا علي سؤال حول مواجهة المخاطر الأمنية، أشار سونا إلي أن أولويات الاتحاد في المرحلة الحالية هى تعزيز القدرات الدفاعية للدول الأعضاء ودعم التعاون بين الاتحاد وحلف الناتو وأنه تم التوصل في قمة الاتحاد التي عقدت الشهر الماضي إلي اتفاق يقضي بتبني تدابير لتحقيق هذا الهدف من بينها دعم ميزانية الدفاع. واستطرد قائلا إنه تم عقد اجتماع الأسبوع الماضي لوزراء الداخلية والعدل الأوروبيين لبحث مستجدات قضية الهجرة والأزمة الحادة التي تشهدها حاليا ايطاليا لافتا إلي أن استونيا تبنت مؤخرا قرارا يقضي بتخصيص مليون يورو لدعم الأنشطة لمنع الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط. وعن مفاوضات بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، قال سونا إنه سيتم عقد الجولة الثانية من المفاوضات نهاية هذا الشهر في ضوء الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول آلية لإجراء جولة من المفاوضات كل أربعة أسابيع موضحا أن المفاوضات الجارية تتناول ثلاث قضايا رئيسية وهي حقوق المواطنين الأوروبيين في بريطانيا وحقوق البريطانين المتواجدين في أوروبا الالتزامات المالية وأخيرا الحدود بين بريطانيا وايرلندا ثم بعدها يتم التفاوض حول مستقبل العلاقات بين الاتحاد وبريطانيا. وأفاد بأنه هذه المفاوضات سوف تستمر لمدة عامين طبقا لمعاهدة لشبونه، وهذا يعني أن يتم التوصل إلي اتفاق في مارس 2019 مشيرا إلي أن فريقا من الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية يقوم بالتفاوض ثم يطلع الدول الأعضاء علي التقدم الذي أحرز في هذه المفاوضات. وعن الاجتماعات والقمم في الفترة المقبلة، أوضح أنه قمة بين الاتحاد الأوروبي والشركاء الشرقيين ستعقد في نوفمبر القادم في بروكسل وقمة الاتحاد الأوروبي – أفريقيا في كوت ديفوار في نوفمبر أيضا التي سوف تشهد عرضا لمساهمة استونيا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدول الأفريقية.. وسيتم عقد القمة الرقمية للدول الأعضاء في الاتحاد يوم 29 سبتمبر المقبل في العاصمة الاستونية تالين. وأشار إلي أنه يتم الاعداد حاليا لقمة الاتحاد الأوروبي، جامعة الدول العربية والتي غالبا ستعقد في النصف الأول من عام 2018. وردا علي سؤال حول رؤية استونيا لمواجهة التحديات، أكد سونا أهمية الحفاظ علي الاتحاد الأوروبي الذي يعد مشروعا للسلام وأنه استطاع أن يتخطي أزمات كثيرة وحادة في السابق مثل الأزمة المالية وأن هناك أسسا كثيرة للبناء علي هذه الوحدة مضيفا أن جميع دول الأعضاء تتفهم هذا بالرغم من الاختلافات في وجهات النظر وهناك إجماع من هذه الدول حول المفاوضات مع بريطانيا. وأوضح أن أزمة الهجرة غير الشرعية شهدت تراجعا عن الذورة التي حدثت العام الماضي واستطعنا إدارة هذه الأزمة وتم التوصل إلي اتفاق مع تركيا حول هذا الموضوع ولكن مازالت هناك قضايا أخري مثل أزمة اليونان وغيرها التي تتطلب إيجاد حلول لها. وردا علي سؤال حول التعاون الثنائي مع مصر، أشار سونا إلي أن المشاورات السياسية بين مصر واستونيا عقدت في تالين في يونيو الماضي بمشاركة مساعد وزير الخارجية ايهاب نصر والتي تناولت التعاون الثنائي والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر وأولوياتنا خلال الرئاسة.