قال السفير أحمد بن حلى " نائب الامين العام للجامعة العربية " إن الوضع المعقد للأزمة السورية يلقى بظلاله على مفاوضات جنيف، والتى بدورها ستشهد مزيدا من الاخذ والرد ورفع سقف المطالب من جانب كل طرف، لكن المهم من وجهة نظر الجامعة العربية ان يحسم السوريين أمرهم، وأن يدركوا سواء كانوا حكومة أو معارضة، إن إنقاذ سوريا فى ايديهم.. وأوضح بن حلى فى تصريحات ل " لأهل مصر "، أن هناك تعبئة حقيقية الآن من جانب الدول العربية والدول الاقليمية والعديد من القوى الكبرى، على ضرورة إيجاد حل للازمة السورية، وانه حان الوقت لانهاءها، فعلى السوريين أن يستفيدوا من هذه الفرصة، وهذه الظروف المتاحة وان يذهبوا بأسرع مما هو موجود الى الحل النهائى. وأكد أن مؤشرات مواكبة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات كانت الى حد ما إيجابية. وطالب بن حلى السوريين بالعمل على بناء نوع من الثقة فيما بينهم وأن يواصلوا الحوار المعمق فيما بينهم لايجاد حل للازمة السورية بما يحافظ على وحدة سوريا.مشيرا الى ان الشىء الاساسى الذى يجب أن يعرفوه ان سوريا كدولة مهددة، وعليهم أن يحافظوا على مقومات الدولة سواء من ناحية الامن أو الجيش او مختلف متطلباتها. على صعيد آخر وبخصوص التفجيرات الإرهابية فى بروكسل قال بن حلى أن على الاوروبيين وغيرهم أن يدركوا أن الارهاب الذى يضرب فى كل مكان، قد أصبح آفة العصر، وان الحرب العالمية على الارهاب تتطلب العمل على حل الازمات التى يتغذى عليها الارهاب، وفى مقدمتها حل الازمة السورية وحل الازمة العراقية والازمة الليبية والازمة اليمنية والقضية الفلسطينية، كقضية مركزية عربية وهذا هو المنحنى الأساسى للقضاء على الارهاب، مؤكدا أنه إذا وجدت كل هذه الازمات الحلول العادلة التى تستحقها مات الارهاب واندثر تماما. وشدد بن حلى على أنه ينبغى على الجميع أن يعرفوا ان القضاء على الارهاب ليس أمنيا فقط وانما ينبغى أن يكون فكريا وقانونيا وإجتماعيا وأن يتم تحقيق العدالة. مشيرا الى ان هؤلاء الارهابيين الذين نبتوا فى أوربا عاشوا فى أماكن مهمشة وعلى اوربا ان تدرك ذلك تماما، ولا تعاملهم بطريقة وحشية وفظة، أو على أنهم حثالة المجتمعات حسبما أطلق عليهم أحد رؤساء أوروبا.وقال " بن حلى " ان القضية الفلسطينية تمر الان بحالة شديدة من الجمود، ولذا فإن الدبلوماسية العربية والفلسطينية يحاولان طرق كل الأبواب بما فيها مبادرة فرنسا لعقد مؤتمر دولى للسلام لحلحلة القضية الفلسطينية. كما يتم العمل على محاولة إعادة موضوع الاستيطان الاسرائيلى الى مجلس الأمن لاستصدار قرار يدينه.وكشف بن حلى انه رغم حالة السوء التى تمر بها القضية الفلسطينية الا أن هناك بعض المواقف الايجابية، ومنها مثلا الانتصار الفلسطينى الذى تحقق مؤخرا بعدما استطاعت فلسطين أن تنضم الى هيئة التحكيم الدولى بالتصويت رغم معارضة بعض الدول الكبرى. مؤكدا أن استمرار الممارسات الاسرائيلية الهدامة والعداونية تجاه الشعب الفلسطينى، تقتضى رد فعل حاسم وقوى من جانب المجتمع الدولى. أما بخصوص الموقف الأمريكى فى ضوء التطاول الأمريكى مؤخرا من جانب مرشحة الرئاسة الامريكية " هيلارى كلينتون " وتأكيدها على ضمان أمن اسرائيل فى حال فوزها بالمنصب، وتهجمها على محمود عباس أبو مازن.. وقال بن حلى إننا لانبنى مواقف الولاياتالمتحدةالامريكية، على ما يطلقه مرشحوا الرئاسة الامريكية فى سباق الانتخابات، لانها غالبا ما تكون مزايدات انتخابية من أجل الحصول على دعم اللوبى اليهودى فى أمريكا، لكن عندما يصل المرشح الامريكى الى الرئاسة يتغير هذا الموقف. وان كان هذا لاينفى انحياز أمريكا التام الى اسرائيل، وهو ما يقتضى منها ان تعيد النظر فى سياستها وتعرف ان تحقيق العدل وإقامة دولة فلسطينية سيكون فى صالح اسرائيل قبل الصالح الفلسطينى والعربى حتى يمكن تحقيق السلام والآمان فى الشرق الاوسط. كما كشف "بن حلى" على وجود تحركات من جانب اللجنة الوزارية العربية سواء مع فرنسا او مع أعضاء مجلس الامن سواء روسيا او الصين، علاوة على تحركات مقبلة فى العديد من الاجتماعات الوزارية ومنها الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الدول العربية والاتحاد الاوروبى أبريل المقبل، او من خلال قمة اسطنبول او القمة الانسانية لتحريك القضية الفلسطينية وحلحلة الموقف الحالى بشتى الطرق.