قانون الإجراءات الجنائية الجديد.. دستور مُصغر يضمن الحقوق والحريات    سعر الذهب.. أعلى مستوى على الإطلاق بعد قرار الفيدرالي (تفاصيل)    «العليا للحج والعمرة»: إلغاء التأشيرات الافتراضية.. و5 ملايين جنيه ضمانات للشركات    تحركات مكثفة لتنفيذ مبادرة «بداية جديدة» قبل إطلاقها رسميا.. عوائد إيجابية في أسرع وقت    «التموين»: إنشاء 6 صوامع حقلية بتمويل من برنامج مبادلة الديون الإيطالية    خبير: نتنياهو يهيئ الرأي الداخلي الإسرائيلي لاحتمالية تصعيد الأوضاع الأمنية ضد حزب الله    «كاف» يوافق على تسليم درع الدوري للأهلي عقب مباراة جورماهيا    سبب فشل انتقال محمد علي بن رمضان للأهلي.. مفاجآت جديدة    حالة الطقس أول يوم مدارس مضطربة.. تحذيرات لأولياء الأمور    قرار جديد بشأن سائقي قطاري الزقازيق    بعد التصالح .. السجن 3 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في كفر الشيخ    محافظ الجيزة يفتتح مدرسة رسمية للغات بمدينة الفردوس في حدائق أكتوبر    لترشيحه للأوسكار.. نجوم الفن يهنئون صناع فيلم رحلة 404    اعتماد عدد من الأقسام للزمالة بمستشفيات طهطا وجهينة والحميات بسوهاج    «شباب كفر الشيخ» تنظم ندوة حول الحماية الاجتماعية في الجمهورية الجديدة    مصدر من رابطة الأندية ل في الجول: استقرينا على شكل الدوري "الاستثنائي"    ريليفو: محادثات متقدمة بين النصر السعودي وبيولي لتدريب الفريق    كرة نسائية – مصدر من الأهلي يكشف ل في الجول كواليس انضمام سالي منصور للشعلة بعد توقيعها مع الأحمر    وزير التعليم يفجر مفاجأة.. ترخيص لمزاولة مهنة التدريس قريبًا    الجيش المالي يدعو المواطنين إلى تجنب موقع الهجوم المسلح واتباع التعليمات الأمنية    مان سيتي ضد الإنتر.. جوارديولا يثني على لاعبيه ويؤكد: عقلية لا تصدق    دبلوماسي: الضربات الأوكرانية بأسلحة غربية فى العمق الروسي وضع جديد تمامًا    تأجيل إعادة إجراءات محاكمة متهم في أحداث عنف المرج    قرار من القضاء بشأن متهمي خلية المرج الإرهابية    مصر والمجر توقعان مذكرة للتعاون بين محطتي «الضبعة» و«باكش 2»    رحيل الزميل فنان الكاريكاتير الشاب أحمد قاعود    تأييد تغريم شخص تعدى علي دفاع المطربة شرين عبد الوهاب    "صباح الخير يا مصر" يحتفى بذكرى ميلاد الشيخ محمود خليل الحصرى    الأمم المتحدة: إسرائيل أصدرت 55 أمر إخلاء لسكان غزة منذ بداية الحرب    انطلاقة قوية لمسلسل برغم القانون.. وإشادات بأداء إيمان العاصي في المشرحة    آفاق مسرحية تغلق باب التقدم للورش المجانية بعد 4 أيام من الإعلان عنها    بالصور- "دنشواي" بالمنوفية تكرم 300 من حفظة القرآن بالقرية    الأزهر يواصل سلسلة ندوات "زينة المرأة في ضوء الإسلام"    وزير الزراعة يبحث مع السفير البريطاني التعاون في مجال البحث العلمي ودعم منظومة الأمن الغذائي المستدام    طريقة عمل حلاوة الجبن السورية، لذيذة وسهلة التحضير    وزير الصحة يلتقي ممثلي شركتين لبحث استخدام التكنولوجيا بالقطاع الصحي    النمسا: رغم انحسار مياه الفيضانات لا يزال خطر انهيار السدود والانهيارات الأرضية قائما    رئيس جامعة سوهاج: خطة استراتيجية لدعم الطلاب المبدعين من ذوي القدرات الخاصة    إغلاق كيان تعليمي وهمي باسم «الأكاديمية البريطانية المصرية للتدريب» بالشرقية (تفاصيل)    قيادات جامعة القاهرة تتفقد اليوم الأول للكشف الطبي على الطلاب الجدد    وزير الإسكان ومحافظ الجيزة يستعرضان مخطط تطوير المنطقة المحيطة بالأهرامات    ‫ وزير الرى: الاستفادة من الخبرات الإيطالية فى مجالى المياه والمناخ    العثور على الغواصين الثلاثة المفقودين في مرسى علم    أمين الفتوى: إياك وكثرة الحلف أمام أولادك لهذا السبب    وزيرة التضامن الاجتماعي تفتتح أعمال تطوير مجمع خدمات متعددي الإعاقة بالطالبية    الجيزة ترفع القدرات الاستيعابية للمدارس لاستقبال العام الجديد (صور)    تشييع جنازة منفذ عملية جسر الملك حسين بعد تسليم جثمانه للأردن (فيديو)    علماء يحذرون: جرثومة خارقة ربما تجتاح العالم    المشدد للصوص شرعوا في قتل سائق لسرقته بباب الشعرية    الرئيس السيسي يبحث هاتفيًا مع ملك الأردن مستجدات الأوضاع الإقليمية    وزير الخارجية: زيادة نسبة السياح المجريين لمصر لما كانت عليه قبل كورونا    دعاء خسوف القمر.. أدعية مستحبة رددها كثيرًا    محسن هنداوي: تركت كرة القدم بسبب الظلم وأعمل في تجارة الحديد    تداول 80 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 والقنوات الناقلة    وزير الأوقاف السابق: من يسرق الكهرباء فهو يسرق الشعب والدولة    أستاذ صحة عامة: مبادرة «100 يوم صحة» قدمت ملايين الخدمات للمواطنين مجانا    أسعار السلع التموينية اليوم الثلاثاء 17-9-2024 في محافظة المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معلومات الوزراء يصدر تحليلاً حول تقنيات الحد من الأثر البيئي للتحول الرقمي
نشر في أهل مصر يوم 15 - 08 - 2024

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً أوضح من خلاله أن التحول الرقمي أصبح محورًا رئيسًا في التطور التكنولوجي، حيث تسهم التكنولوجيا الرقمية في تعزيز كفاءة الأداء وتحسين نوعية الحياة، مضيفاً أنه بالرغم من ذلك لا يمكن إغفال تأثيراتها البيئية السلبية، فبينما تسهم الابتكارات الرقمية في تطوير صناعات جديدة وتسهيل العمليات اليومية، فإنها تستهلك أيضًا كميات هائلة من الطاقة وتنتج نفايات إلكترونية تؤثر بشكل مباشر على البيئة.
مركز معلومات مجلس الوزراء
أهمية التحول الرقمي
وتناول التحليل أهمية التحول الرقمي، والآثار البيئية الناتجة عنه، بالإضافة إلى التقنيات اللازمة للحد من الأثر البيئي للتحول الرقمي، حيث أشار مركز المعلومات إلى ما يشهده العصر الراهن من تحولًا هائلًا في كيفية إنتاج وتبادل واستهلاك المعلومات والموارد من خلال التقنيات الرقمية، حيث أصبح للبيانات دور محوري، كما تُسهم التقنيات مثل الإنترنت، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية في تغيير كل مناحي الحياة اليومية.
وأكد مركز المعلومات أنه في العقدين الماضيين، خلق التحول الرقمي فرصًا جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلًا عن دوره غير المباشر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ إذ تسهم التكنولوجيات الرقمية بشكل مباشر في تحقيق 70% من مقاصد أهداف التنمية المستدامة، وفي هذا الإطار يشير مصطلح التحول الرقمي إلى استخدام تكنولوجيا الحاسب الآلي والإنترنت في عملية خلق قيمة اقتصادية أكثر كفاءة وفعالية.
تعزيز التحول الرقمي
وأوضح التحليل الدور المحوري الذي أداه الإنترنت في تعزيز التحول الرقمي؛ إذ ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت من مليار نسمة في عام 2005 إلى 5.4 مليارات نسمة في عام 2023 وخلال الفترة بين عامي 2010 و2023، تضاعفت تقديرات الشحنات السنوية للهواتف الذكية من 500 مليون وحدة إلى حوالي 1.2 مليار وحدة كما تضاعف عدد وحدات أشباه الموصلات المباعة أربع مرات خلال الفترة من عام 2001 إلى عام 2022، كما توفر البنية الأساسية للشبكات، بما في ذلك الكابلات البحرية وأقمار الاتصالات، طرقًا أسرع من أي وقت مضى لربط المزيد من الأفراد والآلات، ومن المتوقع أن ترتفع نسبة تغطية النطاق العريض المحمول من الجيل الخامس (5G) من 25% في عام 2021 إلى 85% في عام 2028، حيث وتتيح سرعات الاتصال الأعلى توليد المزيد من البيانات وجمعها وتخزينها وتحليلها، وهذا أمر أساسي للتكنولوجيات الناشئة مثل: تحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء.
تحقيق النمو الاقتصادي
وأضاف، أنه على الرغم من الدور المهم الذي يلعبه التحول الرقمي في تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين تقديم الخدمات، إلا أن هناك تأثير بيئي هائل يقابله، يتمثل في استنفاد المواد الخام المحدودة للتكنولوجيات الرقمية ومنخفضة الكربون، وتصاعد استهلاك المياه والطاقة، وتزايد مشكلة النفايات المرتبطة بالرقمنة، لذا أصبح من الأهمية بمكان ربط التحول الرقمي بالاستدامة البيئية، واستعرض التحليل العوامل التي يتطلبها تحليل التأثير البيئي للاقتصاد الرقمي وهي:
1- استهلاك الطاقة الناجم عن مراكز البيانات: حيث تُعَد مراكز البيانات من أكبر مصادر استهلاك الطاقة في الاقتصاد الرقمي؛ فقد بلغ حجم سوق الطاقة لمراكز البيانات نحو 24.41 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 33.44 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.5٪ خلال الفترة المتوقعة (2024 - 2029).
نتيجة لزيادة الاعتماد على مراكز البيانات
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 2022 بلغ استهلاك الكهرباء عالميًّا نحو 27 ألف تيراوات/ ساعة، وقد سجلت الصين والولايات المتحدة الأمريكية أعلى طلب على الكهرباء كنتيجة لزيادة الاعتماد على مراكز البيانات.
وذكر مركز المعلومات أنه وفقًا للوكالة الدولية للطاقة، فإن تقدير استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات العالمية في عام 2022 تراوح بين 240 و340 تيراوات/ساعة، أو حوالي من 1% إلى 1.3% من الطلب العالمي النهائي على الكهرباء (غير شامل الطاقة المستخدمة في تعدين العملات المشفرة، والتي قُدِّرَت بحوالي 110 تيراوات/ساعة في عام 2022، وهو ما يمثل 0.4% من الطلب العالمي السنوي على الكهرباء).
وأفاد التحليل أنه منذ عام 2010، نما استخدام الطاقة في مراكز البيانات (باستثناء العملات المشفرة) بشكل متوسط، وذلك على الرغم من النمو القوي في الطلب على خدمات مراكز البيانات، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى التحسن في كفاءة أجهزة ومعدات تكنولوجيا المعلومات والتحول من مراكز البيانات الصغيرة غير الفعالة إلى مراكز بيانات سحابية ضخمة ذات كفاءة أعلى.
زيادة كبيرة في استخدام الطاقة
وعلى الرغم من المكاسب الناتجة عن تحسن الكفاءة في مراكز البيانات، فقد أدى النمو السريع في أحمال العمل التي تتعامل معها مراكز البيانات الكبيرة إلى زيادة كبيرة في استخدام الطاقة في هذا القطاع على مدار السنوات الماضية، والذي نما بنسبة تتراوح بين 20% و40% سنويًّا وتضاعف إجمالي استخدام الكهرباء من قبل شركات أمازون ومايكروسوفت وجوجل وميتا بأكثر من الضعف بين عامي 2017 و2021، ليرتفع إلى حوالي 72 تيراوات/ساعة في عام 2021.
وأشار التحليل إلى أن استهلاك الكهرباء في بعض الدول شهد زيادة كبيرة كنتيجة للتوسع في أسواق مراكز بيانات، فعلى سبيل المثال، تضاعف استخدام الكهرباء في مراكز البيانات في أيرلندا بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2015، ليمثل 18% من إجمالي استهلاك الكهرباء في عام 2022، وقد يصل استهلاك مراكز البيانات ومستخدمي الطاقة الآخرين إلى نحو 28% من الطلب الوطني على الكهرباء بحلول عام 2031. وفي الدنمارك، من المتوقع أن يرتفع استخدام الطاقة في مراكز البيانات ستة أضعاف بحلول عام 2030 ليمثل ما يقرب من 15% من استخدام الكهرباء في البلاد آنذاك.
أكبر سبل استهلاك الطاقة
2- تقنية البلوك تشين: تُعَد هذه التقنية من أكبر سبل استهلاك الطاقة ومولدات النفايات المرتبطة بالرقمنة. وتستخدم تقنية البلوك تشين الطاقة للتحقق من صحة المعاملات وتعدين العملات المشفرة باستخدام الدوائر المتكاملة المخصصة للتطبيقات (ASICs)؛ حيث يتم وضع هذه الأجهزة في مرافق تعمل كمراكز بيانات فعليًّا، كما إن إدراج تقنية البلوك تشين ضمن مقاييس استخدام الطاقة في مراكز البيانات يزيد بشكل كبير من إجمالي استخدام الطاقة، فقد نما استخدام الطاقة بشكل خاص بسبب أنشطة البلوك تشين بنسبة تتراوح بين 2000% و3500% بين عامي 2015 و2022، في حين نما استخدام الطاقة في مراكز البيانات الأخرى بنسبة تتراوح بين 20% و70%.
هذا، وتتركز البصمة البيئية للعملات المشفرة في عدد قليل من الدول التي تشهد معظم أنشطة تعدين العملات المشفرة. وفي ظل القيود التي فرضتها الصين على أنشطة تعدين العملات المشفرة، والتي تم فرضها في مايو 2021، تحولت أنشطة التعدين إلى مناطق أخرى كثيفة الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل كازاخستان؛ حيث تستضيف كازاخستان ما يقرب من سدس عمليات تعدين العملات المشفرة العالمية والتي تصحبها كثافة مرتفعة للغاية في استخدام المياه لتوليد الكهرباء، وقد أدى تأثير إعادة التوزيع الجغرافي لعمليات تعدين العملات المشفرة إلى زيادة استهلاك المياه المرتبط بهذه الأنشطة عالميًّا بنحو 73%، ولكنه أدى إلى انخفاض بنسبة 10% في انبعاثات غازات الدفيئة.
التخلص من النفايات
3- التخلص من النفايات: تشمل المخلفات الإلكترونية جميع بنود المعدات الكهربائية والإلكترونية وأجزائها التي تم التخلص منها من قِبل مالكيها دون وجود نية في إعادة استعمالها، وتشمل أي جهاز منزلي أو تجاري يتضمن مكونات كهربائية تعمل بالكهرباء أو بالبطارية، وقد بلغ كمية المخلفات الإلكترونية التي تم توليدها نحو 62 مليار كيلوجرام عام 2022؛ منها: 13.8 مليار كيلوجرام تم جمعها وإعادة تدوير النفايات الإلكترونية رسميًّا بطريقة سليمة بيئيًّا، و16 مليار كيلوجرام من النفايات الإلكترونية تم جمعها وإعادة تدويرها خارج الأنظمة الرسمية في الدول ذات الدخل المرتفع والدول ذات الدخل المتوسط الأعلى والتي لديها بنية تحتية متطورة لإدارة المخلفات الإلكترونية، و18 مليار كيلوجرام من النفايات الإلكترونية تمت معالجتها في الدول منخفضة الدخل والدول ذات الدخل المتوسط الأدنى والتي لا تمتلك بنية تحتية متطورة لإدارة النفايات الإلكترونية، ومعظمها تتم من قبل القطاع غير الرسمي، و14 مليار كيلوجرام من النفايات الإلكترونية تم التخلص منها كنفايات متبقية، وقد تم التخلص من غالبيتها في مكبات النفايات على مستوى العالم.
استخدام المياه في تبريد مراكز البيانات
وسلط التحليل الضوء على ما أشارت إليه التقييمات الاقتصادية الحالية أنه على الرغم من الفوائد الاقتصادية الناجمة عن إدارة النفايات الإلكترونية (مثل استعادة المعادن)، فإنه يقابلها تكاليف (مثل معالجة النفايات الإلكترونية والتكاليف الخارجية غير المباشرة على المجتمع). وتقدر التكلفة النقدية الاقتصادية السنوية الإجمالية لإدارة النفايات الإلكترونية (التكاليف مطروح منها الفوائد) بنحو 37 مليار دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم.
4- استخدام المياه في تبريد مراكز البيانات: يرتبط استهلاك المياه بشكل أساسي بتبريد مراكز البيانات، وتجدر الإشارة إلى أن البصمة المائية لمراكز البيانات (الأثر البيئي لاستخدام المياه في تبريد مراكز البيانات) تعتمد بشكل كبير على المناخ وتوافر الموارد في موقع مركز البيانات، فعلى سبيل المثال، يمكن الاعتماد في المناطق الأكثر برودة (مثل شمال أوروبا) على تبريد الهواء في معظم العام، وبالتالي تقليل الحاجة إلى استهلاك المياه، أما فيما يتعلق بالمناطق الحارة (مثل إفريقيا وجنوب شرق آسيا)، فيُعد تقليل استهلاك المياه للتبريد عملية صعبة للغاية.
دعم نمو الاقتصاد الرقمي
أوضح التحليل أنه نظرًا للتوسع المتوقع لمراكز البيانات في هذه المناطق لدعم نمو الاقتصاد الرقمي ولأسباب تتعلق بسيادة البيانات؛ فإن الطلب على المياه قد يزيد من صعوبة الإدارة الفعالة لموارد المياه النادرة.
وفي السنوات الأخيرة، أدت التحسينات في تقنيات التبريد جنبًا إلى جنب مع زيادة قدرة بعض معدات تكنولوجيا المعلومات على تحمل درجات الحرارة، إلى تقليل الاعتماد على تقنيات التبريد القائمة على المياه، وخلقت مزيدًا من الخيارات لتبريد مراكز البيانات، وخاصة الكبيرة منها. وبالتزامن مع هذه التطورات، يتم استكشاف مصادر بديلة للمياه، مثل: مياه الصرف الصحي المعالج، ومياه البحر؛ لتلبية الطلب المرتفع على المياه في مراكز البيانات.
وبصفة عامة، فإن تأثير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على استخدام المياه غالبًا ما يتم تجاهله، وهناك حاجة إلى معلومات أكثر شفافية وموثوقية حول هذا الموضوع؛ إذ إن استخدام المياه في جميع مراحل دورة حياة التحول الرقمي يمكن أن يؤثر بشدة على التنوع البيولوجي المحلي وسبل العيش.
وعلى نحو مماثل، فإن التعدين، وهو مكون لا يتجزأ من مرحلة الإنتاج في التحول الرقمي، يتطلب كميات كبيرة من المياه، وهو ما يؤدي إلى المنافسة على موارد المياه بين عمليات التعدين والزراعة والاحتياجات المعيشية للأسر.
وعلى نحو مماثل، يتطلب إنتاج أشباه الموصلات كميات كبيرة من المياه شديدة النقاء، وتستهلك مراكز البيانات الكثير من المياه بشكل غير مباشر، لتوليد الكهرباء، وبشكل مباشر، لتبريد الخوادم. ويمكن أن ينتج تلوث المياه في المراحل النهائية من دورة حياة التحول الرقمي، عندما تتسرب الملوثات من المكونات الإلكترونية إلى المياه الجوفية بسبب التخلص غير السليم من النفايات الإلكترونية. ويمكن أن يؤثر هذا النوع من التلوث سلبًا على التنوع البيولوجي والصحة البشرية.
أشار التحليل إلى أن قطاعات الطاقة والمواد التعدينية والنقل تُعتبر من أكثر القطاعات التي ينتج عنها انبعاثات؛ حيث تساهم هذه القطاعات بنسبة 34% و21% و19% من إجمالي الانبعاثات على التوالي عام 2020، وفي المقابل، تتمثل القطاعات التي تتمتع فيها التقنيات الرقمية بأعلى إمكانات للحد من الانبعاثات في أربع مجموعات من التقنيات الرقمية عالية التأثير، وهي:
- تقنيات صنع القرار التي تعزز الذكاء البشري.
- تقنيات الاستشعار والتحكم التي تجمع البيانات وتعدل من العمليات المادية لتصبح أكثر استدامة.
- التقنيات التمكينية التي تُعَد أساس أي عمل رقمي يهدف لتحقيق الفوائد في عصرنا الحالي.
- التقنيات التأسيسية الموجودة ضمن العمليات الحالية.
وأوضح مركز المعلومات أنه بالإشارة إلى قطاع الطاقة، فإنه يُمكن أن يُحقق ما يصل إلى 8% من تخفيضات غازات الدفيئة بحلول عام 2050. ويمكن أن يتم ذلك من خلال تعزيز الكفاءة في العمليات كثيفة الكربون وتعزيز كفاءة الطاقة في المباني، فضلًا عن نشر وإدارة الطاقة المتجددة باستخدام الذكاء الاصطناعي المدعوم بالحوسبة السحابية والمرافق التي تعتمد بشكل كبير على شبكات الجيل الخامس.
وفي قطاع المواد المعدنية، يمكن أن توفر عمليات الاستخدام الرقمية ما يصل إلى 7% من تخفيضات غازات الدفيئة بحلول عام 2050. ويمكن أن يحدث هذا من خلال تحسين التعدين والإنتاج الأولي والاعتماد على التقنيات الأساسية مثل تحليلات البيانات الضخمة والحوسبة السحابية.
وفي مجال النقل، يمكن لعمليات الاستخدام الرقمية أن تخفض ما يصل إلى 5% من انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2050، وذلك من خلال الاستفادة من تقنيات الاستشعار عن بُعد مثل إنترنت الأشياء والتصوير وتحديد الموقع الجغرافي لجمع البيانات في الوقت الفعلي.
وأوضح التحليل في ختامه أن العصر الراهن يتميز بالابتكار والتقدم الذي يشكل فرصًا وتحديات في آن واحد. فمن جهة، يوفر التحول الرقمي أدوات وتقنيات تعزز من الكفاءة الاقتصادية، وتفتح آفاقًا جديدة للنمو والابتكار. ومن جهة أخرى، يتطلب هذا التقدم استجابة متوازنة للتحديات البيئية المرتبطة به.
كما أصبح من الضروري العمل على دمج الاستدامة البيئية في استراتيجيات التحول الرقمي، وذلك من خلال استكشاف حلول تكنولوجية خضراء، وتعزيز الممارسات التي تقلل من البصمة البيئية للتكنولوجيا، هذا بالإضافة إلى تبني تقنيات صديقة للبيئة، وتحسين كفاءة استخدام الموارد، ودعم المبادرات البيئية، بحيث يتم تحقيق التوازن بين التقدم الرقمي والحفاظ على البيئة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.