حصد محمود البنا، المركز الأول في مسابقة شعر العامية عن ديوانه "مقام الليل" الذي تضمن 12 قصيدة، ويقول عنه الشاعر مسعود شومان إنه "موهبة ثرية بصورها الشعرية وقدرتها علي خلق عوالم جديدة من خلال الحضور الطاغي للتراث الشعبي والعربي، فهو اجتهد وتمكن من خلق لغة خاصة به". ولد في قرية شيبة بالزقازيق، ثم تخرج من قسم الإعلام بكلية الآداب، لم تكن بدايته مع الكتابة من خلال الأدب، وإنما الشعر، فشغفه بالشعر والشعراء جاء أولا، وقد حدث ذلك إثر مصادفة جمعته بالشاعر "أيمن ثابت" وأصدقاء النادي الأدبي بجامعة الزقازيق في أول عام له بالجامعة 2005، ويعد الديوان الفائز في المسابقة هو ثاني تجربة شعرية له، بعد ديوان "علي باب إِرَم"، الحائز علي المركز الثالث "مكرر" بالمسابقة الأدبية المركزية (دورة صبري موسي) العام الماضي، والذي لايزال قيد الموافقة علي النشر ضمن منشورات سلسلة "كتابة" التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة. يقرأ البنا كل ما يقع بين يديه من الكتب الموجودة لدي بائعي الجرائد أو في مكتبات الأصدقاء، للروائيين؛ حيث التصور الكبير لحياة متخيلة، وحيث تختبر صفحات الرواية متغيرات الحياة كاملةً في عدد من صفحات الورق، يقرأ لنجيب محفوظ وديستوفيسكي، وللشعراء؛ حيث خلاصة التصور الكبير للأفكار والأعمار، فيقرأ للمتنبي، أبو نواس، بشار بن برد، وكذلك لمحمود درويش ومحمد الماغوط، ومحمد عفيفي مطر، صلاح عبدالصبور، أمل دنقل، سيد حجاب، الأبنودي، فؤاد حداد، وبيرم التونسي، فيقول: "كل معني تحمله سطور تلك الكتابات وغيرها كان و لايزال له دور في النظرة التي أطل منها علي العالم و الكتابة". ويكتب لأن عقله دائم الانشغال بالأفكار والتصورات عن الذات والعالم، وقلبه متضامن دائماً وأبداً مع الإنسان، فيضيف محمود: "لا تتداخل حيثيات الشهرة والجمهور وثوابت الحياة والقضايا مع أبيات القصيدة، فقط تتتابع الأفكار والخيالات والإيقاعات الشعورية، تتراكم وتصنع - في المخيلة - آفاقاً لا تبدأ ولا تنتهي، و يضيق ببعدها رحب الفضاء، ومن حيث تضطرب العواطف ابدأ الكتابة، أما عن الوطن وقضية الشعر، فالشعر هو القضية والقضية هي الوطن والذات والعالم والإنسان والدموع والأفراح وكل ما يقع في العقل والقلب". وأخيرا، يطمح البنا إلي الاستمرار في الكتابة، وكفي، فيقول: "انشغلت سنيناً بفكرة مشروع قصيدة العامية والتأسيس لبناء شعري يذهب بها إلي حيث ما ذهبت قصيدة الفصحي علي مر تاريخ اللغة، حيث لا تصنيفات أدبية للقصيدة أو جماهيرية، لكن ضاق المشروع عن القصيدة، لذا تخليت عنه لقاء قصيدة تمرر الشعور علي علته إلي سطورها، لا تُشغَل ولا تنشغل ولا تتداخل إلا بنفسها أو مع عالمها الخاص". الأول عامية