ماري منيب.. الحماة الأشهر في تاريخ السينما المصرية والتي قدمت أدوارا متميزة في عدة أفلام منها "حماتي ملاك"، و"الحموات الفاتنات " و"حماتي قنبلة ذرية"، وذلك المشهد الشهير الذي تقول فيه جملتها الشهيرة "أمك.. أمك.. مدوباهم اتنين "، وربما لذلك كانت شخصية الحماة التي لعبتها ماري منيب من الشخصيات التي شكلت حضورا مميزا من خلال معرض "أنا وحماتي" الذي نظمته رابطة رسامات الكاريكاتير المصرية بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي والذي شارك فيه أكثر من 60 فنانا وفنانة من رسامي الكاريكاتير بأكثر من 200 عمل، واستضافه مركز سعد زغلول الثقافي. لم يكتف الفنانون بشخصية الحماة التي لعبتها ماري منيب، بل خصصوا ركنا للأعمال التي قدمت الحماة من وحي السينما المصرية ومنها نعيمة الصغير في فيلم "الشقة من حق الزوجة" وكذلك الفنانة زكية إبراهيم التي اشتهرت جدا بدور الحماة في أفلام علي الكسار ومنها "سلفني تلاتة جنيه" وصوت الكسار يخبرها "ينكد علي عمرك ". وقد عالج معرض " أنا وحماتي" العديد من المشكلات التي تتعرض لها البيوت بسبب تدخل الحموات في حياة أبنائهم بطريقة فكاهية ساخرة، ومنها زيارة الحماة في شهر العسل وتدخلها في حياة زوجة الابن ودفعها لإنجاب الذكور، والمشكلات التي تحدث بين أم الابن وأم البنت ومحاولة كل منهن استقطاب ابنها وتلك المقولات الشهيرة التي تطلقها كل أم "إدبحلها القطة واربطيه بالعيال" أو حتي الأمثال الشعبية " دللي حماتك واكسبي ودها أحسن ما تفتحلك طاقة ما تقدري علي سدها". تقول داليا مختار مؤسسة رابطة الكاريكاتير: يعتبر هذا المعرض هو الرابع لرابطة رسامات الكاريكاتير المصرية، ونناقش فيه بعض المشاكل الاجتماعية التي تواجهها المرأة وتؤرق حياتها في بعض الأحيان وقد قدمنا من خلاله العديد من المشاكل مع الحموات. وقد خصصت الرابطة جانبا خاصا لمشاركة الرسامين من الرجال للتعبير عن أفكارهم، حيث يعتبر موضوع المعرض من الموضوعات التي تهم الرجل والمرأة معاً.. ولا يهدف معرض "أنا وحماتي" لعرض كم المشكلات، ولكن لعرض وجهات النظر المختلفة والتعبير عنها بمرح وفكاهة، وقد طرحت الأعمال موضوعات ترتبط بالحموات مثل الفضول والتسلط والتمرد. ومن جانبها تقول الفنانة هويدا إبراهيم وهي كذلك مشاركة في تأسيس رابطة الكاريكاتير: لقد اخترنا هذا الموضوع لأننا في الرابطة رسمنا أغلب قضايا المرأة، وهذا الموضوع تحديدا يخص الرجل والمرأة معا ولذا فكرنا أن يشاركنا الرسامون الرجال، ولكن ظل النصيب الأكبر في العرض للرسامات.. كما حرصنا أيضا من خلال هذا المعرض علي تكريم ستة من رموز الكاريكاتير خصصنا لهم قاعتين لعرض أعمالهم وهم جمعة فرحات، وعبد العزيز تاج، وطه حسين، وعادل البطراوي، وسعيد بدوي، وأحمد عبد النعيم. وعن رؤية فنانات الكاريكاتير حول مشاركتهم في هذا المعرض تقول الفنانة أماني هاشم معرض "أنا وحماتي" ثالث مشاركة لي مع رابطة رسامات الكاريكاتير المصرية، حيث حالفني الحظ بمشاركة الرابطة في كل من معرض "النص الحلو" ومعرض "ضد التحرش"، ويتناول المعرض موضوعاً من الموضوعات التي تهم المرأة في الوطن العربي؛ حيث تقوم الحماة بدور محوري بين العديد من الأزواج، بل وقد تكون أحياناً سبباً رئيسياً للمشاكل الزوجية في مجتمعاتنا، وقد تناولت السينما المصرية هذا الموضوع بشكل مبالغ فيه مما قد يصل إلي درجة الكوميديا، وهذا ما جعل فكرة الموضوع مناسبة تماماً للتعبير عنها بشكل كاريكاتيري، لأن الكاريكاتير أساساً مبني علي المبالغة؛ لذا يناقش المعرض قضية الزوجة وحماتها (والعكس) بشكل مبالغ فيه لإضفاء الضحكة علي المشاهدين، فنجد الحماة مظلومة أحياناً وجانية أحياناً أخري، ومشاركة الفنانين الرجال بالمعرض ما هو إلا إعطاء فرصة للتعبير عن آرائهم والتي قد تكون مختلفة تماماً عن الآراء النسائية ؛ ولذا نجد المعرض يضم جميع الأفكار من مختلف الزوايا. وبالرغم من تغير الرؤية المجتمعية وطبيعة العلاقة إلا أن ذلك لم ينعكس بوضوح في معرض " أنا وحماتي"، حيث قدمت الأعمال الكاريكاتيرية الصورة النمطية القديمة التي شاهدناها في الأفلام وهو ما علق عليه الفنان جمعة فرحات قائلا : كنت أتصور أن أري مفهوم مغاير عن التصور القديم النمطي الذي شاهدناه في السينما وقدمناه منذ سنوات في الكاريكاتير، خاصة وأن حياتنا الحالية لم يعد بها شكل الحماة القديم، فاستقلال الزوجة أصبح أكبر بكثير وتغيرت الظروف، ولذا أشعر أن الكاريكاتير يدور في نفس الدائرة القديمة كان لابد من وجود فكر جديد..وعن علاقته بحماته يقول الفنان: أنا شخصيا لم أعان إطلاقا من حماتي كانت علاقتنا دائما طيبة وكنت أناديها بأمي. وأضاف الفنان جمعة فرحات : لا شك أنني أشعر بسعادة بالغة عند إقامة أي معرض للكاريكاتير، وفي هذا المعرض سعادتي أكبر لأنه أصبح لدينا عدد كبير من فنانات الكاريكاتير،فقبل سبع سنوات لم تكن هناك رسامات كاريكاتير علي الإطلاق، ولكنني أشعر أنه لا يزال هناك تقارب في الأسلوب بينهم وبين بعضهم، ولذا لابد أن يعمل كل فنان أو فنانة كاريكتير علي أسلوبه ويطور من أدائه حتي يكون له خصوصية بحيث تتعرف علي الفنان بمجرد النظر للعمل. ومن جانبها أعربت الكاتبة إقبال بركة عن سعادتها بالمعرض قائلة إنه قدم مواهب جديدة وشابة، وخاصة رسامات الكاريكاتير، حيث تأخر دخول المرأة إلي هذا المجال كثيرا، ويخرج هذا المعرض ليؤكد علي أنها قد اقتحمته بقوة، وسوف تتخذ المرأة الكاريكاتير سلاحا قويا تطالب بحقوقها عن طريقه.. وعن تناول موضوع الحماة تقول : الموضوع ساخر وليس جادا وليس هناك صورة تنصف الحماة في المعرض، ورأيي الشخصي أن هذه الصورة تغيرت جدا، وقد تغيرت الحماة جدا وأصبحت مثقفة ومتعلمة ولكن هذه الصورة التقليدية الساخرة لم تعد واقعية.