علي مدار يومين، احتفلت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة بمرور 05 عاما علي انشائها، وشهدت قاعة الاحتفالات الكبري بالحرم الجامعي حفل تكريم ل 11 عميدا تولوا عمادة الكلية خلال تلك الفترة كما شمل التكريم خريجي الكلية من الشخصيات العامة. تحدث في الاحتفالية كل من د. سعاد الصباح التي تخرجت فيها عام 3791، ثم د. مصطفي الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، فأشار إلي الدور الكبير الذي تلعبه الكلية في الحياة السياسية والاقتصادية في مصر، ومن المتحدثين والمكرمين أيضا د. بطرس بطرس غالي، الذي أكد أنه كان واحدا من المساهمين في انشاء الكلية رغم المعارضة الشديدة من قبل ادارة كلية التجارة والاقتصاد، وفي كلمته أشار د. علي الدين هلال أنه كان أول عميد من خريجي الكلية، كما أكد د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار أن وزارته تعتمد اعتمادا كبيرا علي التقارير التي تقدمها الكلية. وعقب الاحتفال، بدأت أعمال المؤتمر العلمي الذي حمل عنوان (مصر وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في عهد من التغيير 0691 0 0102) واستمرت أعماله علي ثلاث جلسات، الأولي تم فيها عرض للاسهامات العلمية والنظرية والتطبيقية لأقسام الكلية (الاقتصاد، الاحصاء، العلوم السياسية، الادارة العامة)، أما الثانية والثالثة فدارتا حول اسهامات الأقسام في الحياة العامة، واختتم المؤتمر أعماله بجلسة رابعة رأستها د. عالية المهدي عميد الكلية، تم فيها تقديم رؤية مستقبلية لكافة تخصصات الكلية، شارك فيها الأساتذة والباحثون والطلاب. أعود إلي جامعتي.. والعود أحمد هآنذا أخيرا في كليتي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ولي كلام طويل طويل. كلام فيه خبز وملح.. وصداقات وثقافة وعلم ونهر من الحب والعرفان، ينبع من قلبي ويصب في نهر النيل أكسر جدران ذاكرتي وأدخل الكلية التي علمتني كيف أقرأ كتاب المعرفة وكيف أكتشف أبعاد فكري وكيف أكتب الشعر علي دفاتر القمر آتي إلي البيت الذي من علمه أطعمني كي أشكر الحرف الذي ثقفني.. وأشكر العلم الذي إلي حدود الشمس قد أطلقني وأشكر كل أستاذ علمني إنني في جامعة القاهرة لا أقف في فراغ وإنما أقف علي أرض العقل والمعرفة وأستند إلي جدار التاريخ، والتراث والانتماء القومي. ومن هنا مصدر قوتي، لأنني أشعر أنني ثابتة في الزمان والمكان وفي هذا العالم المتعب بمشاكله.. تبقي الجامعة هي الحزام الأخضر.. الذي لم يصل إليه التلوث. ويبقي الشباب هم المصل الحيوي.. الذي يعطينا القوة والمناعة إن الهدية المعرفية والثقافية التي تقدمها جامعة القاهرة هي شجرة تعطينا.. في كل عام زهرا جديدا. وثمرا جديدا. فالأرض العربية حبلي بالمواهب.. وحبلي بالإمكانيات لكنها تبحث عن مستثمر طموح. إن الاستثمار في مجال العلم هو أكثر الاستثمارات مردودا.. لأنه رهان علي العقل.. ورهان علي المستقبل ان العلم هو المفتاح الحقيقي لدخول العصر. مصر التي تشكلت في رحمها.. قوميا وعلميا وثقافيا وفكريا.. والتي تزلزل جهازنا العصبي.. وتخضنا قوميا وروحيا وتاريخيا.. وعربيا وإنسانيا. قد ألغت لغتنا منا.. وألغت شفاهتنا منا.. فلم نعد قادرين علي أن نشكرها أو نقبل يديها. مصر التي غطاتنا بشراشف الحنان.. وفتحت فوقنا مظلة السلام يوم كان السيف مرفوعا فوق رقابنا. وبرهنت بأن الأصيل يبقي أصيلا.. والكبير يبقي كبيرا. إنني امرأة عربية.. أقرأ المستقبل بعيون البسطاء الطيبين والأطفال إنني حينما أكتب أحاول أن أكون والممنوعات من الطيران في فضاء الحرية وفي زمن ننكسر فيه كأعواد القش.. وفي زمن ضاعت فيه القيم والمفاهيم.. وفي زمن الدهاليز المظلمة والحريات المسلوبة والكرامة المهانة.. وفي هذه الأوطان الحبلي بالنفايات السياسية... هل هناك موقع سياسي نظيف يقف عليه الانسان؟؟ نحن بين فكي الكماشة، فك الواقع الرديء.. وفك الحلم المستحيل.. مطلوب مني كابتة للحلم القومي.. أن أخترع فجرا في هذه العتمة.. وأن أزرع وردا في الأرض المالحة. وظيفة الكاتب هي أن يفتح النوافذ علي المدي الأزرق. ووظيفة الجامعة ان تفتح العقول علي فضاءات الفكر غير المحدود.. الكاتب يعمل علي صياغة روح الانسان.. والجامعة تعمل علي صياغة الزمن القادم. الكاتب ينحت حجارة القلب. والجامعة تنحت حجارة العقل. والاثنان يشتركان في تعمير الأوطان. إنني مؤمنة بهذا الشعب العربي العظيم.. الذي سيخرج الشمس من جيبه.. ويبشر بولادة العربي الجديد.. سلام علي كليتي.. ياصانعة الرجال.. يا أيتها المبحرة إلي شاطيء المستحيل. سلام علي العلم في كف أنثي وقد يصيح العلم أجمل.. ما تتجمل فيه النساء. سلام علي أهل مصر.. وبحر المروءة والكبرياء. سلام علي كل بيت هنا سلام علي وجه زوجي يحاكي القمر.. سلام علي ابني نائما.. تحت تراب الهرم سلام علي قاهرتي.. سلام لأروع المدائن.. سلام لسيدة المدائن.. وأجمل حرف يتلألأ في وجه السماء. نص الكلمة التي القتها د. سعاد الصباح في احتفال كلية الاقتصاد بعاها الخمسينتها فقالت: