شكري بلعيد، السياسي التونسي الذي اغتيل يوم 6 فبراير 2013، لم يحتفي به هذا العام سياسيا فحسب. فقد نظمت كلية الآداب منوبة (ضواحي تونس العاصمة) أمسية للاحتفاء بشعر شكري بلعيد، وذلك يوم الجمعة 13 فبراير 2015. تحت عنوان "أشعار نقشتها الريح علي أبواب تونس السبعة"، أصدر أصدقاء شكري بلعيد في وقت سابق مجموعة أشعاره المخطوطة. وحول هذا الكتاب دار نقاش أمسية الاحتفاء بذكراه الثانية. أول المتحدثين كان صديق شكري بلعيد، والمشرف الأول علي تجميع أشعاره، الأكاديمي والروائي شكري المبخوت، حين استحضر أيام الشباب المشتركة. تلك الأيام التي يمثل مناخها نواة العالم الشعري الذي تتحرك فيه قصائد بلعيد، كما أنها نواة مشروع حياته الذي ترجمه بمسيرة سياسية انتهت باغتياله. الكاتبة رجاء بن سلامة قالت "إن شكري بلعيد لم يكن زعيما يكتب الشعر، بل كان زعيما باهرا لأنه شاعر، فكان من أصحاب القريحة والاقتراح، لا من أصحاب البلاغة المتسلطة". تومن جهته، يري الأستاذ فتحي النصري "إن شكري بلعيد اختار أن يكون شعره كالظل الخفي أو الصوت المكتوم لمسيرته السياسية. فاختار أن تظل قصائده شأنا خاصا رغم تمكنه من أدوات الشعر". ولاحظ الشاعر منصف الوهايبي "المسافة بين قصيدة شكري بلعيد وانشغاله اليومي بالعمل السياسي". واعتبر أن "قصائده تستند إلي لغة طازجة تحركها بلاغة اليومي المعيش". لا زال شعر شكري بلعيد لم يصل بعد إلي قراءه، وهم مقيّموه الحقيقيون. تظاهرة الاحتفاء بشعريته اختلطت فيها قراءة النصوص الشعرية بالعلاقات الشخصية وبصدي المسيرة السياسية. فشكري بلعيد "الشهيد والزعيم" حجب عن الأعين أسئلة الاشتغال علي النصوص. لم يتجه أي متدخل نحو أسئلة من قبيل "ما الذي يميز شعرية شكري بلعيد؟" أو "هل توجد ملامح مشروع شعري لديه؟" معظم المتدخلين أراد أن يجيب عن هذه الأسئلة ذدون طرحها ذ بالإيجاب، وقد تكون إجابة شكري بلعيد نفسه بالنفي، وهو الذي لم يفكر في نشر قصائده. هل كنا سنجد نفس القراءات، إذا لم ننظر لقصائد بلعيد بعيون الاغتيال السياسي؟