كنتُ أخشَي أن ألتقيك علي وجهِ الماء أن أسقُط حجرا في لوحك الشفيف فيهز ساكنِي انسيابُك أجمعُ دوائري المتشابكة علي قارعة النسيان حرفَ اسمِك المحفُور علي سنديان الطريق تأرجُح يدينا في الهواء أغنيّات .. قُبل كانت هنا البحيرَة التي كُنت أسيرُ بمحاذاتها لَم تسألني عراء غيابِك مادُ احتراقي كان لا يزَال عالقا بأهداب السهاد سرابُ ظلي يتمايل علي ضِرامه يشعلُني يطفئني هبُوب تفاصيلك ... كنتُ أخشي أن أسقُط كحجَر يشتعلُ علي وجهِ مائك ككلمة سوداء ترتكن جوف القلم كي لا تشوش بياضك مثلي حين أرسُم علي جانبي الممر كرسيا حجريا الكُرسي ذاتُه الذي صنعتني منه يد المد وهي تعيديني مِنكَ إلي مكللّة بهزائم الاحتراق أجلسُ عليه معك بعيدا جدا عنّي تتدافعُ حشودي تسحقُني لتجلس قربك وأنا أبحث عن كتفِي المدفُون تحت ذراعك أزيلُ الغيم عن رأسي لِتمطِر حين أستحضرك أعلم جيدا أنها ستمطر سينبُت لقلبي شجرَة كشجرة السنديان التي نَقَش عليها صِبية هوانا حُروف اسمك ... كنتُ أخشي أن تتركني للظلال أبحثُ كالأعمي في أدراج نجواك عن قناديل تركتها أمانة في عنق المساءات المطفأة أحاول إقناعَ جُدراني بوسامة صورك أجاملُ العتمة المقيمة بين أضلعي أقايض بعض رحيلها جُلّ ذكرياتك كنتُ أخشي أن لا أضيء كيف لي أن أضيء و العصافير لا تهتدي إلي أحراش خبأتك فيها إل أراجيحَ كانت تهدهدُنُي علي أغنياتِك كيف لي أن أضيء ؟ وأنت الخيط المسلول من قلب الشمعَة كيف لي أن أضيء ؟ وأنا مضرجةُ بصبيب غيابك ... شيخ الظلال ظلي الذي أنهكته يد الوصاية يمشي بدُوني يتمسّحُ بأقدام تعبُر فوق أديمِه ظلّ يجلِي صحُون الاستكان يتناولُ قرابين الملح وينشدُ العظِات في صمت ... ظلّي الخائِف يهجُرنُي ينامُ الليل في حفرَة بغطَاء من حُطام السؤال يصنعُ قنديلا يترُك كوّة يسمعُ منها هَسيس الجواب ظلّي يترُكُ مخالبَه تحت سجّادة الصلاة يقيم الليل ومن الخوفِ لا ينام ... ظلّي في القاع يطفُو جسده بينَ الطحالِب يمدّ يدهُ في الهباء لا شيء .. لا أحد يفتشُ عن رأسه بين الرؤوس يجدُ حجرا ملقي هُناك يشبهُه هذَا الرأس كتفَيّ الهلاميّتَان كيفَ ستحملانهِ ! ... ظلّي في الدّخان يتصفّحُ باقي الوجود ينفُضُ عن رأسه الحجري غُبار فكرة فكرة تسقط تلو فكرة تكشف وجُوها واجمَة مخيفَة كدمي البورسلين ربمَا تبتسِم ربمَا تمدّ لسانهَا فتَظهر بين الضباب تلويحة إصبع وسطي ... ظلّي يهزّ ذيلَه يرخِي أذُنيه كلما ربتَ العالمُ علي رأسِه يتمسّحُ بأطراف الحياة ظلّي لا يفكر في الرحيل يفتلُ سَبحة الخَوف يجمعُ الظّلال حوله يقصّ عليهم حكمة الخنُوع ظلّي أصبَح لظلّه زاويّة وشجرة