الشعر مساحة للتألق وسر الحكاية التي تنجب الثورة هو سر المرايا عندما ترفض البوح وتقتله في تلاوين الصور .. الشعر أن تهب روحا غير الروح أن تزاوج طينتك بمجد العلا والنور . الشعر مشنقة طيفك الفضولي العنيد وقبر عربدته . الشعر ...حبر المتاهة الزاحفة بوحشتها القاتمة وخلود يسابق الموت ويذكي مرارته . الشعر ان تلبس غضبك شبح ابتسامة وتدمي الابتسامة بسحر الشوق ولوعته الشعر ان تقف علي سفح الوجود منتشيا وان تبقي للأبد... السر الصاحي في غيبوبته . الوطن... أن تعيش الحلم وتكبر في المسافات .. دون أن تشعر أن تختزل الذواكر والتواريخ وتقتل مسافرا .. نحو مرافئ العمر الوطن أن يتسع قلبك للدنيا وتبقي الدنيا نبضك الذي لا يكبر الوطن أن تجعل من الانتماء مجرتك وتعزفه وترا ما بينك و بين غربتك الوطن أن تجعل قلبك وطنك وزورقك الذي يسبح في يم عشقه و يذكر . أنا ؟ أنا الشعر في وطن هائم ووطن في شعر محارب أنا نزال عتيد.. دون جلبة أو مصارعين المغلوب فيها ولا غالب .. أنا... العشق الذي خلق قبلي وكبر قربي وشعر أثقل كاهلي ولون أحداقي بالشمس واغتال في التجارب . أنا السطر المرتعش ما بين مسافات الجوي وأنا القافية التي تنتحب عند قبر سيدها.. أنا ومضة الفواصل عندما تنير الاغتراب وأنا دمعها ... حين يشيخ الحنين أنا حكاية الرمل المهاجر نحو أمواجه وحزن الأمواج المطوقة لرمالها ما زلت أجر حبلي السري ولا زال في حنجرتي علقم الصرخة الأولي.. أنا النغمة اللاشرعية والضحكة اللاشرعية لغرام شائك.. قاتل بين الشعر والقضية. في الشعر .. يأتيني وطني حابيا يلبسني... يتقمصني منفردا وما بين خلجان أوردتي تغرق آخر صور الغربة .. بالشعر، ارسم حاجبيه وألون حدقتيه... وبقرنفلي وحنائي و"نيلتي " أزف أطرافه الباكية.. هو الذي ينتشر بجوانحي محيطا نازفا بالحلم بالشعر الذي يعشب دربي.. أقحوانا أبديا و أنا التي أسامر الشعر علي سفح وطن لا أعرفه بنا معا... نرسم خطوط يد مقاتلة وملامح امرأة عطشي للفرح . كل يختار عنوانا يناسبه هل اكتب الشعر كي اخلد الفرح وأزهو بالعمر واستأنسه؟ أم اكتبه في وجنات العشاق وكيف ينسجون للعشق متاهاته ومسالكه؟ أم اكتبه كي ابعث سيرا وأعيد الحياة لمعلم بدت تخبو مصابيحه كلا,, وكيف بي؟ وأنا من وطن نصفه ثواكله وكيف اكتب في غيره وقد مزقت عبر السنون وشائجه وكيف اكتب في غيره ونصفه منفي وانتفي ما تبقي بداخله أيا وطن لم تعلمني المرح ولم تسقني من لوعك إلا مرارته وكيف اكتب.. ومقل الوطن كأسراب عز.. تنشد حريته وملائكة فدته قلوبها وجعلت من دمائها.. غيثه ومطره وقوافل اسود.. وفته عهودها وألبسته من أرواحها حلله فيا وطن... تهاوت أزلام الظلم حوله وقضي الأمر.. إذ قضت بواسله فلقوا بحر الجبروت و مروا.. وتلاطم علي الفرعون موج سطوته. سيدي .. نقف ككل مرة حياري مشوشين و مغمورة فينا الإثارة لا نلتقي عند حدود منصة مزهرة كأنما لم تجمعنا قط حضارة . نقف ككل مرة طفلان يجيدان اللهو ولا يجيدان الحوار يتقنان الحب ولا يصوبان العبارة في كل مرة يغتالنا العمر و يقتل حلاوة اللقاء بيننا ثقل الخسارة كلانا يا سيدي هوس متي شئنا جعلنا الحب صقيعا و متي شئنا جعلناه يفتت الحجارة كلانا له قوته و ضعفه الذي يزيد قوة الأخر إصرار أقف في كل مرة أمامك نصف امرأة و نصف قلب عصفته المرارة أقف أمامك عارية من حذري و من غضبي يسبقني إليك وجدي دون اعتذار أقف أمامك مغردة بأشعاري زورق في يديك دائم الإبحار لكني أجدك رمحا موجها و رجل تشابه الشوك لديه و الأزهار لكني كلما كنت لك ليلا أصبحت أنت نهار شتان يا سيدي ما بين حفظ الشعر نظم الأشعار تموت هزة الخصر وميضا و تخلد أبجدية الشعر منارة.