بعد قليل سترحل . خذ ما يكفي من الأخطاء، خذ دموعَ الأحياء، وتصدق بها علي الموتي. حَدِّقْ في الطريق كي لا تضجرَ، وتترك مكانها لغيركَ، وتنصرف. احترسْ من نقطة الختام التي أراقها المُصحِّحُ علي يدك.. لا تتعجل في النزول، قبل أن تفضح قوسَ قزح أمام الجميع، تَخَلَّصْ مما لديك، وَدَع الأشياءَ لصاحبها نَثْرُ الطريق نجلس وحدنا غير بعيد. نبعثر أعضاءنا استعدادا لمحاكمة الزوال. ربما خفف ذلك عنا الإحساس الذي خامرنا بالحاجة إلي التخلص من قمصاننا البيضاء. نُطلق الماءَ من أسلحة عثرنا عليها ونحن نَشُقُّ السُحبَ بأرواحنا المكسوة بالريش. لسوء حظنا، لم يعد هناك أناس يحملون نفس الوشم في عواطفهم. تآكلت عظام الجميع، ولم تعد الحقائبُ موانئ ينزل بها الوافدون من سطوح الذكريات. نقف وحدنا، وعيوننا علي نوافذ العمر. سنحتاج القليل منها حين نُقيم علي قمة الظهيرة. لكننا لن نجلس علي نفس المقاعد، إلا حين تغادر الساحةَ آخر غيمةٍ دَسَّها الشاعر في جيبه. في النهاية، ستصحبنا النوافذُ بقميصٍ شاحبٍ وأَيْدٍ خدشها نثرُ الطريق.