نزفت دماؤك من رئتيك، وأنت تقود جنودك نحو (سراي) العداة العتاة، وكان مسيرك لا في ساعة الصفر بل قبلها، وكانوا بها عالمية، سبقت فخسرت الرهان. فبالله كيف كتمت جراحك، أسلمت روحك للوطن المفتدي بالحياة، كأنك أسطورة في الفداء، كأنك من صخرة قد خلقت وما انساب من جوفها الماء لكن دماء. دعاء مئات الألوف من الظامئين إلي العدل كان يناديك: أقدم لكي تنقذ الشعب من محنة (الملكية) والسفهاء الألي أرادوا الفساد إماما لهم، فافتروا في الكنانة عسفا وقهرا لأبنائها الصالحين، من الزارعين ولا من حصاد، من العاملين ولا من جزاء، سوي السوط يجلد منهم رقابا.. صدورا.. ظهورا، وهذا المليك المفدي - كما يزعمون - يبيت ويصبح بين الغواني وشرذمة الفاسقين، يبيع النياشين للساسة العابثيين، ويسهر في قلب الليل يلهو ويسكر، والمال حل له حرام علي شعبه المستذل المهين. كأنك (عنترة ) الفارس الشاعر العربي، يعود إلينا بمصر الكنشانة من بعد ألفين من سنوات عجاف. كتيبة ( فاروق ) باتت رهينة جندك، طوقتها وكان بوسعك أن تعمل السيف فيها، فقد طالما أشهرته بوجه الملايين كيما تذل لعرش لصوص الشعوب، ولكنك الفارس المقتدي بالنبي، عفوت - كشأن الكرام - اكتفيت و(ناصر) والرفقاء بعزل الألي رضخوا صاغرين. أيا منقذاً لثورة يوليو من الوأد في مهدها سلاما عليك، سلاما مع الخالدين.