اكتسب كأس العالم بمرور السنوات صبغة الحدث العالمي الذي يجتمع عليه العالم لمتابعة تفاصيل مبارياته، حتي الكتاب الذين لا يتابعون مباريات كرة القدم في العادة لا يستطيعون تفويت فرصة متابعة أخباره ومشاهدة بعض مبارياته الساخنة. لكن علي الطرف الآخر اشتهر بعض الكتاب بمتابعتهم الدقيقة لمباريات كرة القدم بل أحياناً بقدرتهم علي تحليل مهارات اللاعبين ومجريات المباريات بطريقة تنافس أعتي المحللين الرياضيين. وربما يكون الروائي خير شلبي واحداً من أشهر الكتاب المعروفين بولعهم بكرة القدم، حيث تمثل مباريات كأس العالم لصاحب "وكالة عطية" حديث موسيقي بديع ينتظره كل أربع سنوات، فالعالم في رأيه لا يكون جميلاً إلا أثناء كأس العالم. يعتبر خيري شلبي مشاهدة مباريات كرة القدم أشبه بالاستماع للموسيقي الكلاسيكية "الحركة والتناسق الجماعي وأداء بعض الفرق يحول المباراة إلي عزف موسيقي بديع". أما عن كأس العالم في دورته الحالية فيري شلبي أن بدايته مبشرة جداً رغم خيبة بعض التوقعات "كنت أتوقع أداءاً أفضل من منتخب نيجيريا، لكن المباراة التي قدموها لم ترق إلي المستوي الذي تعودنا عليه. لكن في نفس الوقت هناك منتخبات آخري مبشرة مثل فريق غانا الذي قدم أدائاً مبهراً" ومن الفرق التي يعول شلبي عليها المنتخب الأرجنتيني "أتوقع أن تصل الأرجنتين بقيادة مدربه ماردونا إلي المربع الذهبي علي الأقل". أما الجزائر المنتخب العربي الوحيد المشارك في كأس العالم فيقول خيري "أنا شجعت الجزائر لكن الجزائر لم تشجعني" فأداء المنتخب الجزائري لم يكن مرضياً بأية حال لخيري شلبي وشابه الكثير من العنف المفرط إلي جانب الشغب الذي افتعله الجمهور الجزائري والذي وصفه خيري بأنه منظر لا يليق بنا كعرب أو أفارقة. ومن الفرق التي لفتت انتباه خيري المنتخب الياباني "في مباريات اليابان يمكنك أن تشعر بالتقدم التكنولوجي في الملعب، فحركة اللاعبين حركة مدروسة. وتجد اللاعب الياباني يقفز من مكان لمكان مثل البرغوث، قادراً علي الضرب والقرص في أي مكان وفي أي وقت" لا يتوقف الشغف بكرة القدم علي الكتاب فقط بل يمتد إلي الفنانين التشكيلين وأبرزهم عادل السيوي الذي يقدم نفسه بصفته عاشق كبير للكرة "أنا أحب متابعة جميع مباريات كرة القدم، حتي إذا كنت ماشي في الشارع وشاهدت مجموعة من الشباب يلعبون بكرة شراب أقف وأشاهدهم". السيوي يشجع الفرق الأفريقية بشكل عام وأبرزها المنتخب الغاني الذي قدم أداء مبهر حتي الآن "المنتخب الغاني معظمه يتكون من الشباب لذلك أدائهم سريع وأنيق وملئ بالحيوية" أما الجزائر فلم يستطع السيوي تشجيعها والأمر لا يتعلق بما حدث مع المنتخب المصري في مباراة السودان ولكن ببساطة لأن لعبها غير ممتع. أما أبرز الفرق التي يرشحها السيوي للمربع الذهبي فهي ألمانيا، الأرجنتين، والرهان التاريخي الدائم علي البرازيل. يشاهد السيوي مباريات كرة القدم عادة في مرسمه بصحبة الأصدقاء، وفي بعض الأحيان يذهب إلي الجريون حتي لا يشاهد المباراة وحيداً. "الأرجنتين حتي الموت" بهذه العبارة بدأ الروائي طارق إمام حديثه حيث يعتبر طارق نفسه كبير مشجعي الأرجنتين وحبه لذلك الفريق يعود لتعلقه الشديد بماردونا. فبداية مشاهدة طارق لمباريات كرة القدم وفعاليات كأس العالم كانت في دورة كأس العالم عام 86 والتي فازت بها الأرجنتين وكان ماردونا هو نجم تلك الدورة، ومن وقتها تعلق طارق بأداء المنتخب الأرجنتيني وماردونا لذلك فحماسه للأرجنتين هذا العام مضاعف حيث يعول صاحب "هدوء القتلة" علي قيادة الأسطورة ماردونا للمنتخب الأرجنتيني هذه الدورة. ومثل غيره من المتابعين لم يعجب طارق بأداء الفريق الجزائري بل حتي في مبارته الأولي أمام منتخب سلوفنيا كان يشجع سلوفنيا، ويصر طارق أن الأمر لا يتعلق بما حدث بين المنتخب الجزائري والمصري بل يعود إلي أنه لا يحب كرة شمال أفريقيا لأن طريقة لعبهم يشوبها الكثير من العنف. أما عن توقعاته فيقول طارق أن هناك حتمية تاريخية تقضي بأن تفوز بكأس العالم هذه الدورة دولة من أمريكا اللاتينية لذلك فهو يرشح الأرجنتين بكل تأكيد للفوز بكأس العالم هذا العام. لا يفضل طارق مشاهدة المباريات في البيت وحيداً علي العكس فهو لديه جدول منضبط طبقاً لمواعيد مباريات كأس العالم ويفضل في العادة مشاهدتها علي المقاهي وسط صخب التشجيع والانفعال. علي عكس الآراء السابقة يري الشاعر مؤمن المحمدي أن كأس العالم هذا العام في أضعف حالاته، ويعتقد المحمدي أن كأس العالم حدث بدأ يفقد أهميته لصالح دوري رابطة الأبطال الأوروبية. فاللاعبون في دوري أبطال أوروبا يلعبون بشكل أكثر حرارة وحيوية ببساطة لأنهم يتقاضون مقابل لعبهم مبالغ مالية طائلة، لكن في كأس العالم لا يتقاضي اللاعبون مقابل مادي يوازي ما يأخذونه في العادة لذلك فأدائهم ضعيف بالإضافة إلي أن دوري أبطال أوروبا كل اللاعبين فيه "فرز أول" لكن في كأس العالم وبحكم التوزيع الجغرافي تجد عشرات الفرق الضعيفة، لذلك كانت النتيجة أنه أصبح كأس عالم بارد. أما عن الحماسه القومية التي تظهر في كأس العالم فيري المحمدي أن هذا الأمر أيضاً قد انتهي بعد 11 سبتمبر، فالمنتخبات أصبحت مثل النوادي تشتري اللاعبين بمنحهم الجنسية ويضرب مثالاً علي ذلك بالمنتخب الفرنسي الذي فاز بكأس العالم وكيف كان يتكون من تشكيلة متنوعة من مختلف الأعراق والقوميات حتي أنه لم يوجد فيه ولا فرنسي واحد. الروائي محمد صلاح العزب يشجع الجزائر وكتب علي صفحته علي الفيسبوك "بشجع الجزائر" لكن العزب في نفس الوقت لا يتابع مباريات كأس العالم وليس شغوفاً بمباريات الكرة بشكل عام، لكنه يوضح أن ما كتبه يأتي كنوع من إعلان المواقف ضد حملة الهجوم الشديدة التي يلقاها المنتخب الجزائري.