"جريمة قتل بشعة شهدتها قرية شبرا بلولة التابعة لمركز السنطة بالغربية،حينما أقدم مزارع علي قتل شقيقه أمين الشرطة، بمنجل فأرداه قتيلاً بسبب الخلاف علي تقسيم مساحة قطعة أرض ميراث بين الأشقاء، التفاصيل في السطور القادمة". " أنا وأخويا على ابن عمي " .. كانت تلك العبارة تعد عنواناً للتعبير عن مدى عمق العلاقة بين الأشقاء وصلابتها مهما كانت الخلافات بينهم سواء اتفقوا أو اختلفوا لكنهم يحافظوا على الترابط الأسري الدائم عند الشدائد لكن يبدو أن تلك العبارة أصبحت مجرد كلمة مأثورة عفا عليها الزمن ولا تعبر عن الواقع الفعلي الذي يضرب بتلك العبارة عرض الحائط وخير مثال لذلك تلك الواقعة التي يجسد بطولتها المأساوية شقيقان اختلفا فيما بينهما علي تقسيم قطعة أرض صغيرة لا تتعدي مساحتها 5 قراريط في قرية شبرا بلولة بمركز السنطة . وتبدأ تفاصيل الواقعة عندما توفي الوالدان منذ شهور وتركا 8 أبناء أكبرهم سعيد 53 سنة والذي يعمل أمين شرطة ويليه علي الذي يعمل مزارع ويقوم هو برعاية قطعة الأرض التي تركها لهم والدهم بالإضافة لثلاثة أولاد وثلاث بنات , كانت العلاقة بين الأشقاء الثمانية يسودها الود والحب حتي وقت قريب إلى أن مات الأب وانقطع معه حبل الود فبدأت الخلافات تدب بينهم عند تقسيم الميراث فقرر الشقيق الأكبر بيع نصيبه وحدد موعداً للجلوس مع أشقائه لوضع النقاط علي الحروف وتصفية النزاع بينهم حتي لا يتسع واتفقوا جميعاً علي الاستعانة بخبير من هيئة المساحة لتقسيم قطعة الأرض بينهم بالتساوي , انتهت الجلسة وارتضي الجميع بهذا الرأي وحضر خبير المساحة لتقسيم الأرض وفقاً لعدد الأشقاء ونصيب كل فرد منهم وقام الخبير بعمل رسم كروكي للمساحة الكلية ونصيب كل واحد منهم إلا أن هذه القسمة لم توافق الشقيق الثاني المزارع والذي طلب تعديلها ليكون نصيبه مطلاً علي الناحية البحرية خاصة وأنه يقوم برعاية الأرض بأكملها لكن شقيقه الأكبر رفض ذلك وطلب منه شراءها لو أراد وأصر علي أن يلتزم الجميع بما تم الاتفاق عليه فاستشاط الشقيق المزارع غضباً وأصر هو الآخر على موقفه ووصلت الأمور بينهما لطريق مسدود . ذهب المزارع في اليوم التالي للأرض لمباشرة عمله بها طول اليوم حتي قارب موعد انطلاق مدفع الإفطار وأثناء انشغاله في إطعام المواشي حضر إليه شقيقه سعيد وتحدث معه في نفس الموضوع وحدثت بينهما مشادة كلامية قام علي اثرها سعيد بصفع شقيقه الأصغر علي وجهه مما آثار استيائه وحفيظته فاستل المنجل الذي كان في يده ويستخدمه في الزراعة وطعن به شقيقه الاكبر الذي أصيب بجرح نافذ في الصدر وسقط علي الأرض مغشياً عليه وسط بركة من الدماء بينما وقف المتهم في حالة ذهول غير مصدق ما حدث محاولاً ان ينقذ شقيقه بأي وسيلة لكنه فارق الحياة فراح المتهم في حالة بكاء هيستيري ندماً علي قتله شقيقه الاكبر . تلقى اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية اخطاراً بالواقعة وانتقل الرائد محمد الدهراوي رئيس مباحث السنطة لمكانها للمعاينة وتبين أن الجثة للمدعو سعيد ناصف 53 سنة أمين شرطة من قوة المركز وأن وراء الواقعة شقيقه ويدعي ع ن 45 سنة مزارع وتم استدعاء سيارة اسعاف لنقل الجثة لمشرحة مستشفى السنطة المركزي والتحفظ عليها وتم تشكيل فريق بحث جنائي برئاسة العقيد أحمد جعيصة رئيس فرع مباحث السنطة وزفتى وبإجراء التحريات تبين نشوب مشادة بين المجني عليه وشقيقه بسبب الخلاف على تقسيم قطعة أرض زراعية وتطور الأمر إلى مشاجرة حامية أدت لطعن أمين الشرطة بطعنة نافذة أودت بحياته في الحال وتم ضبط المتهم الذي أصيب بحالة هيستيرية وبكاء وطلب من رجال الشرطة السماح له لحضور تشييع جثمان شقيقه إلا أن طلبه قوبل بالرفض وتم تحرير محضر بالواقعة وبعرض المتهم علي النيابة قررت حبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق .