فتاة صعيدية ، لديها اصرار وتحدي غير عادي ، تعرضت لهجوم شديد ، لانها اقتحمت مجالا كان لفترة طويلة » حكرا علي الرجال ، لكن ايمانها بموهبتها وثقة منها في صوتها العذب ، دخلت مجال الابتهالات الدينية ، والتواشيح ، وضعت امام عينيها دائما اصوات كبار المبتهلين القدامي مثل علي محمود ، وسيد النقشبندي ، ونصر الدين طوبار ، وطه الفشني ، ومحمد الفيومي ، وإبراهيم الإسكندراني ، وتأثرت باصواتهم كثيرا ، مما جعلها تتخذ قرارا ان تقتحم عالم الابتهال الديني لتصبح اول سيدة مبتهلة في مصر ، انها شيماء النوبي ابنه محافظة الاقصر ، التي تمتلك صوتا قويا ، ساهم في بنائه عشقها لاذاعة القرآن الكريم التي تربت عليها منذ نعومة أظافرها ، مما جعلها تتعلق أكثر بتلاوة القرآن الكريم والابتهالات والتواشيح.. قالت شيماء النوبي : الابتهال هو ارتجال موسيقي بنغمة الصوت حتي لا يشعر الجمهور بالملل ، والمقصود بالارتجال الموسيقي ، أنني مثلاً أقول ابتهالاً للشيخ النقشبندي ، هو يقولها طبيعيًّا من مقام النهاوند ، ولكنني أقولها من مقام النهاوند ولكن بأسلوب آخر ، أو أقولها من مقامات أخري مثل العجم أو السيكا وغيرهما ، إلا أنني أحافظ علي تراث الابتهال القديم ، وبالتالي فلا مجال للتأليف بالابتهالات ، وهذا هو الارتجال الموسيقي ، وانا منذ صغري وانا أحبُّ سماع صوت شيوخ مُحددين مثل محمد رفعت والنقشبندي ومصطفي إسماعيل ومحمد الفيومي ونصر الدين طوبار ، دون معرفة أسمائهم حينها ، حتي أنني كنت أقوم بتقليدهم ، وكانت والدتي هي الداعم الأول لموهبتي منذ الصغر ، حيث كانت تصطحبني إلي معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام ، وساعدتني بشراء أشرطة للنقشبندي الذي لم أعرفه إلا عن طريقها ، وكذلك شرائط لنصر الدين طوبار ، وأغاني فيلم الشيماء من صوت القاهرة ، وسمعتها جيدًا وحفظتها ، حتي أنني عندما التحقت بالصف الخامس الابتدائي قمتُ بتأدية أول أغنية بالإذاعة المدرسية ، وهي تتر مسلسل لا إله إلا الله لمحمد رشدي» ، وعندما بلغت الثامنة عشرة درستُ الفروق بين الإنشاد الديني والتواشيح والابتهالات ، وقد تدربتُ علي يد الدكتور أحمد مصطفي كامل بمنزله ، وهو حامي تراث الشيخ مصطفي إسماعيل ، وانتسبت إلي تلك المدرسة ، وتعلَّمتُ منه علم النَّغم والمقامات الموسيقية ، فضلاً عن خوض ورش عمل بالمسرح ، والانضمام إلي عدة فرق مستقلة وغير مستقلة لاكتساب الخبرات». وعن الهجوم عليها قالت ان صوت المرأة ليس عورة ، وانا لم اتعرض لأيِّ انتقادات من قِبل شيوخ الأزهر الشريف أو دار الإفتاء ، بل إن البعض منهم يأتون لحضور حفلات الابتهال التي ابتهل فيها.. واضافت: » بدايتي في هذا المجال كانت علي يد المنشد الديني الكبير زين محمود ، حيث انني في يوم ما قررت أن أتواصل عبر »فيس بوك» مع الشيخ زين محمود ، وأرسلت له ترنيمة الحلاج بصوتي ، فكان رده: »إنتي معانا في الشغل.. كنت بدور علي الصوت ده من زمان» ، فأرسل لي »مربعات ابن عروس» بأكثر من مقام ، وأديتها بصوتي وأرسلتها له مرة أخري ، وبعدها بأشهر قليلة قدمني للجمهور» ، مؤكدة أنها تعلمت علي يد الشيخ زين محمود الكثير ، وتعلمت علي يديه أداء السيرة الهلالية وبالفعل قدمتها معه ومع الشيخ سيد الضوي ونجل الشيخ زين ربيع زين. واشارت ان أهم صفات المنشد الناجح أن يكون صادقًا فيما يؤديه من قصائد ، وأن يكون محبا لهذا الفن الراقي الذي يقدمه ، ومدركا لما يقول ، مضيفة : لا يجوز أن يكون منشدًا لأجل السبوبة فقط ، كما أنه إذا أصقل المنشد أو المبتهل موهبته بالدراسة والاستفادة من خبرات السابقين من رواد هذا الفن سيكون من أفضل المنشدين والمبتهلين.. واوضحت ان الانشاد والابتهال احد عناصر مكافحة ومحاربة التطرف لان الفن الديني من ضمن هذه المنظومة الدينية والفكرية التي تحارب الافكار المتطرفة ، كما ان مجرد انتشاره هو وعي للجمهور» ، مؤكدة علي ضرورة السعي وراء تقديم بعض قصائد الإنشاد الديني باللغة الإنجليزية ، سعيا وراء نشر الإنشاد الديني في ربوع العالم ، ومن ثم نشر الوعي ضد التطرف ، وأتمني تقديم حفلات للابتهال بدول أوروبا وخاصة بريطانيا ، وذلك لأن أوروبا تتفاعل وتهتم كثيرًا برسائل الإنشاد والابتهال بالرغم من اختلاف الأديان ، وليس مجرد الاستماع فحسب • مخلص عبد الحي