صفية مصطفي أمي عرفت في حياتي نوعين من البشر: النوع الاول يتمتع بذكاء اجتماعي، يحاول أن يفهم من حوله، ويدرس تصرفاتهم، ثم يتعامل معهم علي هذا الاساس. النوع الثاني ذكاؤه محدود. يتصرف بعشوائية دون أن يفكر في رد فعل الآخرين وغالبا ما تكون نتيجة افعاله سيئة واحيانا مدمرة له ولمن حوله! حقيقي.. العقل زينة كما قال اجدادنا لانه يحمي صاحبه من الوقوع في مشاكل هو في غني عنها. الانسان الذي يستطيع ان يقف وقفات مع نفسه ليعيد حساباته، ويقيم تصرفاته ليعرف متي اخطأ ومتي اصاب، غالبا ما يكون انسانا ناجحا في حياته، لانه يعتذر عن اخطائه، وفي نفس الوقت يقبل اختلاف الآخر ويبحث عن مزاياه قبل عيوبه.. وبالتالي تكون الصدمات في حياته أقل لانه يتوقع كل شيء ويعقل كل الشيء! أما النوع الثاني فهو يفتقد الجلد والصبر، ولا ينظر حوله. يكتفي بأن يفكر في ذاته و ينغمس في مشاكله . فلا يشغل نفسه بالآخرين. لا يعرف كيف يفكرون ولا يستوعب ردود افعالهم، ولذلك فهو يُفاجأ دائما بتصرفات الغير ولا يفهم لها سببا ولا يحاول ان يبررها لنفسه. فيشعر بالظلم والمرارة والتعاسة الدائمة! أنصح كل من يلجأ إليَّ طلبا للنصيحة، أن ينضم إلي النوع الاول، لانه اكثر سعادة وطمانينة وراحة بال . هو يحب الناس ويحبونه.. ويجد من يهتم به ويحرص علي إرضائه لأنه شخص جذاب لطيف المعشر، ولا زنان، ولا شكّاء! أحب التعامل.. مع الأذكياء فقط!