يعتبر التقزم أحد المشاكل الخطيرة التي تواجه الدول منخفضة ومتوسطة الدخل. وتكمن خطورة هذه الحالة في امكانية تجنبها فقط قبل بلوغ الطفل سن الخامسة، مما يستدعي رفع الوعي لمواجهتها. في 2017 سجلت الاحصائيات معاناة 1من كل 4 أطفال تحت الخامسة في مصر من التقزم، مما يعوق نموهم بشكل طبيعي وقد تبين نقص الكالسيوم والزنك والحديد وفيتامين »أ» لديهم. ويُعد التقزم أحد مضاعفات سوء التغذية الذي تعاني منه الأم الحامل، مما يحرم طفلها من بعض المغذيات الهامة لنموه. فالأمهات التي تعاني سوء التغذية تلد أطفالا ناقصي النمو مما يهدد صحتهم وطول عمرهم وقدراتهم الذهنية والحركية وتحصيلهم الدراسي. ويؤكد الخبراء علي ضرورة قياس طول الطفل في سنوات عمره الأولي وهناك جدول متاح مجانا علي موقع منظمة الصحة العالمية للتأكد من معدل نمو الطفل بشكل سليم. وتمثل برامج التطعيمات والرضاعة الطبيعية والنظافة والحد من الطعام غير المفيد أساسيات لصحة الطفل، كما أن فقدان الحب والحنان يجعل وزن مخ الطفل أقل من الطبيعي. وطبقا لتقديرات منظمة اليونيسيف، تهدد الأنيميا 27.2%من الأطفال تحت الخامسة و25% من النساء في سن الانجاب. وتُعد الأنيميا أثناء الحمل أحد أسباب اصابة الصغار أيضا، ولهذا فان التدخل لمساعدة الأم في الألف يوم الأولي من بداية الحمل وحتي بلوغ الطفل سن الثانية قد يُحسن قدرة الطفل علي النمو، وهو برنامج صممته المنظمة مع وزارة الصحة. ولأن سوء التغذية مشكلة رئيسية للصحة العامة ذات أبعاد قصيرة وطويلة المدي علي الطفل والمجتمع، وتبلغ التكلفة السنوية لعلاج الأطفال منها نحو20.3 مليار جنيه طبقا لتقديرات برنامج الغذاء العالمي ومركز دعم واتخاذ القرار، فان حملة الكشف عن التقزم والأنيميا والسمنة والتي تستهدف11 مليونا ونصف المليون طالب في المرحلة الإبتدائية مع توعيتهم بأهمية الغذاء الصحي والنشاط البدني، تحتاج لتكثيف الجهود من جانب الإعلام والمجتمع المدني لنشرالتثقيف الغذائي بين الحوامل والأطفال.