مشهد هزلي، أصبح يتكرر كثيرًا؛ طالب فاشل طردته كلية الطب، لتكرار سنوات رسوبه، بدلا من أن يبحث عن مجال آخر ربما يصادف نجاحًا فيه، نجده يرتدي الروب الأبيض، معلقا لافتة باسمه بالدكتور "فلان"، متدثرًا بحارة شعبية، أهلها طيبون، سرعان مايصدقون أن هناك عيادة طبيب موجودة بجانبهم، خاصة وأن سعر الكشف مجرد جنيهات قليلة، هذا ما حدث أخيرا في مدينة طنطا، الأخطر أن هذا الطبيب المزيف مارس الطب لمدة 15 عاما، ولم يقضحه إلا زوجته، حين اكتشفت حقيقته صدفة! تبدأ تفاصيل الواقعة عندما تقدمت المهندسة أماني أ ببلاغ لنيابة قسم اول طنطا تتهم فيه زوجها عبد القادر أ ع 45 سنة بممارسة مهنة الطب منذ ما يزيد عن 15 سنة وفتح عيادتين لعلاج الأطفال، إحداهما في منطقة ترعة الشيتي بطنطا، والأخري بمدينة قطور علي الرغم من انه مازال يدرس في كلية الطب بالنظام القديم وفشل في الحصول علي البكالوريوس بسبب تكرار رسوبه، وأمام وكيل النيابة وقفت الزوجة حائرة ماذا تقول وماذا تفعل فقد اكتشفت ان زوجها مزور حيث انه زور شهادة بكالوريوس الطب وادعي انه طبيب يمارس عمله وعلي هذا الأساس وافقت علي الزواج منه منذ ما يزيد عن 15 عاماً، بعد ان انخدعت في مظهره الذي يدل علي كونه طبيباً وقام بفتح عيادة له في مدينة قطور وبدأ يستقبل الحالات ويصف لهم الدواء المطلوب ويقوم بتدوين الروشتات، حتي ذاع صيته في المدينة والغريب أنه لم يكتف بذلك بل قام بفتح عيادة اخرى بمنطقة ترعة الشيتي بطنطا وعلق لافته علي باب العيادة تفيد انه أستاذ مساعد طب الاطفال وحديثي الولادة بكلية الطب وأصبح ينال شهرة في المنطقة وكان يسعد للغاية عندما ينادونه الجيران والمترددين بالدكتور عبد القادر وعندما يدخل المرضى عليه في العيادة يلفت نظرهم كمية الشهادات المعلقة علي الجدران والمذيلة بتوقيعات جهات طبية مختلفة داخل مصر وخارجها، لإيهامهم أنه ذات خبرة طويلة وكلما زاد عدد المترددين عليه كلما زادت قناعتهم به كطبيب أطفال يصف الدواء السليم، وظل علي هذا الحال حتي اكتشفت الزوجة المفاجأة الكبرى عندما عثرت علي بعض الأوراق تفيد انه مازال يدرس في الكلية، ولم ينته من دراسته كما زعم من قبل فقررت أن تذهب للكلية لتتأكد بنفسها وهناك ظهرت لها الحقيقة المرة التي تؤكد أنه مازال طالباً بالنظام القديم ومتعدد الرسوب, لكن الصدمة جعلتها لم تصدق نفسها فتوجهت إلى نقابة الأطباء حتي تتأكد أكثر واكتشفت أن زوجها غير مدرج بجداول النقابة ولا توجد أي أوراق تخصه مطلقاً! خرجت الزوجة من باب النقابة وهى في حالة ذهول فكيف يمارس زوجها مهنة الطب كل هذه المدة دون حصوله علي شهادة وظلت تحدث نفسها طوال الطريق قائلة، "كيف يكون زوجي طبيبا مزيفا؟"، لم تتردد وقدمت بلاغا ضده رقم37883 جنح اول طنطا لسنة 2018 تتضرر فيه من مزاولته لمهنة الطب رغم عدم اتمامه دراسته بالكلية وعدم حصوله علي شهادة مزاولة المهنة، واستدعت النيابة الطبيب المزيف، وواجهته بما جاء علي لسان زوجته فأنكر ما نسب إليه وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وخاطبت نقابة الأطباء للتأكد من كون المتهم عضواً من عدمه، وتبين أنه طالب فاشل يمارس المهنة بأوراق مزورة، فأحالت النيابة القضية لمحكمة الجنح التي قضت بحبسه سنتين مع الشغل وكفالة ألفي جنيه وغرامة مائتي جنيه، وغلق العيادة ونزع اللافتات ومصادرة الأدوات المستعملة.