تتعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد ابو سمبل بأسوان يومي 22 فبراير و22 أكتوبر وفي العصر الحديث حدث التعامد الثالث ولكن هذه المرة علي اسوان بأسرها، فكما احتضنت اسوان آثار مصر القديمة وحضارة الأجداد احتضنت أيضا فعاليات الملتقي العربي الأفريقي للشباب برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، علي مدار ثلاثة أيام متتالية. تعامدت الشمس علي الاوجه السمراء بأسوان وكانت شاهدة علي الفرحة الأفريقية والعربية بقدرة مصر علي إدارة الملفات الاقليمية وطرح الحلول وآليات تنفيذها بجداول زمنية دقيقة، تلك الشمس الشاهدة علي انصهار الأيديولوجيات والأعراق المختلفة علي طاولة واحدة بقيادة مصرية، كما شهدت علي ريادة حضارتنا وكيف كنا قبلة العالم ومهد الحضارات. فرحة الشباب الأفريقي بالمشاركة في الفعاليات كانت ملفتة حقاً ولم يتركوا فرصة الا ووجهوا فيها الشكر لمصر والمصريين لإتاحة الفرصة للحوار والدعم، كم كانت مظلومة هذه القارة الطيبة الغنية، حبيسة الصراعات الإثنية والنزاعات المسلحة، كيف أفنت شبابها في محاولات عديدة للهروب من شباك الاحتلال والغزوات وأعمال النهب والارهاب، وكيف عبرت الصعاب حتي وجدت مصر العريقة قيادة وشعباً يمدون لهم جسورا من الآمال حاملين مشاعل الإرادة سائرين نحو المستقبل. وبما أن التعامد كان يوم تتويج الملك رمسيس الثاني واليوم الآخر يوم مولده فقد شهد الملتقي مولد الصالون السياسي الأول، تدشيناً لميلاد نخبة سياسية جديدة تعمل من أجل الوطن والاقليمين العربي والافريقي، فلدينا الآن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أمل السياسة والحزبية المصرية، يضم نخبة من قيادات حزبية شابة من كافة التوجهات والاطياف التي تعمل علي إعلاء قيمة الدور السياسي رافعين شعار، شباب التنسيقية شباب لا يعرف المستحيل. تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، عنصر فعال في جميع المؤتمرات والمنتديات والملتقيات العالمية والعربية والافريقية بل ولديهم طموح للتحليق نحو الاقليم الافريقي والعربي متسلحين بمفاهيم الهوية الوطنية والقوة الناعمة، فكان ميلاد الصالون السياسي الأول من أرض الأجداد ونبع الحضارات مليئا بالافكار الطموحة والتحليلات المنطقية بل والتوصيات الموضوعية أيضاً، ومُطعما بقامات سياسية وافريقية ذات حضور رفيع لمشاهدة كيف نجح الشباب المصري في توجية دفة السياسة الحزبية الي آفاق جديدة وطموح لا نهاية له. الصالون السياسي الأول حالة نقاشية تهدف الي إيجاد حلول للمشكلات التي تؤرق المواطن المصري والعربي والافريقي، وتضع أمامه عدة حلول ليتيعن عليه الاختيار لا الانسياق وهذا جوهر السياسة، مساعدة المواطن علي اتخاذ قراره، وليس إملاء القرارات أو التوجيه.