منذ نحو3 سنوات دار حديث بيني وبين أحد المسئولين بجهاز مدينة الشيخ زايد بالجيزة، قال لي خلاله: للأسف تم حصر جميع مناطق الخدمات بالمدينة التي لم يتم بناؤها بعد، بهدف بيعها أوبنائهالا كفيلات أوعمارات، وعندما سألته : لكن المواطنين الذين اشتروا أراض أوعقارات تقع حول المناطق الخدمية كانت أغلي من مناطق أخري، لأن وجود مناطق الخدمات يرفع من سعر أي منطقة، وكيف يمكن لبعض الأحياء أن تستغني عن المناطق الخدمية، التي كان مخططا لها أن تصبح مولات تجارية أومدارس أومستشفيات أوأقساط أونقاط شرطة، فهذه الخدمات لا غني عنها لأي حي، كما أنها من عوامل الجذب له؟ فأجابني المسئول: مطلوب من كل جهاز مدينة جديدة تدبير مبالغ كبيرة .. ولا يوجد حل سوي بيع مناطق الخدمات وتحويلها لمناطق سكنية لتوفير المليارات المطلوبة من كل جهاز! وبعد ذلك بأشهر قليلة بدأت المناطق المخصصة لمراكز خدمات بعض احياء مدينة الشيخ زايد تتحول الي مبان وفيلات، البعض تم بيعه للمواطنين كقطع أراض، والبعض الآخر قامت وزارة الاسكان والمجتماعات العمرانية الجديدة ببناء مشروع » جنة» مكانه، وبدلا من أن تكون هذه المناطق متنفسا للأهالي أوأماكن لتوفير خدمات لهم، أصبحت غابات خرسانية، بخلاف عدم وجود أماكن لانتظار السيارات.. وهوما سينذر بمشكلة خلال الفترة القادمة، بالاضافة الي أن المرافق الموجودة بهذه الأماكن ستتأثر بزيادة عدد السكان لأنها كانت مخططة لعدد أقل. ومنذ أيام استيقظ أهالي مدينة الشيخ زايد علي خبر اعلان احدي الشركات العقارية المملوكة لأحد كبار رجال الأعمال عن انشاء عدد من الابراج السكنية التي يصل ارتفاع بعضها الي عشرين دورا في المنطقة المطلة علي حديقة زايد المركزية، بخلاف اعطائه حق ادارة الحديقة لسنوات طويلة قادمة، وهوما أزعج الأهالي بشدة، نظرا لأن هذه الأبراج ستقضي علي خصوصية مدينة الشيخ زايد التي تتميز بالهدوء والجمال، وقلة عدد السكان بسبب صغر مساحتها مقارنة بالمدن الجديدة الأخري، وأصبح الأهالي يشعرون بأن مدينتهم الجميلة ستتحول الي عشوائيات وزحام مثلما حدث من قبل في أحياء راقية مثل المهندسين والمعادي وجاردن سيتي التي كانت مثالا للجمال عندما كان هناك التزام بارتفاعات محددة للمباني والمناطق الخضراء في كل منها، وعندما بدأ هدم بعض العمارات والفيلات وتحويلها لأبراج أصبحت هذه المناطق تعاني من الزحام والعشوائيات وعدم وجود اماكن لانتظار السيارات.