ملاك الرحمة.. طبيبة الغلابة.. فاعل الخير، كلها ألقاب وصفت بها الدكتورة هبة خفاجى التي لم تتردد لحظة عن مساعدة الغير دون طلب او مقابل، فكانت مثالًا يحتذى به في عالم الطب، والتي رحلت منذ يومين بعد أن أصيبت بأزمة قلبية أثناء نومها. لم تكن حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي من أجل التسلية وتضييع الوقت، بل كانت بمثابة صيدلية للمرضى، وفاعل الخير في كل ما يخص علاج الأورام، لتكن حساباتها كنزًا لمرضاها ولغيرهم يجدون فيها كل ما يحتاجون من نصائح طبية ومساعدات. عاشت هبة خفاجى بعيدًا عن الشهرة والأضواء، واكتفت بالتواصل مع مرضاها وجمهورها عن طريق السوشيال ميديا، لكن بعد أن توفيت أصبحت حديث الساعة، لينعيها النجوم والمشاهير بعد وفاتها ويلقبونها بألقاب مثالية تستحقها. أمضت هبة خفاجى أوقاتًا طويلة بين الصيدليات والمستشفيات بحثًُ عن الادوية غير المتوفرة والتي يصعب على مرضاها الحصول عليها، وفي إجازاتها لم تنفرد بذاتها أو مع أسرتها بل كانت تجوب مستشفيات الأطفال لترسم البسمة على وجهوهم، توزع عليهم الحوى والبالونات، في مستشفيات سرطان الأطفال وأبو الريش، تلتقط مع الأطفال الصور وكأنها تمرح وسط أبنائها. لم تعرف يومًا الغرور، ولم ترفض أي حالة استغاثة، عرفت نفسها على تويتر بجملة مختصرة، فكتبت :" دكتوراه في علاج الأورام بس مبحبش حد يقولي يا دكتورة"، وصلت لقلوب الكثير بسرعة بابتسامتها ويد العون التي لم تتوقف يومًا. ربما كانت تشعر بأن حياتها قصيرة رغم العمل الكبير الذي تقدمه، فكتبت وصيتها قائلة :" وصيتي العزاء بقراءة سورة مريم وآيات العذاب وذكر جهنم.. وقدموا عصير.. بلاش شغل شاي وقهوة ومياه.. وبلاش نكد دي مش شخصيتي". رحلت الدكتورة هبة خفاجى وتركت خلفها السيرة الطيبة وحب الناس، مازالت تدويناتها على تويتر يعاد نشرها، ومازالت صورها تنتشر بكثافة على " السوشيال ميديا"، لتكون الغائب الحاضر في قلوب مرضاها ومحبيها.