ستظل التضحيات والبطولات التي قام بها أبطال مصر الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم فداء للوطن عالقة بأذهاننا ومحفورة بقلوبنا وستبقي خالدة ابد الدهر. ومن هؤلاء الأبطال الذين تفخر بهم مصر الشهيد نقيب محمود ناجي العواد ابن محافظة جنوبسيناء يبلغ من العمر 23 سنة، ومتزوج ورزق بطفلة وحيدة والذي استشهد يوم 16 فبراير الماضي بعد ان اغتالته يد الإرهاب أثناء أدائه واجب الوطن. في البداية تقول غادة مختار معلم خبير لغة إنجليزية بمدرسة طور سيناء الصناعية والدة الشهيد البطل الملازم أول محمود ناجي العواد شهيد الواجب والوطن والذي استشهد اثر عملية ارهابية في شمال سيناء أنها فخورة بنجلها ولو كان لديها 10 أبناء ستلحقهم بالجيش المصري، وأنها راضية بقضاء الله وقدره واحتسبت نجلها عند ربنا من الشهداء. واضافت والدة الشهيد عندما جاء الشهيد واخبرني انه سيشارك في احدي العمليات علي البؤر الارهابية بسيناء حضنته وكنت أشعر أنه آخر حضن وقال لي يا ماما وأنا ضابط جيش أنت فخورة بي وعندما أنول الشهادة ستكوني فخورة بي قلت له: "ياحبيبي ولكل أجل كتاب". قال لي: يا ماما لا تخافي هؤلاء فئران ليس لديهم عقيدة ومرتزقة ونحن أقوياء بربنا وأقوياء بالجيش. وقالت أم الشهيد : جنازته كانت غير مسبوقة وكأنه مثل مشهد فرحة. وأشارت: رغم الحزن الذي يملأ قلبي إلا أن لقاء الرئيس السيسي لنا خفف وطأة الحزن وشعرنا أنه لقاء أبوي وقال لنا انتم فوق رؤوسنا وما تطلبونه اوامر ووجهت الشكر للواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء الذي قرر اطلاق اسم الشهيد محمود ناجي علي مدرسة الحرية الثانوية العسكرية بطور سيناء وقام بتكريمها في حفل عيد الأم الذي اقامته المحافظة بمنحها رحلة عمرة علي نفقة المحافظة واهدائها سلسلة ذهبية تحمل صورة الشهيد بينما اكدت زوجة الشهيد سهي ماجد احمد يونس ان زوجها كان رمزا للوطنية المصرية والشباب المتوهج الذي يرغب في ان تكون مصر في مصاف الدول العظمي ومثالا للزوج المثالي وكنا نعيش قصة حب دائمة وعشنا عاما يقدر باكثر من مئة عام منحني خلالها أعلي درجات الحب الذي يكفي مئة عام وكان يحدثني عن المستقبل ومايفعله من أجلي ويعوضني فترة غيابه عني في خدمة الوطن وأكد ناجي العواد والد الشهيد محمود أن نجله منذ طفولته وهو خلوق جدا يحب كل الناس ومنذ صغره وهو راجل وعندما التحق بالكلية الحربية فرح فرحا شديدا وقال لي: أخيرا يا بابا هعرف أعمل حاجة إن شاء الله" وقال لي ادعو لي بالشهادة قلت له يأبني لا تقطع قلبي بهذا الطلب كل اجازة وعموما ربنا يقدم ما فيه خير لك يابني وبالفعل نال ماطلب وطالب شعب مصر بالتكاتف من أجل رفعة شأن مصر دائما. وقال أصدقاء الشهيد "محمود" في الدراسة "حسبي الله ونعم الوكيل" مؤكدين أنه كان رجلا بمعني الكلمة ونموذجا حيا للأخلاق السمحة وفيه روح القيادة منذ صغره، وكان قمة التواضع حتي بعد تخرجه وأصبح ضابطا بالجيش ولم ينقطع التواصل بيننا ولم يتغير أبدا في تعاملاته مع الآخرين. وأجمع زملاء وأصدقاء محمود في الدراسة ومعلموه أن أسرة الشهيد بأكملها أسرة طيبة فاكتسب وتعلم الابن الإنسانية والأخلاق الحميدة والرجولة من أسرته. وقال عبده عبد اللاه معلم الشهيد محمود، في المرحلة الابتدائية: إنه كان ملاكا يمشي علي الأرض، مؤكدا أن البيت بأكمله كان نموذجا للأسرة المصرية والتربية الصالحة. يذكر أن الشهيد النقيب محمود ناجي العواد، شيع الآلاف من أهالي وأبناء مدينة طور سيناء عاصمة محافظة جنوبسيناء في 27 فبراير الماضي جثمانه وهو ابن جنوبسيناء وشهيد القوات المسلحة.