الفرحة العارمة التي سيطرت على العروسين أثناء زفتهم بإحدى قرى مركز منية النصر بالدقهلية تحولت فجأة لحزن قاتل ومأساة كبيرة بعد شلال الدماء الذي تفجر نتيجة السرعة الزائدة للموتوسيكلات المشاركة في زفة العروسين والتي أدت لمصرع طفلين كانا من ضمن المعازيم وتحولت عبارات التهنئة بالفرح إلى عبارات مواساة . " اخلص يا محمد عايزين نلحق نروح الفرح ونكون في الزفة من أولها " هذه الكلمات التي قالها مسعد لصديقه محمد إبراهيم كانت البداية للمأساة التي عاشتها قرية برمبال بمركز منية النصر فمحمد وصديقه كانا على موعد مع باقي رفاقهم للتجمع عند مدخل القرية لمصاحبة العريس خلال إحضاره لعروسته في زفة معتادة في تلك النواحي وفي الموعد كان محمد الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره يقود موتوسيكل وخلفه عدد من الأصدقاء في موتوسيكلاتهم لتتحرك الزفة في إتجاه بيت العروس والذي يقع في قرية مجاورة لقريتهم كان الجميع سعداء لكن ما شاب اللحظة السعيدة لهؤلاء الشباب هو التهور والرعونة في القيادة لدى الغالبية من الشباب خاصة قائدي الدراجات النارية والذين كان أكبرهم لا يتجاوز الثامنة عشر من العمر وهو ما كان ينذر بكارثة ستحدث في ذلك المكان خاصة أن الطريق ضيق فبالكاد تمر سيارتين بجانب بعضهم في ذلك الطريق المزدوج لكن لم يشغل بال أحد المعازيم خلال ذلك الوقت فالأهازيج العالية والأغاني الصاخبة التي تخرج من الدي جي المتحرك الذي يتوسط موكب العرس والذي وصل في تلك اللحظات إلى منزل العروس ليحمل العروسين في طريقه لبيت الزوجية بعد إنتهاء الزفة التي اشتدت إثارتها بعد أن توقفت على الطريق على مداخل القرى المختلفة والشباب يؤدون حركات بهلوانية بالموتوسيكلات كما هى العادة وكان منهم محمد إبراهيم القطب الذي أراد أن يثير إعجاب الحاضرين فتسابق مع بعض الشباب الآخرين ومنهم صديقه محمد جمعه الذي يقيم في قرية برمبال الجديدة المجاورة لقريتهم والذي تعرف عليه في حفل عرس سابق فتسابق الجميع ولكن بسبب سرعتهم العالية وتحديدا عند مدخل قرية كفر علام وقع ما كان يخشاه الجميع فبسبب السرعة الزائدة وضيق الطريق وقع تصادم بين سيارات كانت في الجهة المقابلة من الطريق المزدوج وموتسيكلات الزفة ليسقط محمد إبراهيم على رأسه وتندفع منها الدماء كشلال ضخم لم يشعر بما يحدث حوله في تلك اللحظات مع الدماء المتدفقة من رأسه والتي روت الطريق في ظل محاولات بعض المتواجدين في الموقع إيقاف هذه الدماء حتى تصل سيارات الإسعاف لكن بدون فائدة وذلك في نفس الوقت الذي كان هناك بعض المصابين بشدة من المعازيم ومنهم محمد جمعة الذي فارق الحياة قبل أن تصل سيارة الإسعاف ولحق به محمد إبراهيم لتنقل سيارات الإسعاف جثتيهما مع باقي المصابين الآخرين والذين تماثلوا للشفاء بعد ذلك لكن الفرح تحول إلى مأتم فتم إلغاء الفرح وذهب الجميع للمقابر لدفن الضحيتين قبل أن يعودوا ليجلسوا في المكان الذي كان من المفترض أن يتم فيه زفاف العروسين لكنه أصبح جنازة ومأتم لهذين الطفلين فيما عادت العروسة لبيت أهلها انتظارا لما ستسفر عنه الأحداث. تلقى اللواء محمد حجي مدير أمن الدقهلية اخطارا من اللواء محمد الشرباشي مدير المباحث الجنائية يفيد بوقوع الحادث ومصرع إثنين من المعازيم وهما محمد احمد جمعة ومحمد إبراهيم قطب من قرية برمبال وتم تحويلهما إلى مشرحة المستشفى فيما أصيب كل من حسام أحمد علي حماد 18 سنة وإبراهيم أحمد حسن زغبل 16 سنة وذلك بسبب السرعة الزائدة وعلى إثر ذلك إنتقل رئيس مباحث منية النصر إلى مكان الحادث وتم تحرير محضر بالواقعة وعرض الأمر على النيابة العامة.