شعار مهرجان طنطا لا شك أن مهرجان طنطا الدولي للشعر حدث ثقافي مهم، خصوصا وهو يدخل دورته الرابعة هذا العام. بدأ المهرجان دورته الأولي في 2015 بمشاركة عدة دول منها أمريكا وإسبانيا وإيطاليا والمكسيك والدنمارك والسعودية وعمان والعراق وتونس والمغرب بجانب مصر. وفي دورته الثانية في 2016 شاركت الصين وماليزيا وأمريكا وأمريكا الجنوبية والمجر والسويد وإسبانيا. ثم جاءت الدورة الثالثة في 2017 بمشاركة 25 شاعرا من 17 دولة منها الهند وتركيا والدومنيكان وإسبانيا والعراق والمكسيك وسوريا واليمن والجزائر وفرنسا ولبنان وصربيا ومقدونيا ومالطا والمجر. وفي دورته الرابعة هذا العام شارك 39 شاعرا من 13 دولة عربية وأجنبية منها الأرجنتين وإسبانيا وهولندا وأمريكا وروسيا والهند والمغرب وتونس وفلسطين والأردن والعراق والكويت واليمن. خلال الدورات الأربع كان رئيس المهرجان الشاعر الإعلامي محمود شرف، ومسئول النشر بالمهرجان الشاعر هاني عويد، والمنسق الإعلامي للمهرجان الشاعرة سماح مصطفي، وأمين لجنة التنظيم الشاعرة زهرة علام،دون تغيير، لا ندري لماذا؟ ولا ما هي آلية اختيارهم وبقائهم للدورة الرابعة علي التوالي - علي الرغم من احترامنا لهم إنسانيا وإبداعيا - في دورات المهرجان الأربع كان أغلب المشاركين من شعراء قصيدة النثر، وكأن ما عداها من شعر التفعيلة والعمودي لا يدخل في نطاق الشعر, وإن كانوا قد وضعوا أسما أواثنين ذرا للرماد. في الدورة الثالثة 2017 رقص بعض شاعرات مالطا والمجر والمكسيك علي أنغام أغنية » الحلوة بلادي » بعلم مصر، بشكل لا يتناسب مع مكانة ورمزية هذا العلم، وفي نفس الدورة تمت دعوة القاص »محمد عقدة» من محافظة البحيرة علي أنه شاعر!!، والرجل لم يدع أبدا ذات يوم أنه يكتب الشعر. في كل الدورات يكون لمحافظة الغربية نصيب الأسد في مشاركة الشعراء علي اعتبار أنها المحافظة المنظمة للمهرجان، فعلي سبيل المثال في الدورة الرابعة شارك حوالي 10 شعراء وشاعرات، فلماذا لا يكون التمثيل لشاعر واحد من كل محافظة في مهرجان عالمي كهذا؟، كما ان مقدمي الفعاليات كلهم من أبناء الغربية. ولا أدري ما هي العبرة من تقسيم الفعاليات إلي أمسيات وقراءات وما الفارق بينهما؟ وما العبرة في مشاركة نفس الأسماء هنا وهناك؟ لماذا لم يوسع القائمون علي المهرجان الرقعة لاستيعاب أعداد أكثر وهذا متاح, بدلا من تكرار نفس الأسماء في كل الفعاليات. كان من الممكن أن يحقق مهرجانا كهذا نجاحا كبيرا إن كان القائمون عليه قد استعانوا بأسماء كبيرة معروفة عربيا وعالميا لرئاسته كل دورة كالشعراء الكبار أحمد عبدالمعطي حجازي أورفعت سلام أو جمال القصاص، يتناوبون علي رئاسته كل دورة بدلا من ثبات لجنة المهرجان في دوراته الأربع. سياسة الإقصاء لا تثبت وجودا، وأي عمل تحكمه الصداقات والشللية لا ينجح، كان لا بد ان ننظر للأمر نظرة متجردة ، بعيدة عن الصداقات والعلاقات الخاصة، لأن مهرحانا كهذا يمثل واجهة لمصر وثقافتها وعمقها التاريخي.