كتاب جديد ألفته "تيانا جودين" الكاتبة البريطانية، حظي باهتمام صحيفة "ديلي ميل" البريطانية واستحق أن تفرد له مساحة كبيرة لنشر عرض محترم لأهم ما تضمنه. الكتاب يتناول موضوع الساعة وكل ساعة منذ ابتلي الله البشر في العالم كله بالهواتف الذكية التي قلبت حيواتنا جميعا رأسا علي عقب!. تسعي المؤلفة إلي مساعدة قرائها في صياغة علاقة جديدة بين العلاقات الطبيعية الإنسانية بين أفراد الأسرة واستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة وعلي رأسها الهاتف المحمول وخاصة الهواتف الذكية. يقدم الكتاب روشتة متوازنة لعلاقة متوازنة أيضا بين حياتنا الطبيعية والافتراضية من خلال برنامج تقترحه في كتابها "توقف عن التحديق في الشاشات" من أجل إعادة تقنين تلك العلاقة يتلخص في 10 خطوات. الخطوة الأولي هي أن تبدأ بنفسك وتتبع كل القواعد التي سوف تضعها لاستخدام التكنولوجيا قبل أن تلزم بها أبناءك وأهل بيتك. الخطوة الثانية هي أن يتم تحديد أماكن وأوقات استخدام الأجهزة فلا تستعمل قبل تناول وجبة الإفطار، ولا يسمح بدخولها غرف النوم. الخطوة الثالثة هي تحديد نوع العقاب الذي سيتلقاه الأبناء في حالة مخالفة القواعد التي تم الإتفاق عليها، ومتابعة تنفيذها. الخطوة الرابعة هي قضاء وقت كاف مع الأطفال وشرح خداع التكنولوجيا، وكيف تعمل المواقع والتطبيقات المختلفة علي إبقائنا مدمنين لها بلا فائدة حقيقية تعود علينا، وحثهم علي القراءة وتحفيزهم بالمكافآت كلما أنجزوا عددا معينا من الكتب. الخطوة الخامسة هي وضع صندوق في مدخل البيت يضع فيه كل فرد من أفراد الأسرة هاتفه داخله عند وصوله إلي المنزل، وهي طريقة رائعة لإبعاد الأجهزة عن كل أفراد الأسرة وبالتالي تركيز الجميع علي أشياء أخري، حتي أن بعض العائلات تلجأ إلي تطبيق هذه القاعدة مع ضيوفهم أيضا خلال وقت الزيارة وذلك من أجل أن تعود الحوارات الطبيعية بين الناس وهي بالقطع تحمل مشاعر مختلفة عن تلك التي تتم عبر الشات والواتس آب. الخطوة السادسة هي تشجيع الأطفال علي الخروج إلي الهواء الطلق لمدة 15 دقيقة كل ساعة، وهذا يعطيهم فرصة للابتعاد عن أجهزتهم الإلكترونية. الخطوة السابعة هي عدم مشاهدة التليفزيون بينما نحن نقلب تليفوناتنا المحمولة، فهذا يشتت الانتباه تماما عن التواصل الصحي والإنساني بين أفراد الأسرة، ويجب الاكتفاء بشاشة واحدة وهي التليفزيون، ويكون بالإتفاق علي مشاهدة فيلم أو مسلسل أو برنامج معا. الخطوة الثامنة هي خلق بدائل جذابة لا تبعث علي الملل بالنسبة للأطفال، فيمكن مثلا أن تذهب معهم للسباحة أو تقترح عليهم إعداد طبق جديد في المطبخ معا أو ممارسة أي رياضة تستهويهم وتجذب اهتمامهم وشغفهم بعيدا عن الأجهزة الإلكترونية. الخطوة التاسعة هي ضرورة إقناع الأطفال بهدوء والبعد عن العصبية إذا خالفوا القواعد، فالتغيير يحتاج إلي صبر، وسيطرة علي الأعصاب، فالتشدد وعدم استيعاب رفض وتمرد الأطفال علي تغيير نمط سلوك اعتادوا عليه لفترة طويلة يعتبر خطأ يجب ألا تقع فيه. لذلك كن حريصا علي الإقناع والقرب منهم وإيجاد البدائل الجذابة والتحفيز. الخطوة العاشرة والأخيرة هي منع وجود الهواتف أثناء أي حوارات عائلية، فهي قطعا تقلص مساحة الوقت المتاح للحديث بين أفراد الأسرة، وتشتت الانتباه إلي ما يقوله أحدهم، وبالتالي تنهار قنوات الاتصال بين أفراد الأسرة، وتصاب بالتصلب، والجمود. كتاب "تيانا" أراه ضوءا أحمر يوقظنا من غفوتنا التي طالت أكثر مما يجب، وأدت إلي تفسخ رهيب في العلاقات الأسرية، والإنسانية، شيء ما أصبح مفقودا سحب من الحياة بهجتها وطبيعتها. وانتزع منا الإحساس العميق والحقيقي بأي شيء. أصبحنا كالمندوهين المشدودين إلي شيء غريب، بلا معني، نذهب إليه بأرجلنا ونسلمه أوقاتنا التي هي في الواقع حياتنا بكل طيب خاطر، دون أن ندري أنه يسرق منا أغلي ما نملك!.