تمتلك دار الكتب المصرية، جميع أعمال نجيب محفوظ، بطبعاتها المختلفة، لكن المفارقة الغريبة تتمثل في أن مؤلفات نجيب محفوظ لم تبدأ دخول الدار إلا عام 1970، رغم أنه بدأ رحلته مع النشر في 1939، بروايته »عبث الأقدار»، والغريب أن ذلك حدث علي الرغم من أن دار الكتب تأسست في 1870 علي يد علي مبارك، وشهدت عبر مسيرتها الكثير من القرارات التي تلزم الناشرين بإيداع نسخ من كتبهم بها، ومنها القرار رقم 439 / 1955 بشأن إيداع المصنفات بها تنفيذا للمادة رقم 48 من قانون 354 / 1954، والقانون رقم 14 لسنة 1968تعديل المادة 48 من القانون السابق وعلي القرار الجمهوري رقم 449 لسنة 1966 بتنظيم وزارة الثقافة لأرقام الإيداع وجاء في هذا التعديل: » يلتزم بالتضامن مؤلفو وناشرو وطابعو المصنفات التي تعد للنشر عن طريق نسخ منه في مصر علي أن يودعوا علي نفقتهم عشرة نسخ من المصنفات المذكورة بالمركز الرئيسي لدار الكتب للانتفاع بها في أغراض الدار، وذلك قبل توزيع المصنفات مباشرة» وهذه المادة لم يطرأ عليها تعديلات، في القوانين اللاحقة. وقد أعطت دار الكتب في عام 1970، أرقام إيداع لأعمال نجيب محفوظ التي صدرت في الفترة من 1939 وحتي 1967، وهذه الأعمال - حسب أرشيف فهرسة دار الكتب هي: خان الخليلي، عبث الأقدار، دنيا الله، بداية ونهاية، قصر الشوق، السراب، ميرامار، زقاق المدق، خان الخليلي، بداية ونهاية، بين القصرين، ميرامار، السراب، اللص والكلاب، حب فوق هضبة الهرم، السراب، كفاح طيبة. ثم توالت إبداعاته التي تحصل علي أرقام إيداع بشكل سنوي، حتي بعد وفاته، وإن كان آخر عمل إبداعي هو »أحلام فترة النقاهة» برقم الإيداع 17668 والناشر دار الشروق في عام 2015. وتحتفظ الدار بطبعتين لأعماله الكاملة، واحدة تعود لسنة 1990 وهي اقتناء وبدون رقم إيداع، حيث إن الناشر هو مكتبة لبنان، وهي لا تخضع لقرارات رقم الإيداع في مصر، وهي محفوظة في دار الكتب تحت عنوان »المؤلفات الكاملة»، في حين تعود الطبعة الأخري لعام 2006، والناشر هنا مصري هو دار الشروق، لذا تحمل هذه الطبعة أرقام إيداع. المؤلفات الكاملة لنجيب محفوظ الصادرة في 1990، تتكون من خمسة مجلدات، كالتالي: المجلد الأول يضم الأعمال التالية: همس الجنون، كفاح طيبة، عبث الأقدار، القاهرة الجديدة، رادوبيس، خان الخليلي، زقاق المدق، في حين يحوي المجلد الثاني: السراب، بداية ونهاية، بين القصرين، قصر الشوق، السكرية، والمجلد الثالث: اللص والكلاب، بيت سيئ السمعة، السمان والخريف، الشحاذ، دنيا الله، ثرثرة فوق النيل، الطريق، ميرامار، خمارة القط الأسود، والمجلد الرابع يحوي 11 عملا دفعة واحدة: تحت المظلة، الجريمة، حكاية بلا بداية ولا نهاية، الكرنك، شهر العسل، حكايات حارتنا، المرايا، قلب الليل، الحب تحت المطر، حضرة المحترم، ملحمة الحرافيش، و يضم المجلد الأخير هذه الأعمال: الحب فوق هضبة الهرم، الباقي من الزمن ساعة، في حين أن الأعمال الكاملة من دار الشروق تقع في عشر مجلدات وتحمل أرقام إيداع مسلسلة، أي أن هذه الأعمال أودعت جميعها في يوم واحد، وهي مختلفة في ترتيب الأعمال عن الطبعة البيروتية، إذ يضم المجلد الأول: همس الجنون، عبث الأقدار، رادوبيس، كفاح طيبة، القاهرة الجديدة، المجلد الثاني: خان الخليلي، زقاق المدق، السراب، بداية ونهاية، الثالث: بين القصرين، قصر الشوق، السكرية، الرابع: اللص والكلاب، السمان والخريف، دنيا الله، الطريق، بيت سيئ السمعة، الخامس: ميرامار، أولاد حارتنا، خمارة القط ألأسود، تحت المظلة، السادس: حكاية بلا بداية ولا نهاية، شهر العسل، المرايا، الحب تحت المطر، السابع:حكايات حارتنا، قلب الليل، حضرة المحترم، الحرافيش، الثامن: الحب فوق هضبة الهرم، الشيطان يعظ، عصر الحب، أفراح القبة، التاسع: رأيت فيما يري النائم، الباقي من الزمن ساعة، أمام العرش، العاشر: صباح الورد، قشتمر، الفجر الكاذب، أصداء السيرة الذاتية. ويظل وضع »أولاد حارتنا» مختلفا، حيث أشعلت معركة علي المستوي الرسمي بين جهات الدولة المختلفة، بعد نشرها مسلسلة في جريدة الأهرام في الفترة من 21 سبتمبر 1959 إلي 25 ديسمبر 1959، مما دفع محفوظ إلي عدم نشرها في مصر، وطبعت بالفعل في دار الآدب ببيروت 1966، ولم تصدر أول طبعة مصرية لها إلا في 2006 عن دار الشروق، إلا أن مستندات الدار تشير إلي أنها اقتنت طبعة دار الآداب ببيروت عام 1986، وأصبحت ضمن مقتنياتها، التي يُسمح بقراءاتها، أي أن الدار وفرت الرواية بشكل رسمي قبل أن تصدر مطبوعة وبرقم إيداع مصري، بفارق زمني 20 عاما، وقد تأكدنا من وجود هذه الطبعة بالفعل في هذا التاريخ، عندما سألنا عنها د.هشام عزمي رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية. وإذا كان آخر عمل إبداعي قد أعيد طبعه وحصل علي رقم إيداع جديد هو »أحلام فترة النقاهة» في 2015، فإن الكتب التي تتناول أعماله مستمرة حتي هذا العام، وآخرها كتاب »سيرة الرواية المحرمة» لمحمد شعير، وسبقه في 2017: »الرمزية في الرواية المصرية بعد نجيب محفوظ» محمد عبد الرحمن مصطفي.