إذا أصابك هم أو شدة، ووجدت أنك يوما في أزمة، فاعلم بأنك تحتاج إلي معية، يعني يكون معك بلطفه ونصره رب البرية، وهذا يحدث إن كان فيك وصف شريف، وأظهرت لربك أنك ضعيف، فإذا لم يكن فيك هذا الوصف، فكن في معية كامل الأوصاف، الذي لا تفارقه معية ربه وانظر كم سيأتيك من ألطاف، ويمكنك الدخول إلي معيته، ولو بالصلاة والسلام علي حضرته... أرأيت كيف شملت أبا بكرٍ الرعاية، عندما كان معه ودخل في الحماية : (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنودٍ لم تروها). لا تظن أن قربك من الله يكون بالعبادات أو الشعائر وحدهم، بل القرب الأكبر يكون بمدي خدمتك للناس ونفعك لهم، ولو كان بمجرد جبر خاطرهم بإدخال السرور علي قلوبهم... ساعتها تعرف حقيقة أنك محبوب عند ربهم... قال نبينا : »أحب الناس إلي الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا». إذا أحب حبيبك مكانا تري روحك تحن إليه، لا للمكان ولكن لوجود المحبوب فيه، فالمحب دائما يبحث عن الحب حيث كان فيقبل عليه، ويعتقد أن محبوبه هناك وسيكون بين يديه... فيهدأ لأن حبيبه هو: وطنه، وسكنه، وهواؤه، ونوره، بل روحه، التي يحيا بها في دنياه وآخرته... قال : »اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد».