أيمن دجيش صاحب مسيرة مشرفة في الملاعب المصرية والعربية والعالمية نجح في تسطير اسمه بحروف من نور في تاريخ اللعبة فهو واحد من حكمين فقط في تاريخ التحكيم المصري حملوا الشارة الدولية لأكثر من ثلاث عشر عاما متصلة. ادار خلالها أكثر من مائة وعشرين مباراة دولية، ونال خلالها ألقاباً عديدة، لكنه لم يكن يحلم يوما بأن يصبح عميدا للحكام في افريقيا والعرب، وليس هذا فقط ولكن بات من بين أصحاب الأرقام القياسية عالميا، بعد أن أصبح ضمن ثمانية فقط علي مستوي العالم مازالوا حكاما في الملاعب رغم تخطيهم سن الخامسة والأربعين. أيمن دجيش فتح قلبه ل«أخبار الرياضة» ويقلب الطاولة علي عصام عبدالفتاح رئيس لجنة الحكام. بداية.. حدثنا عن حكايتك؟ - بدأت حياتي الرياضية كلاعب ألعاب قوي ولكن عشقي لكرة القدم كان أقوي وبدأت ممارسة اللعبة في أحد الأندية الصغيرة وتحديداً في فريق الماظة وكنت أعشق الكرة ولم أجد فرصة للانتقال لأحد الفرق الكبري حيث لم يكن هناك احتراف بالشكل الحالي. هل أجبرت علي الاعتزال وكيف تقبلت القرار؟ - بالتأكيد أجبرت علي تقديم اعتزالي للتحكيم رغم امتلاكي المؤهلات الفنية والبدنية للاستمرار في الكرة المصرية لسنوات وعندما علمت بعدم وجودي في مباريات الدوري قررت انهاء مسيرتي وقمت بتسجيل فيديو واعلنت فيه اعتزالي قبل إنطلاق الدوري بأيام من المتسبب في اتخاذ قرار اعتزالك؟. - اعتقد بما لايضع مجالا للشك بأن عصام عبدالفتاح رئيس لجنة الحكام وراء اعتزالي بحجة السن في حين ان لوائح الاتحاد الدولي تقضي بالسماح للحكم في ظل تمتعه بالقدرة علي ادارة المباريات بالرغم من تأكيد رئيس لجنة الحكام في أكثر من لقاء جمعني به قبل انطلاق الدوري بأنني مستمر ولاتوجد لديه نية في استبعادي. هل تشعر بالظلم تجاه لجنة الحكام؟ - نعم تم خداعي وتعرضت للظلم من لجنة الحكام فبدلا من تكريمي من أسرة التحكيم يتم الإستغناء عني رغم ما قدمته لعصام عبدالفتاح واللجنة فبشهادة الجميع كنت أحد الحكام التي أعادت للتحكيم المصري هيبته من خلال ادارة مباراة الديربي بين الأهلي والزمالك بعد غياب دام ال18 سنة بخلاف اسناد أصعب المباريات لأيمن دجيش مثل مباراة نهائي كأس مصر والذي فاز الزمالك به والأهلي والإسماعيلي والزمالك والإسماعيلي في الدور الثاني من الموسم الماضي. لماذا لم تتقدم بشكوي للاتحاد أو الفيفا؟ - لم ولن أقدم اية شكوي في أية جهة سواء محلية أو دولية فشخصيتي تمنعني من العودة في قرار قد اتخذته رغم احقيتي في العودة واحب ان أذكر عصام عبدالفتاح بأنني كنت السبب الرئيسي في نجاحه في لجنة الحكام وعلي عكس مايردده بانه قدم لي المساعدة واترك الحكم للناس فإذا لم اكن حكم جيدا وقادرا علي ادارة أصعب المباريات فلماذا قام باسنادها لي. علاقات طيبة هل هناك خلافات سابقة مع أعضاء اللجنة؟ - لا بالعكس فانا اتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع في اتحاد الكرة أو لجنة الحكام وتقييم الحكام يخضع للأهواء الشخصية وليس وفقا للوائح الدولية واتعجب من طريقة ادارة لجنة الحكام برئاسة عبدالفتاح ومن المفترض ان أكون في القائمة الدولية ولأسباب لا أعلمها لم أتواجد والاستناد الي تخطي السن بالنسبة لي هو كلام مغلوط تماما. ما الكلمة التي تحب ان توجهها للجنة الحكام؟ - اتمني التوفيق للجميع بمن فيهم رئيس لجنة الحكام ولست ممن الشخصيات المغرضة التي تلجأ للتشويه والتهكم عليهم فحديثي يعود لأن لي حقاً ولم ادع علي أحد. ماذا بعد الاعتزال؟ - لم أحدد وجهتي المستقبلية سواء في الإعلام الرياضي من خلال التحليل أو الانتقال إلي مجال الإدارة حيث امتلك خبرات واسعة في هذا المجال فقد كنت خريج كلية التربية. كيف اتخذت قرار التحكيم؟ وهل لوالدك تأثير في دخول هذا المجال؟ - والدي دجيش عبدالله كان أحد لاعبي ألعاب القوي السابقين وحكم دولي معروف في ألعاب القوي، وكان لديه إصرار علي دخولي نفس المجال وسافرت معه الي احد الدول العربية ولكن فضلت كرة القدم وبعدها ممارسة التحكيم. موفق في مشواري لماذا فضلت الراية؟ - حينما بدأت مشوار التحكيم نصحني الكثيرون في اختيار حكم الساحة وكانوا يرون بأني امتلك المؤهلات البدنية والذهنية لذلك ولكني فضلت مجال حكم الراية لان حكم الصفارة في ذلك الوقت لم يكن ممهدا لظهور حكام جدد والحمد لله كنت موفقاً خلال مشواري. ما وظيفتك الرئيسية؟ - أنا موظف حكومي في احد الإدارات في وزارة النقل واعتز بوظيفتي جدا واشكرهم علي مساعدتي خلال مشواري التحكيمي وتقديرهم لظروف التحكيم. هل أنت راض عن مسيرتك التحكيمية؟ - بالطبع راض تمام واعتقد بأنني حكم الراية الوحيد في مصر كأكثر استمرارية لمدة 13 سنة منذ حصولي علي الشارة الدولية وايضا الذي عاصر ثلاثة أجيال للتحكيم من ناصر عباس واحمد عودة وعصام عبدالفتاح وريشة ثم جيل فهيم عمر وسمير عثمان ومحمد فاروق وياسر عبدالرؤوف ثم شاركت مع جهاد جريشة ومحمود عاشور. متي حصلت علي الشارة الدولية؟ وما هو شعورك وقتها؟ - بدأت ممارسة التحكيم فعليا عام 1993 كحكم درجة ثالثة وفي 1997 درجة ثانية ودرجة أولي ثم في 2001 صعدت للمشاركة في الدوري الممتاز حتي نجحت في 2000 الانضمام الي القائمة الدولية في 2005 وشعرت بأنني علي الطريق الصحيح منذ أختيار في اليوم الأول لحكم الراية. كم عدد البطولات التي شاركت فيها؟ - شاركت طوال مسيرتي في أكبر البطولات القارية والعالمية ومنها بطولة كأس العالم للشباب في 2011 ودوري ابطال افريقيا ودورة الصداقة الدولية وبطولتي الدوري الممتاز وكأس مصر بالاضافة الي نهائي كأس السوبر المصري 3 مرات علي التوالي و12 مبارة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم حيث شاركت في اكثر من 120 مباراة دولية. هل تؤثر البرامج المختصة بتحليل اداء الحكام سلبا ام ايجابا؟ وكيف كنت تتعامل معها؟ - من وجهة نظري اذا كان التحليل موضوع ويتطرق للنواحي الفنية في بعض الألعاب لايضير الحكام في شيء وعن تجربة شخصية كنت انتقد نفسي بشكل كبير وأقوم بجلد الذات وكنت لا انتظر التحليل في لعبة خاطئة.