حفر 5 آلاف بئر في المرحلة الأولي.. و11.5 % من المساحة تعتمد علي المياه السطحية المياه التحدي الأكبر والطاقة الشمسية أساس التشغيل قبل أقل من ثلاث سنوات، وتحديدا يوم 30 ديسمبر 2015، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي من الفرافرة إشارة البدء في مشروع المليون ونصف المليون فدان باعتباره أحد المشروعات القومية العملاقة التي تولي الدولة له أهمية خاصة نحو استعادة مكانة مصر كدولة زراعية كبري وتحقيق الإكتفاء الذاتي لمصر من عدد كبير من المحاصيل. المشروع هو نموذج حي للريف المصري الحديث، بحيث تكون نواته سلسلة من القري النموذجية تعالج مشكلات الماضي وتستثمر مقومات الحاضر، وتتم إقامتها وفق خطط ودراسات علمية، بحيث تشكل في مجموعها مجتمعات عمرانية متكاملة، تضم إلي جانب النشاط الزراعي الصناعات المرتبطة بالزراعة مثل المنتجات الغذائية والتعبئة والتغليف وإنتاج الزيوت ومشروعات الاستزراع السمكي وغيرها، بالإضافة إلي توفير الوحدات السكنية وجميع المرافق اللازمة، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، لإقامة مجتمع سكني متكامل جاذب للسكان. يستهدف المشروع زيادة الرقعة الزراعية من 8 ملايين فدان إلي 9.5 مليون فدان بنسبة زيادة 20 %، فضلا عن توسيع الحيز العمراني واستيعاب النمو الطبيعي للسكان بإنشاء مجتمعات عمرانية عصرية متكاملة مما يساهم في زيادة المساحة المأهولة بالسكان في مصر من 6 % إلي 10 %، وتعظيم الاستفادة من موارد مصر من المياه الجوفية، وزراعة المحاصيل الاقتصادية التي تدر عائداً مالياً كبيراً وتساهم في سد الفجوة الغذائية، كما يستهدف المشروع إقامة العديد من الصناعات المرتبطة بالنشاط الزراعي والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية بهدف التصدير، وزيادة صادرات مصر من المحاصيل الزراعية إلي 10 ملايين طن سنوياً، بالإضافة إلي تقديم أفكار غير نمطية لتوظيف الشباب من خلال ما يزيد عن 25 ألف فرصة عمل. مساحات واسعة يغطي المشروع مساحات واسعة من الجمهورية، خاصة الصعيد وجنوب الوادي وسيناء والدلتا، حيث وقع الاختيار علي مناطق في ثماني محافظات هي قنا، أسوان، المنيا، الوادي الجديد، مطروح، جنوبسيناء، الإسماعيلية، وتم اختيار تلك المناطق بعد دراسات متعمقة، بحيث تكون قريبة من المناطق الحضرية وخطوط الاتصال بين المحافظات وشبكة الطرق القومية والكهربائية، حتي يتسني لوزارة الإسكان سرعة إقامة المناطق العمرانية، وتوفير الخدمات والبنية الأساسية لهذه المناطق، فضلا عن توافر مصادر المياه بها سواء الجوفية أو النيلية. الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بتدشين المرحلة الأولي للمشروع من واحة الفرافرة وتحديداً من »سهل بركة»، ويشمل المشروع في تلك المنطقة استصلاح وتنمية 10 آلاف فدان تم إعدادها تماماً للزراعة وتركيب أجهزة الري المحوري »40 بيفوت»، كما تم الانتهاء من تسوية الأرض بالليزر وتسميدها، كما تم حفر 40 بئرا جوفيا في وقت قياسي باستخدام أحدث الحفارات في العالم التي دبرتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع حفارات الشركات المدنية وشركات قطاع البترول، كما تم إنشاء قريتين زراعيتين وأخري خدمية ومناطق صناعية، ومن المخطط أن تستوعب تلك القري من 10 إلي 15 ألف نسمة، كما تم تنفيذ 2000 بيت ريفي مساحته 200 متر مربع، وتوفير السكن للعاملين بالمنشآت الإدارية والخدمية مثل الأطباء ورجال الشرطة والمعلمين بإجمالي 40 عمارة تضم 480 وحدة سكنية. كما تم إنشاء العديد من المنشآت الخدمية التي تخدم المزارع من حضانات ومدارس ووحدات صحية وقسم شرطة وحماية مدنية ووحدة بيطرية وبنك زراعي ومكتب بريد ومجلس قروي واجتماعي ومبني ورش يدوية للفتيات و9 مساجد، بالإضافة إلي زراعة 7500 فدان بالفرافرة منها 1500 فدان قمح و6000 شعير، كنواة للمشروع لسد الفجوة في محاصيل الحبوب والأعلاف وفحص حالة الزراعات الموجودة حيث توجد زراعات بينية تروي بالتنقيط عبارة عن أشجار زيتون وأشجار موالح، وتم تحميل الزراعات البينية لمحصول البصل وبعض محاصيل الخضر، إضافة إلي زراعة مصدات رياح حول المنطقة من أشجار الجازورين لحماية الزراعات من أخطار الرياح والرمال. ثلاث مراحل تم تقسيم المشروع إلي ثلاث مراحل، بحيث تضم المرحلة الأولي 9 مناطق بإجمالي مساحات 500 ألف فدان، علي أن يكون مصدر الري هو المياه الجوفية، وهي الفرافرة القديمة 30 ألف فدان، والفرافرة الجديدة 20 ألف فدان، امتداد الداخلة 20 ألف فدان، ومنطقة المغرة 135 ألف فدان، والمناطق التي تروي سطحياً وهي 3.5 ألف فدان بقرية الآمل، 168 ألف فدان بتوشكي منها 143 ألف فدان ريا سطحياً و25 ألف ري آبار بالإضافة إلي منطقة غرب المراشدة وتروي سطحياً بمساحة 25.5 ألف فدان، و18 ألف فدان بنفس المنطقة، وغرب المنيا 80 ألف فدان تروي بالمياه الجوفية، بالإضافة إلي بعض المساحات التي ستتم زراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية. أما المرحلة الثانية فتضم 9 مناطق بمساحات 490 ألف فدان تروي بالمياه الجوفية وهي منطقة الفرافرة القديمة 120 ألف فدان، والفرافرة الجديدة 20 ألف فدان، وامتداد الداخلة 30 ألف فدان، ومنطقة غرب كوم امبو 25 ألف فدان، والمغرة 35 ألف فدان، وغرب المنيا 140 ألف فدان، وجنوب شرق المنخفض 90 ألف فدان، وشرق سيوة 30 ألف فدان، أما المرحلة الثالثة فستكون بإجمالي مساحات 510 آلاف فدان، في 5 مناطق تروي بالمياه الجوفية وتضم الفرافرة القديمة 40 ألف فدان، امتداد جنوب شرق المنخفض 50 ألف فدان، منطقة الطور بجنوبسيناء 20 ألف فدان، وغرب المنيا 250 ألف فدان، ومنطقة غرب 2 بمساحة 150 ألف فدان. تحدي المياه المورد المائي هو التحدي الأكبر في المشروع، حيث إن أغلب مناطق المشروع ستعتمد في زراعتها علي المياه الجوفية، حيث أكدت الدراسات توافر المخزون الجوفي من المياه في جميع مناطق المشروع بشكل كبير ومتجدد، كما أعدت وزارة الموارد المائية والري برنامجاً آلياً للتحكم في تشغيل الآبار وتركيب عدادات لمراقبة رفع المياه من الآبار حتي لا يتم استنزاف المخزون. ومن المخطط حفر 13 ألفا و225 بئراً جوفية في إطار المشروع القومي لاستصلاح 4 ملايين فدان، وأن العدد الإجمالي للآبار اللازمة للوفاء بالاحتياجات المائية للمرحلة الأولي للمشروع »1.5 مليون فدان» تبلغ 5000 بئر، كما تم من خلال وزارة الري حصر 14 موقعا ضمن المشروع تعتمد علي المياه الجوفية، و3 مواقع تعتمد علي المياه السطحية، وبذلك تكون نسبة المساحة التي ستعتمد علي المياه الجوفية 88.5 % بينما تعتمد 11.5 % من المساحة علي المياه السطحية. كما أنه سيتم الاعتماد علي الطاقة الشمسية كأحد موارد الطاقة المتجددة النظيفة في تشغيل المشروع حيث تم عمل دراسات متطورة علي خصائص التربة والأرض التي ستتم زراعتها وتحديد التركيب المحصولي الأنسب لها، حيث إنه من المقرر أن يتم زراعة محاصيل استراتيجية كالقمح والذرة الصفراء، وأخري تصديرية مثل البصل والفول السوداني والبازلاء والنخيل والنباتات الطبية، بالإضافة إلي زراعة محاصيل تصنيعية مثل بنجر السكر وعباد الشمس وفول الصويا والتين والجوافة، كما تتم زراعة محاصيل العنب والبطاطس والطماطم والشمام والفاصوليا. شروط الحصول تمنح الأرض لمجموعة من الشباب لا تقل عن 10 أفراد ولا تزيد علي 23، علي أن يقوموا بتكوين شركة تتعاقد مع الريف المصري، ولا يقل عمر المتقدم عن 21 عامًا من تاريخ تقديم طلب التخصيص، وأن يكون المتقدم شابا مصريا لأبوين مصريين وصحيفة الحالة الجنائية الخاصة به نظيفة، أن يكون المسئول عن الإدارة حاصلا علي مؤهل متوسط علي الأقل. وتم الإعلان عن الطرح الأول للمشروع في شهر أكتوبر 2016، لمساحة 100 فدان لصغار المزارعين تمثل نحو 350 قطعة تقدم لها 5700 شاب، وجري إجراء القرعة العلنية للمرحلة الأولي مارس 2017 حيث تم تجهيز نظم الري للأراضي المخصصة لصغار المزارعين والشباب، علي أن يكون السداد علي سنتين وفترة سماح 6 أشهر مع دفع مقدم 10%، وطريقة السداد بالتقسيط بفائدة 5% متناقصة، وتراوح سعر الفدان من 18 ألف جنيه إلي 25 ألف جنيه حسب المنطقة في المرحلة الأولي. كما تم الإعلان عن الطرح الثاني من المشروع وطرح كراسات الشروط في يناير 2018، بمنطقة غرب غرب المنيا، وكانت المساحة المطروحة 43 ألف فدان تمثل 180 قطعة أرض.