«آمر وأنا نغامر حبيبى عليك نخاطر، حبك مسهرنى وانتا اللى فى الخاطر».. أحدثت هذه الكلمات دوى زلزال غنائى ضرب ضفاف النيل، بالتزامن مع إطلاق نجم الأغنية المغربية الدوزى لأجدد أغانيه المصورة «آمر» فى حضرة الجمهور المصري، فى أولى زياراته الرسمية للقاهرة، زيارة امتزجت بتيمة «المفاجأة» و»طول الاشتياق» يقتحم بها السوق المصرية بعد تربعه على عرش المجال الغنائى فى بلاد المغرب، ليقرر عبرها تجاوز حدود الشمال الأفريقى وصولًا إلى «أم الدنيا»، ومنها يحقق انتشارًا واسع المدى فى ربوع العالم العربى من أكبر منصات الفن والموسيقى عربيًا، إطلالة خاطفة وقع خلالها عقد تعاون فنى مع المنتج الموسيقى الكبير محسن جابر، الذى يتبنى تصدير «هوس الدوزى المغربي» للمصريين. «السوق المصري» «انطلاقة جديدة»، هكذا اختزل عبد الحفيظ الدوزى خطوته الفنية الجديدة فى مشوراه الممتد لأكثر من عقدين من الزمن فى دهاليز الموسيقى، نقلة نوعية إن جاز وصفها بذلك من حيث حدود الجماهيرية التى حاز هو على نصيب الأسد منها فى المغرب العربى وصولًا لأوروبا، نقلة لجمهور وشهرة أكبر، يرتمى بها إلى أحضان الجمهور المصرى الذى وصفه بكلمتى «ذواق وتحدي»، متذوق بطبعه للفن وعاشق للموسيقى وصانع لنجوم كثر، وتحدى لما يمثله من مغامرة من حيث إثبات الذات، ليختار الدوزى منصة «مزيكا» لتكون وسيلته للانتشار بالداخل المصري، ومنها للشرق الأوسط، وكانت «بداية التعاون مبشرة جدًا» بالكشف عن أول كليبات الدوزى لعام 2018، والذى حمل به لقب أول فيديو كليب عربى «وان شوت»، حيث تم تصوير كافة دقايق الكليب الأربعة والنصف بتقنية «المشهد الواحد»، بحيث تخطفك الأغنية منذ بدايتها مع الكاميرا كمشهد واحد مطول يستمر على مدار يوم كامل فى حياة الدوزي، وتم تصويره فى تركيا، وتم العمل على الفكرة والإخراج على مدار أكثر من 3 أشهر متواصلة بإنتاج فنى ضخم يعد الأكبر من نوعه عربيًا من حيث «عالم الكليبات»، وأعاد خلال الأغنية تعاونه الثنائى الناجح مع الموزع الموسيقى جلال الحمداوي، صانع شهرة «المعلم» سعد لمجرد، بأغنيته الأشهر «لمعلم»، وتأتى بعد عام بالتمام عن آخر أغانيهما «مينا»، واختزل رده على فكرة «التأخير فى دخول السوق المصري» بالمثل المغربى المعروف: «كل تعطيله فيها خير»، وكان ينتظر الفرصة المناسبة حتى أتت فى وقتها المناسب. «عرش المغرب» الدوزى تمكن منذ أيام قليلة من التربع «حرفيًا» على عرش الأغنية المغربية والحصول على لقب «الكينج» بتحقيق حضور تاريخى لحفلته الغنائية فى مهرجان «موازين»، كسر حاجز ال100 ألف متفرج، مكتسحًا بها كافة النجوم العرب بالمهرجان، على رأسهم أحلام ونانسى عجرم وكاظم الساهر وصابر الرباعى وغيرهم، فى سابقة لم تحدث فى الكرنفال الأكبر على المستوى العربي، لينقذ به «المهرجان العظيم» من شبح حملات المقاطعة التى أثرت بشكل كبير على الإقبال الجماهيرى لكافة الفنانين المشاركين «ماعدا هو»، وراهن على «حب الجمهور يكسب» بقوله «عندى ثقة فى جمهوري» وذلك ما تحقق بالفعل فى الحفلة التى سميت ب»التاريخية»، كما كرر نفس السيناريو ونفس اللقب بعد «موازين» بزلزال مدوى ضرب الجنوب المغربى إبان كسره نفس الرقم من حيث الحضور بمهرجان «تيميتار» للموسيقى الأمازيغية والعالمية فى مدينة أغادير الساحلية. «انتعاشة الأفضل» هيمنة على أرض الواقع أتبعت وضعه مسك الختام على رحلته الغنائية للعام المنصرم بحصوله على لقب «أفضل مطرب مغربي» مرتين فى نفس السنة، أولاهما جائزة «الموروكان ميوزيك أوورد» على المستوى المغربي، والأخرى بالمنظور العالمى مع جائزة «الداف باما» الألمانية، كما تأتى هذه «الدخلة المصرية» و»الخطفة الكرنفالية» ضمن انتعاشة فنية يعيشها الدوزى لهذا العام بعد تقديمه مؤخرًا الأغنية الدعائية الرسمية لمونديال كأس العالم «ألوان» مع النجم العالمى جيسون ديرولو، ويبدو أن هذا الانتعاش سيصل إلى ذروته فى موسم الصيف الجاري، بعد اقتحامه السوق المصري، حيث يحضر فى جعبته عدة أغانى منفردة تتبع «آمر»، يتم إطلاقها فرادى قريبًا، مع تحضيره لجولته الغنائية الصيفية. «السنجل يكسب» فى حوزة الدوزى أكثر من 15 ألبومًا، نتاج مسيرة امتدت 25 سنة تقريبًا منذ بدايته الغناء فى سن الطفولة، وعشرات الأغانى التى ظهرت للنور وصل بعضها إلى قمة النجاح والانتشار، حفر اسمه بحروف من ذهب بأغنيات «أول حب» و«مينا» و«ميرياما» و»حبيب القلب»، ورغم «زحمة الألبومات» تلك إلا أنه اعترف بكون عصر السوشيال ميديا حاليًا يحمل فى جعبته حالة «الريتم السريع» ومطالب دومًا بالتجديد والسرعة والتنوع، وأصبح التركيز حاليًا على نجاح «الهيت» أو الأغنية الضاربة أكثر منها فكرة ألبوم غنائى كامل، وهو ما تختصره كلمتى «السنجل يكسب»، فدومًا يصب الاهتمام فى أى ألبوم على نجاح أغنية أو أثنتين فقط فى حين لا ينال بقيتها النجاح المطلوب، رغم كون صناعة الألبوم الكامل تستهلك وقتًا طويلًا وإنتاجًا سخيًا ولم يعد مردوده مرضى كفاية مثل النجاح اللحظى للأغنية المنفردة، وهو ما يفضله الدوزى فى الوقت الحالي، فمنذ آخر ألبوماته منذ 5 سنوات، قرر مفاجأة الجمهور كل فترة بكليب أغنية جديد، بحيث تأخذ حقها فى الانتشار وحيز المشاهدات، وذلك ما سيتبعه أيضًا الفترة المقبلة خلال تعاونه مع موسيقى. «نجم الجيل الأسطورة» ومادام اقتحم الدوزى السوق المصرى فكان بديهيًا سؤاله عن ماهية النجوم المصريين المفضلين لديه ومن يمكن أن يقوم بعمل ديو غنائى معه، فكانت اللائحة طويلة، ركز خلالها على حبه الكبير لنجم الجيل تامر حسني، الذى وصفه بالصديق والفنان المفضل له، مع إبداء إعجابه الكبير للنجمة شيرين عبد الوهاب، منوهًا أنه يتمنى عمل ديو مصرى قريبًا، وان الفيصل الأخير فى القرار هو أن يكون هناك «عامل مشترك» فى التيمة الموسيقية بينه وبين النجم الآخر، أما من الناحية الفنية عامة، فكشف الدوزى عن كونه من المعجبين المخلصين للأسطورة محمد رمضان، راويًا قصة لقائه معه للمرة الأولى منذ سنوات ما قبل شهرة الأخير، فى بدايات مشواره التمثيلي، بصدفة تعريف صديقه عبد الفتاح الجرينى لمحمد رمضان خلال زيارته للدار البيضاء، مبديًا إعجابه الشديد بشخصيته آنذاك وتواضعه وما لمسه من «طموح» فى كلامه وسعيه لتحقيق النجاح وأن يصبح «النمبر وان»، وهو ما تحقق بالفعل بعد النجاح المدوى لمسلسل الأسطورة بعدها بفترة، مؤكدًا أن جانبه الإنسانى أعجبه قبل حتى احترافيته الفنية فى التمثيل، مضيفًا لسعيه عما قريب لمفاجأة الجمهور العربى بأولى أغانيه ذات اللهجة المصرية.