لا حديث للناس هذه الأيام داخل كل بيت مصري إلا عن الاستعداد الغذائى للشهر الكريم، وتخصيص ميزانية خاصة عن باقى شهور السنة، رغم أنه شهر للصوم والعبادة، لكن العادات الإستهلاكية وهوس شراء السلع الغذائية مازال هو سيد الموقف في هذا الشهر الكريم. حرصنا على تقديم بعض النصائح المهمة للمواطنين قبل شراء الدواجن واللحوم والتفرقة بين البلدي والمستورد، الصالحة منها والفاسدة وكذلك لحوم الحمير من الدكتور شيرين زكي رئيس لجنتي المتابعة الميدانية وسلامة الغذاء بالنقابة العامة للأطباء البيطريين التي احدثت جدلا في الفترة الأخيرة بعد ضبطها العديد من اللحوم والدواجن الفاسدة بعدد من المطاعم الشهيرة. في البداية قالت الدكتورة شيرين بحزن، انها وزملائها يتعرضون ل 4عقبات اثناء قيامهم بالحملات اولها قلة عدد الأطباء موضحة أنه في إدارة تفتيش الجيزة مثلا لا يوجد الا 15 طبيبا فقط وهذا يعني ان هناك اماكن لم يتم مداهمتها رغم وجود العديد من المخالفات واللحوم الفاسدة بداخلها. العقبة الثانية تتمثل في قلة عدد السيارات المتاحة للاطباء الذين يقومون بهذه الحملات، وذلك نظرا لوجود كميات كبيرة من المضبوطات تفوق قدرة السيارة الواحدة مثلما حدث من قبل معها بمنطقة فيصل بالجيزة بعد ضبطها اطنان هائلة من اللحوم الفاسدة بأحد المطاعم الشهيرة. وتوضح الدكتورة شيرين ان العقبة الثالثة تتمثل في قلة عدد افراد الحماية المرافقة للحملات، فأحيانا نتعرض للاعتداء والإهانة، وحدث معي هذا شخصيا اكثر من مرة. واخيرا الحرب الشرسة التى يواجهها الطبيب عقب الضبطيات على المطاعم الشهير وسلاسل الأسواق الكبرى من قبل أصحابها من أجل إنهاء الأمر دون تحرير محضر. • كيف نعرف اللحوم السليمة من الفاسدة؟! الفرق سهل – والكلام على لسان الدكتورة شيرين - ولكن يحتاج تركيز بعض الشئ، الجزار يعرف ما اذا كان هذا اللحم جيدا أم فاسدا وذلك من خلال 4 اشياء، أولا: من حيث اللون تكون اللحوم السليمة لونها أحمر فاتح وتميل قليلا الى اللون الوردي, أما بالنسبة للحوم الفاسدة فيكون لونها مائلا للسواد قليلا، ثانيا: من حيث الرائحة , تكون رائحة اللحوم السليمة طبيعية، أما اللحوم الفاسدة فتكون رائحتها نفاذة كريهة وخاصة عند الطهي، ويتغير لونها الى اللون الأخضر أواللون القاتم، ثالثا: الملمس, ربما يعرف القليل منا عن اللون والرائحة، ولكن معظمنا يجهل كيفية ملمسها, فاللحوم السليمة تكون انسجتها متماسكة عند الضغط عليها، ولا تترك أي أثر على يدك, بينما اللحوم الفاسدة بمجرد الضغط عليها تفرز وتخرج الكثير من المياه والدماء، ويكون ملمسها مثل الصابون في لزوجته، رابعا: الختم وهو من اهم شروط الصلاحية, فاللحوم السليمة صغيرة السن تكون مختومة بختم مستطيل، أما اللحوم الكبيرة في السن يكون عليها ختم مثلث مكتوب عليه 4 بيانات وهي: نوع اللحمة، واسم المجزر، واسم المحافظة، وتاريخ الذبح, بينما اللحوم الفاسدة لا تكون مختومة، علاوة على أنه عند الطهي تستغرق اللحوم الفاسدة وقتا طويلا تصل الى ساعتين عن اللحوم السليمة. ويجب التنوية ايضا بالنسبة للكبدة البلدي السليمة الغشاء المحيط بها يصعب نزعه بينما الكبدة المجمدة تحت الماء تنزل المياه منها مصحوبة بالدماء ويتغير لونها ليصبح باهت جدا. وللاسف مع غلاء الأسعار تحظي اللحوم المستوردة بأنواعها المختلفة بشعبية كبيرة بين المواطنين وبالأخص طبقة البسطاء لإنخفاض أسعارها. ... هل تتشابه لحوم الحمير مع لحوم الماشية؟! للاسف الجميع يسير وراء الظاهرة ولا يعرف اسبابها والان أوضح للجميع أن سبب انتشار لحوم الحمير في جميع محافظات مصر خلال الفترة الماضية هي أن جلود الحمير يتم تصديرها للصين لدخولها في صناعة مستحضرات التجميل والأدوية، وهذا السبب أدى الى وجود سوق سوداء للحمير في مصر. الفرق الاساسي بين لحم الحمير ولحم الماشية في اللون والدهون ،لحوم الأبقار تتميز بلونها الأحمر الزاهي، كذلك الدهن الأصفر المميز، أما اللحم الجاموسي فلونه أحمر مائل للبني (أحمر قاتم) ودهنه أبيض. ولكن لحوم الحمير لونها بني غامق يميل إلى الزرقة، والدهون قليلة تميل إلى اللون النحاسى. ويمكننا التفرقة بين لحوم الحمير ولحوم الابقار بشكل عام عند النظر إليها نجد ان ألياف لحوم الحمير يوجد بها بقع زرقاء، كما تظهر بقع زيتية دهنية منفصلة وليست متصلة على سطح الشوربة عند الطهى، كما تتغير رائحة لحوم الحمير حسب تخزينها الا انها عادة ما تكون ذات رائحة مختلفة عن رائحة لحوم المواشى التي عادة ما تكون طيبة مألوفة لحاسة الشم. • كيف يتم التفرقة بين الدواجن السليمة والمجمدة الفاسدة ؟! اولا يجب توخي الحذر عند شراء الدواجن المستوردة المجمدة بضرورة مراجعة تاريخ صلاحية الدجاج المدون على الغلاف وأن يكون الشراء من مكان مضمون ومحفوظة في ثلاجات وذلك لحمايتها من التلف. هناك علامة تعتبرغريبة على الدواجن المجمدة مثل تغير رائحتها أو لونها أوملمسها، هذه العلامات تعبر عن حالات انتهاء صلاحيتها، كما يمكن معرفة الدجاج السليم من الدجاج الفاسد من خلال الرائحة ولزوجة الجلد، بالإضافة إلى وجود كسور في عظام الدجاج يدل على عدم صلاحيته للاستهلاك الآدمي، علاوة على رائحته الكريهة اثناء الطهي، فيجب شراء الدجاج حي قبل عملية الذبح ومن مكان موثوق فيه ونظيف، ويجب فحصه والتأكد من حركته وانه لا يعاني من هزال لونه وشكله طبيعي، ويتمتع بنشاط داخا القفص، ويعتقد الكثير بأن وضع الدجاج في الثلاجة يحافظ عليه من الفساد وهذا غير صحيح, فالحوم تتلف نتيجة تركها فترات طويلة في الثلاجة, لذا من الأفضل طهي الدجاج بمجرد شراءه مباشرة. وفي النهاية أكدت الدكتورة شيرين انه من الضروري مراجعة البرلمان لمنظومة القوانين الحاكمة لهذا القطاع وما يشوبها من قصور فى تغليظ العقوبات، " انا بشتغل بقوانين من منذ عام 1966الذي تنص على ان عقوبة تجهيز وبيع اللحوم الفاسدة سجن عام وغرامة 10 آلاف جنيه لأنها جنحة.. بينما عقوبة المتاجرة بلحوم الأناث من الماشية والخراف قبل تخطيها العامين من عمرها 15 سنة سجنا لأنها جناية" وفقًا لقرار رئاسى سابق بداعى الحفاظ على الثروة الحيوانية".