زالروض العاطر" عندما نشرت فصلا من بين فصوله لم يصدق احد ان هناك كتاب تربية جنسية من تاليف شيخ متخصص في الفقة.. وموجه اساسا الي الوزير ااي اعلي سلطة في تونسب. القراء تعودوا علي أن الجنس.. مشروع خطيئة. لا مكان له في النور والعلن.. بل في كهوف سرية.. وفي علب بيع المتع الرخيصة. الجنس ليس علاقة حرية او.. رحلة في سبيل لذة اربما اقوي لذةب.. يتحرر فيها الجسد وتطير الروح خفيفة. الصدمة هذه المرة لم تتعلق بفكرة سياسية كبيرة مثل الخلافة.يقدمها المهووسون بالتنظيمات الدينية علي انها روشتة الخروج من ازمات الدولة الحديثة. ولا لعبة استخدام جنرالات الملكية العسكرية لفكرة انتظار الناس الغلابة للمعجزة من السماء.. وتحويلها الي غطاء لهزيمة ثقيلة. كتاب التربية الجنسية كان هو الصدمة. ببساطة لأن الجنس هو الوتر الحساس الذي نخفيه تحت اغطية ثقيلة من عادات النفاق الاخلاقي. وهذه عادات ليست خاصة بمجتمعنا الشرقي اكما يروج اصحاب وهم الخصوصية الشرقية ليبرروا كل تخلف علي أنه تمسك بقيم اصيلةب. وليست قواعد دينية. لكنها عادات موروثة من الملكة فيكتوريا. فيكتوريا هي اشهر ملكات بريطانيا. حكمت عندما كان اسلوب الحياة الانجليزي مثل الامريكي الآن هو الموديل القابل للانتشار.بداية من طقس شرب الشاي في الساعة الخامسة بعد الظهر وحتي النظرة الي الحب والجنس. عصر فيكتوريا هو قمة عظمة بريطانيا. الامبراطورية الغنية القوية...التي لاتغيب عنها الشمس من القاهرة الي الهند...وكان اسم الملكة هو علامة ابهة وقوة الامبراطورية ودلالة علي مجتمع اراد أن يصور نفسه نموذجا للتمسك بالفضيلة والتقاليد.. تمسك الي حد التزمت. اشتهر العصر بالحياة السرية التي يمارس فيها الاغنياء والاقوياء حياة سرية تتطرف فيها النزوات الجنسية الي حدود لم تعرفها البشرية حتي الان اوهذا ما جعل اشهر مواقع البورنو علي الانترنت.. تسمي نفسها باسماء تلعب علي فكرة العصر الفيكتوريب...وفي المقابل كان التزمت هو عنوان الحياة العلنية.. ادعاء للفضيلة وكلام عن الاخلاق الرشيدة.. وتعليمات بانضباط مهذب في علاقات الغرام. فيكتوريا نفسها كانت متطرفة في التمسك بالاخلاق.. لكن الايام كشفت فضيحتها مع خادم الاسطبل الملكي الذي انجبت منه طفلة تستر عليه خبراء القصر واخفوها في المانيا. اي بدلا من اعلان الحقيقة وهي احتياج الملكة للحب بعد وفاة زوجها. مارست حريتها في السر. و كانت هذه سمة العصر الفيكتوري. المجتمع المصري يعيش الان العصر الفيكتوري لكن بلا ابهة ولا قوة الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.. يمارس في السر العاب مبتذلة في الحب والجنس.. من الزواج العرفي الي انتشار شبكات بيع المتع الرخيصة الي حد غير مسبوق وبتقاليع علي حدود التطرف.. وكل هذا تحت ستائر ثقيلة من الالتزام بالشكل االحجاب.. وترديد أيات دينية قبل كل لقاء غير شرعي.. حتي أن بعض المحترفات بعد أن تقبض ثمن ليلتها تقول الحمد لله.. وفي عز العلاقة الساخنة تتوقف فجأة لانها سمعت الاذان.. ب.. كل هذه سمات العصر الفيكتوري اهم ايضا كانوا يهتمون بالادعية المسيحية والملابس المحتشمة.. ب. هكذا يمكن أن نفهم الاهتمام الكبير بكتاب الروض العاطر.. وصب اللعنات.. بعد أن يكون كل ما في الكتاب قد مر الي مخزن القراءة السريعة.