بالإشارة إلي الحوار الذي أجراه الزميل " طلال فيصل" مع الروائية الهندية " كيران ديساي" والمنشور بصحيفة أخبار الأدب بتاريخ 28/3/2010 تحت عنوان " قراءة الثلاثية ضرورة لفهم التاريخ " وإلي قولها : " لا أريد أن التقي بالمترجم" :... أحب أن أؤكد لقارئ أخبار الأدب وللزميل الذي أجري الحوار وللكاتبين الروائيين جمال الغيطاني وعزت القمحاوي رئيس ومدير التحرير أنني لم أسع إلي لقاء الروائية " كيران ديساي" أثناء وجودها بالقاهرة وأنني لم احضر محاضرتها التي ألقتها بالجامعة الأمريكية , ومن ثم فإن عبارتها التي وردت في الحوار : لا أريد أن ألتقي بمترجم روايتي" والتي جاءت عنواناً فرعيا بالبنط الكبير, أقل ما توصف به أنها تجافي الذوق السليم . بعد أن انتهت " ديساي" من عبارتها غير الموفقة والتي تفتقد إلي الذوق السليم والتي تابعتها بفاصل من الضحك- بحسب ما جاء في إجابتها علي السئوال قبل الأخير من أسئلة الحوار أضافت قائلة : أظن أن العلاقة متوترة دائما بين الكاتب والمترجم " .. وهنا أتساءل وربما يتساءل القراء معي عن... المتسبب في توتر العلاقة بيني أنا المترجم " أحمد هريدي" وبين الكاتبة كيران ديساي؟... بالطبع ليس المتسبب في توتر العلاقة هو المترجم الذي تثني عليه الكاتبة في الحوار ذاته بشكل عام قائلة إن المترجمين يقومون بجهد هائل ويبدون أشبه بالقديسين وتضيف بقولها: وأنا علي كل حال سعيدة بترجمة روايتي للغة أمة عاشت ظروفاً مشابهة جدا لظروف الهند. أحب أن أوضح أيضا أنني قمت بترجمة رواية " شعب يوليو" للروائية نادين جورديمر ونشرت مسلسلة بمجلة الإذاعة والتلفزيون ثم صدرت في كتاب عن الدار المصرية اللبنانية ولم اسع كذلك إلي لقاء " " جورديمر" الحاصلة علي جائزة نوبل في الأدب إبان وجودها بالقاهرة ولم أحضر اللقاء الذي اجري معها بإحدي قاعات الهيئة العامة للكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب بمدينة نصر.. ولم يحدث قط أن التقيت أو حتي راسلت الكتاب الآخرين الذين قمت بترجمة كتبهم التي تزيد عن عشرة كتب. أعترف أنه قد تبادر إلي ذهني وبدافع من الفضول وحده أن أخرج من عزلتي وأتوجه إلي القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية بميدان التحرير حيث "كيران ديساي" تلقي محاضرتها التي تحمل عنوان " رف كتب دلهي القديم " وحيث أتخذ كعادتي مقعداً بالمقاعد الخلفية مستمعاً ومشاهداً فقط .. لكن سرعان ما استشعرت بشيء من الاستياء بسبب أن المحاضرة التي تلقيها الروائية الهندية والتي تتحدث فيها عن رف كتب دلهي القديم مكانها الجامعة الأمريكية وليس المركز الثقافي الهندي بشارع طلعت حرب .. وتبدد دافع الفضول بداخلي , وآثرت المكوث بالمنزل مستريحا إلي حالة انسحاب هي أشبه بحالة دفاع استباقي عن النفس في مواجهة عالم خارجي مقتحم ويحمل قدرا غير قليل من الشرور والآلام .