فيما يبدو أنّه الإشارة الأخيرة للمتاعب التي تواجهها المكتبات، أُعلِن أنّ مجلس سلسلة متاجر الكُتب الكُبري بارنز آند نوبل قد عرض الشركة للبيع. أذهلت الأنباء المحللين وروّعت دور النشر، ممن شهدوا تحوّل صناعة الكتاب بصفة متزايدة إلي تجّار التجزئّة علي الويب و مبيعات الكتاب الإلكتروني، مخلفةً الباعة والسلاسل المستقلة تتخبّط في كفاح مرير. قالت بارنز آند نوبل، سلسلة متاجر الكُتب الأضخم بالولايات المتحدة والتي تمتلك 720 منفذاً للبيع، أنّ مجلس إدارتها لديه اعتقاد أنّ المخزن،" قد بخست قيمته بشكل ملحوظ " وأنّه شكّل لجنة خاصة لمراجعة الخيارات المتاحة. " بارنز آند نوبل لديها علامة تجارية مميزة ومزايا تنافسيّة فريدة من نوعها ونحن نعتقد أننا سندفع الشركة للنجاح بمرور الوقت في سوق سريعة التغير" حسب إفادة مجلس إدارة الشركة. "إنّ المجلس يثق في استراتيجيّة بارنز آند نوبل و يدعم بصورة كاملة فريق الإدارة العُليا الّذي يحقق نمواً قويّاً في صناعتنا الرقميّة سريعة النمو ". وقد عيّن المجلس لازارد كمستشار قانوني وموريس، نيكولس أرشست آند تانل كمستشار قانوني. ويحتمل أن يكون العارض هو ليونارد ريجيو، مؤسس الشركة البالغ من العمر 69 عاماً، ومالك أكبر نسبة أسهم في بارنز آند نوبل والتي تقترب من حوالي ثلاثين بالمائة من الشركة. وقد أدلي السيد ريجيو ببيان قال فيه " بغضّ النظر عمّا إذا كنتُ شريكا في مجموعة استثماريّة تشتري الشركة، فأنا، بالإضافة إلي فريق الإدارة العُليا، علي استعداد وتوّاق للبقاء مع الشركة ومراقبتها عبر السنوات المقبلة الحافلة بالتحديات ". وكان السيد ريجيو قد خضع مؤخراً لضغط المستثمر الملياردير رونالد و.بيركل الّذي رفع العام العام الماضي من حصته في ملكية الشركة إلي نحو 18 بالمائة. وقد تحدّث السيد بيركل عن إجراء تغييرات في إدارة الشركة وقال أنّه يجب السماح لشركات يوكابيا التي يملكها بشراء ما يصل لثلاثين بالمائة من أسهم بارنز آند نوبل، مع أنّه شهد بالمحكمة الشهر الماضي أنّه لم يكن يرغب بشراء الشركة. كانت بارنز آند نوبل قد تعرضت علي مدي السنوات السابقة لضربات جراء التحولات الهائلة في صناعة النشر وبيئة البيع بالتجزئة حيث انتقلت مبيعات الكُتب نحو المتاجر الكُبري مثل كوستكو و وول مارت و تارجت بعيداً عن المتاجر التي مقرها مراكز التسوق مثل ب.دالتون والتي انضمت إلي بارنز آند نوبل أواخر الثمانينات. وقال ديفيد شيك، العضو المنتدب في ستيفيل نيكولاس في بلتيمور،" لقد كان ثمّة سلسلة طويلة من الضغوط " وأضاف،" لم يعد السوق كريما بشأن المكتبات، وذلك لأسباب جديدة مثل المنافسة مع آبل و أمازون، ولأسباب أخري قديمة مثلما نعتقد أنّه انخفاض في معدلات القراءة طوال السنوات العشرين الماضية. لقد كرّس الأمريكيون أقل مما نسميه وقت الميديا للكتب". وكانت بارنز آند نوبل قد بذلت مساعيها للتكيف مع تغيّر المشهد، ففي العام الماضي، أعلنت عن شرائها فيكشنوايس، الموقع المتخصص ببيع الكتاب الإلكتروني أونلاين، وفي مارس رقت الشركة وليام لينش ثمّ رئيس قطاعها بشبكة الويب إلي موقع المدير التنفيذي، ما يشير إلي اتجاهها لصبّ جهودها بالجانب الرقمي المتنامي بصناعة النشر والتوزيع. كانت الشركة قد حاولت التنافس مع أمازون وآبل بسوق القارئ الإلكتروني من خلال فتح متجرها الخاص بالكتب الإلكترونيّة الصيف الماضي، وعبر طرح جهازها الخاص، Nook، بإصدارات تراوح سعرها بين 149 و 199 دولار، وذلك كبديل لكيندل أمازون و آي باد شركة آبل. ومن المتوقع في سبتمبر القادم أن تفتتح محلات تجارية تبلغ مساحتها ألف قدم داخل متاجرها لتعزيز النوك. وقد أوضح محلل أنّ المستهلكين قد عزفوا عن المكتبات التقليدية لصالح شراء الكتب من الويب أو غيرها من منافذ البيع بالتجزئة، وأضاف مايكل نوريس كبير المحللين بسيمبا للمعلومات، التي تقدم البحوث والمشورة للناشرين،" قد يشترون كتاباً أثناء شراء مُطهّر لليدّ أو نطاق إيدز، بدلاً من السعي إلي مكتبة بعينها ومن ثمّ شراء كتاب عقب تلك المرحلة ".