أكثر من ثلاث ساعات قضاها يحيي خليل علي الدرامز بمنطقة الفسطاط. عازف الجاز كان نجماً بساحة قصر الشمعة. كان يعزف ويتابع رقص الجمهور.. وكلما زاد الرقص امتد وقت الحفل. حاول خليل اختتام الحفل أكثر من مرة، لكن الجمهور كان يستحثه المتابعة: "تاني..تاني". لحن الختام الشهير لحفلات يحيي خليل استمر لأكثر من نصف الساعة، منوعاً "الصولو"، أي العزف المنفرد، بين "الدرامز"، و"الترومبيت"، والطبلة.. امتد اللحن والجمهور لا يغادر الساحة، مما اضطر فنان الجاز لتقديم لحن آخر، اللحن بعد الأخير. من ناحية أخري جاء الحفل التابع لبرنامج "مواويل" وسط ساحة قصر باب الشمعة حيث اصطف الجمهور حول المسرح المكشوف. تمايل الجمهور، ورقص علي أنغام الجاز بين ورش الفخار والخزف بالمنطقة. كانت أواني الفخار، المصنوعات الجلدية، الحُلي، العلب الخشبية المشغولة بالصدف، وكذلك الأقمشة.. كل الحرف اليدوية بمنطقة الفسطاط كانت في انتظار خليل وموسيقي الجاز. كان برنامج "مواويل" أول "كرنفال" رمضاني مفتوح بالفسطاط. الكرنفال نظمته هيئة تنشيط السياحة بعدة أماكن بالقاهرة وكان اختيار الفسطاط، ليقام "مواويل" بالتنسيق بين "كايرو جاز كلوب"، و"درب 17/ 18"(الجاليري الواقع بهذه المنطقة). المكان كان مجهزاً ليكون في انتظار جمهور "كرنفالات"، لكن الجمهور لم يكن علي نفس قدر حماس المنظمين، فقد فضل الجمهور الجلوس، بل لم يتحرك الكثير منهم.. كسل ما بعد الإفطار أصاب فكرة المهرجان في مقتل. رغم ذلك شهد السوق المحيط بالمسرح حراكاً ملحوظاً، حيث التف الجمهور حول الحلي والمصنوعات الجلدية، والشموع، وكذلك الكتب الإنجليزية. بخلاف السوق تم استغلال المكان علي أفضل ما يكون فهو عبارة عن ساحة تطل عليها أكثر من ورشة للخزف والفخار، وجاليري "درب 17/18".. لهذا استغل الجميع تنظيم الحفل لعرض جميع أعمالهم. تراصت أعمال وأواني الفخار علي الأرصفة. الأواني التي اتخذت ألواناً شتي، بعدة تصميمات وألوان. كان الفخار يصنع خلال الحفل أيضاً. كان يمكن للجمهور مشاهدة العملية، والتجول داخل الورش. كل هذا علي أنغام الجاز. داخل السوق تم تعليق الملابس علي الجدران، "التي شيرتات" تحديداً. كانت تحمل عبارات الجرافيتي مثل "صنع في مصر"، أو "خليك في حالك"، وغيرها من العبارات بالحروف العربية، حيث يتخذ بعض الأحرف ملمحاً فنياً أو زخرفياً مما يميز العبارة. كما كانت هناك عربة فول تعد السحور، كل هذا ويحيي خليل وأعضاء فرقته لم يتوقفوا عن عزف الجاز حتي ما بعد الواحدة صباحاً.