يحتفل العالم بمرور 200 عام علي ميلاد الكاتبة الإنجليزية شارلوت برونتي "1816 - 1855" التي كسرت قواعد السرد الأدبي بتقديم نوع جديد من بطلات الروايات في الأدب المكتوب باللغة الإنجليزية، وغيرت المفهوم العام حول المرأة؛ من مجرد مخلوق تابع وثانوي، إلي شخصية رئيسية فاعلة ومؤثرة. كتبت برونتي في روايتها الشهيرة "جين إير" علي لسان بطلتها: "لست طائرا يقع في شراك الشباك، أنا إنسانة حرة ذات إرادة مستقلة"، حيث عاشت شارلوت حياة مأساوية من الحزن والاضطراب، في قرية صغيرة بإقليم يوركشاير، وبعد وفاة والدتها ألحقها والدها مع إخواتها بمدرسة داخلية، وهو ما تسبب في وفاة اثنتين منهن كما تظن، ثم حاولت التغلب علي مشاعر الحزن باختلاق عوالم خيالية بديلة، ونشرت في البداية مجموعات شعرية تحت أسماء مستعارة لرجال، ثم ذاعت شهرتها باسمها الحقيقي، وأصبحت رواياتها ضمن الأكثر تأثيرا خلال القرن التاسع عشر، حيث عملت علي تغيير تقاليد الكتابة النسائية، وتجرأت علي مناقشة المفاهيم الاجتماعية حول الزواج، والفروق بين الطبقات ونظام التعليم والدين. احتفلت المؤسسات الثقافية والمكتبات بالمئوية الثانية لشارلوت برونتي بإقامة مجموعة من الفاعليات، من بينها جولة قراءة مفتوحة لمقتطفات من رواياتها في أنحاء إنجلترا وبمتحف برونتي، ومتحف سواني الذي يقيم معرضا لمقتنياتها حتي السابع من مايو الحالي، مع قراءة أحد خطاباتها في مكتبة شوتاون هاوس، الذي استعارته من مكتبة هنتنجتون في كاليفورنيا، مع إقامة معرض صغير يضم مقتنياتها الشخصية يستمر حتي 21 مايو، كما تنظم جامعة ساوث هامبتون مؤتمرا يومي 13 و14 مايو الحالي، يستضيف جولييت باركر المؤرخة وكاتبة سيرة برونتي الذاتية لتتحدث عن " إعادة كتابة حياة الأدباء: حياة مسز جانتل لشارلوت برونتي"، كما يشارك في المؤتمر جاستين بيكاردي مؤلف رواية "دافني" المستوحاة من أعمال برونتي، وتكشف مدي عمق تأثيرها علي الأدباء حتي وقتنا الحاضر، وبيكاردي أيضا رئيس تحرير مجلتين أدبيتين، يناقش كيف ظلت روح برونتي تطارد الأدباء ممن ساروا علي نهجها، وفي 14 مايو تتحدث سالي شاتلوورث أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة أكسفورد، وصاحبة كتاب "شارلوت برونتي وعلم النفس الفيكتوري" وتلقي محاضرة بعنوان " شارلوت برونتي روائية تجريبية". جدير بالذكر أنه خلال العام الماضي تم اكتشاف مخطوطة لقصة قصيرة - لم تنشر من قبل - وقصيدة لشارلوت برونتي ضمن مقتنيات والدتها، تقدر قيمتها بمائة وسبعين ألف يورو.