"ابن حماس" هو عنوان كتاب مصعب حسان يوسف، ابن قائد حماس في الضفة الغربيةو الذي كان الجاسوس الأهم لإسرائيل داخل حركة المقاومة الإسلامية، كما تصفه صحيفة يديعوت أحرونوت. الكتاب، الذي كتبه الكاتب بالاشتراك مع رون باركين، يحكي الكتاب قصة عمل مصعب لصالح الإسرائيليين وتمت ترجمته إلي العبرية مؤخرا. وكتب دورون كورين مقالا عنه في الصحيفة الإسرائيلية، تقريرا بدا منه الولع بشخصية الكاتب الذي "يدين له كثير منا بحياتنا، بسبب العمليات القاتلة التي منعها عنا والمخربين الكبار الذين قام بتسليمهم"! يحكي الكتاب عن عمليات الإسرائيليين لإبعاد الشكوك الفلسطينية التي كانت قد بدأت تحوم حول جاسوسهم، حيث قام جهاز الشاباك باستدعاء الجيش الإسرائيلي للقبض علي يوسف في بيت أبيه بدون أن يعرف الضباط أن المطلوب هو رجلهم. دخل الشاباك، جهاز الأمن الإسرائيلي، في عملية عاصفة مع الدبابات أمام أعين كل المدينة، أما يوسف فقد هرب قبل دقيقة بالضبط من وصول القوات، في توقيت محسوب جيدا. ومرت الخطة بسلام وتحولت الشكوك إلي إعجاب في الشارع الفلسطيني، كما يكتب التقرير المتحمس في صحيفة يديعوت أحرونوت. ويضيف التقرير، في لمحة يقصد بها إعطاء لمحة كاريكوتيرية عن عرفات، أن مصعب "يحتقر عرفات بشكل خاص، بطابعه المنافق والماكر والفساد المحيط به. في إحدي المرات، عندما كان مع أبيه الحمساوي في لقاء بالمقاطعة وحظي بقبلة لزجة من الرئيس، لم يتمالك نفسه وقام بتجفيف خده. ارتبك عرفات وأمر الأب المحرج ابنه بعدم المشاركة في اللقاءات مرة أخري." علي طول قراءة الكتاب، كما يذكر التقرير، يتم طرح السؤال المثير للفضول: "ما الذي حرك يوسف ("الأمير الأخضر" بحسب لقبه في الشاباك) لكي يدير ظهره لأبيه الذي أحبه ولعائلته ولحماس ولكل الإسلام العربي، عندما اختار مساعدة إسرائيل وغيّر دينه إلي المسيحية؟" ذروة الأزمة حدثت لدي يوسف عندما تعرف في السجن علي العنف المجنون، بحسب وصف الجريدة الإسرائيلية، لقوات الأمن الحمساوية ضد إخوانهم الأسري، وبالتحديد الضعفاء منهم، والذين تم تعذيبهم واستجوابهم والحصول منهم علي اعترافات عبثية من نوع "أقمت علاقات جنسية مع نساء متزوجات ومع بقرات كذلك." هكذا يوثق الكتاب، بحسب التقرير، ليس لعمليات الجاسوسية فحسب وإنما لرحلة "فكرية" كذلك! تبدأ من المرحلة التي يتمرد فيها مصعب علي الإسلام بصيغته العنيفة وحتي إيمانه بالمسيحية بفضل آيات عدم العنف التي نادي بها يسوع، والتي وقعت في طريقه في اللحظة المناسبة. في الطريق أيضا اكتشف أن إسرائيل ليست هي الوحش الذي أخبروه عنه! (برغم أن لقاءه الأول بالجيش الإسرائيلي حدث عندما كان شابا وتم ضربه بعنف علي يد الجنود الذين نقلوه، كما يحكي مصعب في الفصل الأول).