يتصدر الاستعداد لشهر الصوم، شراء التمر أو البلح الذي يعد زاد الصائمين وتناوله عند الإفطار سُنة عن النبي الكريم، ويزين البلح السيوي بأنواعه المختلفة موائد رمضان، في مختلف محافظات مصر والعديد من دول العالم التي تفضل استيراده لتميزه وتنوعه. ويحرص معظم زوار محافظة مطروح، على شراء البلح السيوي، خلال زيارتهم، واختيار الأنواع بأسعار المناسبة، إضافة إلى التوابل والأعشاب الصحراوية، وكذلك زيت الزيتون والزيتون المخلل، الذي تشتهر به المحافظة، مع جودة هذه المنتجات الطبيعية وانخفاض سعرها مقارنة بالمحافظات الأخرى.
وتطرح في المحلات والأسواق بمحافظة مطروح، كميات كبيرة من البلح والتمور، والتي تتميز واحة سيوة بإنتاجها والتي تشتهر بزراعة النخيل والزيتون، وبها حوالي مليون شجرة نخيل، بأصناف متعددة من بينها البلح الصعيدي أو الرطب والغزالي والفريحي والعزاوي والمجدول وغيرها، بأسعار مناسبة، خاصة الأنواع المفضلة عند معظم المصريين مثل البلح السيوي الصعيدي، مع توافر أنواع ذات شهرة وجودة مثل المجدول والسكري وغيرها ذات الأسعار الأغلى نسبياً.
من جانبه، أكد مصطفى بالي، أحد أصحاب محلات بيع منتجات سيوة بمطروح، أن واحة سيوة تنتج كميات كبيرة من أنواع كثيرة من البلح، الذي يتم طرحه في أسواق مختلف المحافظات، إضافة إلى تصدير كميات كبيرة للدول المختلفة، في ظل تزايد الطلب من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، على البلح السيوي لتميزه بالجودة والأسعار المناسبة.
وأشار إلى أن أشهر أنواع البلح هو النوع الصعيدي الذي تنتجه واحة سيوة بكميات كبيرة، وهو أكثر الأنواع طلباً واستهلاكاً في مصر، خاصة مع جودته وسعره أقل أنواع التمور، وهناك البلح الرطب أو البشاير والفريحي الذي يتم حفظه في الثلاجات، وطرحه في الأسواق مع قدوم شهر رمضان المبارك، إضافة إلى البلح الناشف والأسواني الذي يتم توفيره للمستهلكين بجانب أنواع الياميش المختلفة، إضافة إلى تمر المجدول والغزالي والكعيبي ودجلة، وهناك أنواع نادرة من البلح الكعيبي و السكري المفتل وغيرها.
وتنتج واحة سيوة أكثر من 300 نوع من البلح، حيث إن هناك أنواع متعددة لكل صنف أو فصيلة من النخيل، يوجد بالواحة عدد كبير من مصانع تجفيف وتعبئة وتغليف البلح، من أجل الارتقاء بصناعة البلح وتصديره، وطرحه في الأسواق المحلية في عبوات مناسبة، وهناك تطور دائم في انتاج وصناعة التمور في واحة سيوة، مع تزايد الطلب عليه دولياً ومحلياً.
وتوفر مصانع التمور، عبوات مختلفة من أنواع البلح، بأوزان ربع ونصف وكيلو وعبوات أكبر، لتلبية كافة الاحتياجات، وهناك عبوات البلح المحشو شيكولاتة أو مكسرات.
يذكر أنه يوجد في واحة سيوة بعض الأصناف النادرة من البلح، ذات الطعم المميز والقيمة الغذائية العالية، مثل بلح " تطجت" وهي ثمار كبيرة الحجم، وسكرية أكثر من باقي التمور، وتنضج متأخرة عن موسم البلح، وهي لا تباع في المحال بسبب ندرتها، ولكنها يتناولها أصحاب النخيل أو يهدونها لأحبابهم الأعزاء، وكذلك بلح "أغرام مغزال" - باللغة الأمازيغية- التي يتحدث بها أهالي سيوة، وتعني نوى غزال، ويتجاوز سعره إذا توفر للبيع أضعاف الأنواع العادية .
