درس الشيخ المبتهل محمد الهلباوى علم النغم والابتهالات الدينية فى مدرسة والده المتصوف الكبير الشيخ محمد الهلباوى، ومنحه الله صوتا خاشعا انطلق فى عالم التواشيح والابتهالات الدينية بقوة وأصبح رائد مدرسة فى المديح الغنائى والعشق الإلهى والروحانيات، التقى اليوم السابع بالشيخ الهلباوى لنغوص فى موسيقاه الروحانية. -فى البداية حدثنا عن نشئتك فى منزل الهلباوى وهل العوامل الوراثية لها تأثير على الموهبة؟ أريد أوضح أن أساس تلاوة القرآن الكريم والانشاد الدينى الصوت الحسن، وقد منح الله بعض عائلة الهلباوى أصواتا حسنة، والعملية الوراثية لا تتدخل إلا بأمر القدر، أما عن النشأة فكانت فى باب الشعرية التى شهدت مولدى لأسرة متوسطة الحال، وكنت فى سن الصغر أهوى سماع الإنشاد الدينى وأتلذذ بموسيقاه الأصيلة التى تطرب الآذان، وحفظت القرآن الكريم ثم التحقت بالأزهر الشريف، بعدها بدأت أستمع إلى العلماء من المشايخ أمثال الشيخ محمد رفعت وعلى محمود وعبد العظيم زاهر. -متى بدأت تراودك فكرة الانشاد الدينى؟ منذ الصغر علمت أن صوت الإنسان يتغير بحسب عوامل البنية الجسمانية، لذلك كنت حريصا أن أبدأ بطريقة سليمة وفى سن مناسبة وذهبت لمعهد الموسيقى لكى أتعلم كيفية مخارج الحروف، لكنى لم أستفد ولم أتعلم شىئا على الإطلاق. - كيف لم تستفد من معهد الموسيقى رغم وجود كبار الموسيقيين به؟ أقصد أن أصل النغم فى مصر خارج فى الأساس من المشايخ والدليل على ذلك أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تتلمذ على يد الشيخ على محمود، وأيضا كوكب الشرق أم كلثوم تعلمت معنى الغناء على يد الشيخ أبو العلا محمد. - ماذا يعنى الإنشاد الصوفى وهل هذا اللون الغنائى منتشر الآن؟ أقدم أنواع الإنشاد الدينى هو الإنشاد الصوفى لأنه أول شىء ظهر فى مصر عقب دخول عمرو بن العاص القاهرة ومازال منتشرا إلى الآن. - يتردد أنك أول من مزجت الإنشاد الدينى بالترانيم القبطية.. فما حقيقة ذلك؟ نعم أنا أول من مزج بين الإنشاد الدينى والترانيم القبطية لان ثقافة الفكر واللحن الموسيقى تقتضى ذلك، ويذكر أن أحد مشايخ الصوفية قال لأحد تلاميذه اذهبوا إلى الكنيسة واستمعوا إلى التواليف اللحنية التى يتغنون بها. - هل شاركتك بعض الفرق القبطية فى حفلاتك خارج مصر؟ بدأت تكوين فرقتى منذ عام 1981 وطفت أغلب بلاد العالم وكان يرافقنا فرق للترانيم القبطية الكنيسية، واشتركنا سويا فى الحفلات داخل مصر، وفى كل بلاد العالم. - ما ألوان وفنون الإنشاد الدينى، ومن قدم الابتهالات الدينية بشكلها صحيح؟ الإنشاد فى مصر ينقسم إلى الإنشاد الصوفى، وإنشاد التواشيح الدينية، وإنشاد الابتهالات الدينية، وإنشاد الغناء الدينى، والمديح الشعبى الدينى، ولم يستطيع تقديم الابتهالات بشكل صحيح سوى الثلاثى أحمد شوقى، ورياض السنباطى، وأم كلثوم. - ما رأيك فيما يجرى فى البلاد خاصة على الساحة السياسية؟ نحن مازلنا فى حالة ولادة وضغوط ونتمنى من عصام شرف، رئيس الوزراء، أن يزن أمر هذا البلد، وثورة 25 يناير كانت تتمتع بالنزاهة والشفافية والتضحية، لكن التشتت الذى يحدث الآن من رفع شعارات وركوب الموجة والتيارات ينبئ بالخطورة.
