ارتفاع طفيف للدولار أمام الجنيه المصري في مستهل تعاملات الأسبوع    مجموعة البنك الدولي: مصر قطعت خطوات جيدة في تطبيق الحياد التنافسي    انخفاض جماعي لمؤشرات البورصة.. خبراء: أزمة الغاز وراء تراجع أداء سوق المال والهبوط مستمر    شولتس يحذر من إغلاق الأسواق الأوروبية أمام المنافسة القادمة من الخارج    الحوثي تعلن استهداف مدمرة بريطانية في البحر الأحمر بصواريخ باليستية    هنية: مجزرة النصيرات تؤكد ضرورة أن يشمل أي اتفاق وقفا دائما للعدوان وانسحابا كاملا من غزة    قصف أمريكي بريطاني يستهدف منطقة الجبانة في الحديدة غرب اليمن    الدنمارك تسعى لاستعادة ذكريات 1992 و2021 في اليورو    منتخب مصر يواجه غينيا بيساو بالأبيض في تصفيات كأس العالم    تحرير أكثر من 500 محضر لمخالفات بالمخابز والأسواق وأنشطة تجارية ببني سويف    المرور: ضبط 28776 مخالفة خلال 24 ساعة    غدًا افتتاح الدورة 44 للمعرض العام بمشاركة أكثر من 300 فنان تشكيلي    وزيرة الثقافة: كثير من المبدعين والمصممين يشتكون تعرض إبداعاتهم للسطو    وزير العدل يشارك في مناقشة رسالة دكتوراه بحقوق القاهرة.. تفاصيل    ألف طالب يؤدون امتحانات نهاية العام بالجامعة الأهلية للتعلم الإلكتروني بسوهاج    استقالة الحكومة لن تلغى المشروع الجديد خطة تصحيح مسار الثانوية العامة    ريان عربي جديد.. إنقاذ طفل سوري وقع داخل بئر بإدلب    الكويت تدين الهجوم الهمجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم النصيرات    شكري يتوجه إلى روسيا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية تجمع بريكس    توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين جامعتي المنصورة والأنبار (صور )    مايا مرسي: إنشاء متحف المرأة المصرية داخل متحف الحضارة    تصفيات كأس العالم.. منتخب مصر يواجه غينيا بيساو بالزي البديل    "مكاسبه خارج الملعب أكثر".. ماذا نعرف عن أرباح شركة محمد صلاح؟    "الهاتف يرن باستمرار".. وكيل "هدف الأهلي" يتحدث عن: موعد دراسة العروض.. والدوريات التي يرفضها    كرواتيا تحقق فوزا تاريخيا على البرتغال    بروتوكول بين «التأمين الاجتماعي» وبنك مصر لتفعيل آليات التحصيل الإلكتروني    وزيرة البيئة تناقش خطة إطلاق مركز التميز الإفريقي للمرونة والتكيف بالقاهرة خلال 2024    مدرسة غبور للسيارات 2024.. اعرف مجموع القبول والتخصصات المتاحة    وزير الزراعة يوجه بتكثيف حملات التفتيش على منافذ بيع اللحوم والدواجن والاسماك والمجازر استعدادا لاستقبال عيد الأضحى    ضبط مالك مطبعة متهم بطباعة المطبوعات التجارية دون تفويض من أصحابها بالقليوبية    فى انتظار القصاص.. إحاله قضية سفاح التجمع الخامس إلى جنايات القطامية    اعتدال بسيط في درجات الحرارة بمحافظة بورسعيد ونشاط للرياح.. فيديو وصور    «التنمية المحلية» تتابع مواجهة الزيادة السكانية في 3 محافظات    زيادة نسبة المحلي.. تفاصيل لقاء مدبولي مع مسئولي مجموعة "العربي"    بسمة داود تنشر صورا من كواليس "الوصفة السحرية"    «صورة أرشيفية».. متحف كفر الشيخ يعلن عن قطعة شهر يونيو المميزة    منورة يا حكومة    رمضان عبد الرازق يوضح فضل العشر الأوائل من ذي الحجة    موعد يوم التروية 1445.. «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة للحاج في هذا التوقيت    الأزهر للفتوى يوضح كيف كان طواف النبي بالبيت الحرام حين القدوم    طريشة تلدغ مسنا بواحة الفرافرة في الوادي الجديد    يحدد العوامل المسببة للأمراض، كل ما تريد معرفته عن علم الجينوم المصري    سر تصدر شيرين رضا للتريند.. تفاصيل    لتنفيذ التوصيات.. رئيس «الشيوخ» يحيل 14 تقريرا إلى الحكومة    «التضامن الاجتماعي» توافق على قيد ونقل تبعية 3 جمعيات بالقاهرة والغربية    إدريس : أتوقع أن نحقق من 7 إلى 11 ميدالية في أولمبياد باريس    عاجل.. إعلامي شهير يعلن أولى صفقات الأهلي الصيفية    العمل: زيارات ميدانية لتفقد مواقع الإنتاج بأسيوط    عمرو محمود يس وياسمين عبدالعزيز في رمضان 2025 من جديد.. ماذا قدما سويا؟    الصحة: الانتهاء من قوائم الانتظار لعمليات قسطرة القلب بمستشفى السويس العام    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق (تفاصيل)    أستاذ صحة عامة يوجه نصائح مهمة للحماية من التعرض لضربات الشمس    مجلس التعاون الخليجي: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء استهدفت الأبرياء العزل في غزة    «الداخلية»: ضبط 552 مخالفة عدم ارتداء الخوذة وسحب 1334 رخصة خلال 24 ساعة    حزب الله يستهدف موقع الرمثا الإسرائيلي في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة    3 طرق صحيحة لأداء مناسك الحج.. اعرف الفرق بين الإفراد والقِران والتمتع    «الإفتاء» توضح أعمال يوم النحر للحاج وغير الحاج.. «حتى تكتمل الشعائر»    هذه الأبراج يُوصف رجالها بأنهم الأكثر نكدية: ابتعدي عنهم قدر الإمكان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسجد الأقصى
نشر في اليوم السابع يوم 08 - 09 - 2008


المسجد الأقصى
هو واحد من أكثر المعالم الإسلامية قدسية عند المسلمين، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، ذكر القرآن عنه فى سورة الإسراء: "سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"، يقع المسجد الأقصى المبارك فى الحرم القدسى الشريف داخل البلدة القديمة لمدينة القدس فى فلسطين.
وصف المسجد الأقصى
المسجد الأقصى هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة فى جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتى تعرف بالبلدة القديمة، وتبلغ مساحة المسجد قرابة ال 144 دونماً ويشمل قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى والمسمى بالجامع القبلى حسب الصورة المرفقة، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تسمى هضبة موريا وتعتبر الصخرة المشرفة هى أعلى نقطة فى المسجد وتقع فى موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى. وتبلغ قياسات المسجد من الجنوب 281م ومن الشمال 310 م ومن الشرق 462 م ومن الغرب 491 م. وتشكل هذه المساحة سدس مساحة البلدة القديمة، وهذه الحدود لم تتغير منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوى اللذين تم توسعيهما عدة مرات.
وللمسجد الأقصى أربعة عشر باباً منها ما تم إغلاقه بعد أن حرر صلاح الدين الأيوبى القدس وقد قيل عددها أربعة وقيل خمسة أبواب منها: باب الرحمة من الشرق، وباب المنفرد والمزدوج والثلاثى الواقعة فى الجنوب. وأما الأبواب التى مازالت مفتوحة فهى عشرة أبواب هى: باب المغاربة (باب النبى)، باب السلسلة (باب داوود)، باب المتوظأ (باب المطهرة)، باب القطانين، باب الحديد، باب الناظر، باب الغوانمة (باب الخليل) وكلها فى الجهة الغربية. ومنها أيضاً باب العتم (باب شرف الأنبياء)، باب حطة، وباب الأسباط فى الجهة الشمالية. وللمسجد الأقصى أربع مآذن هى مئذنة باب المغاربة الواقعة الجنوب الغربي، مئذنة باب السلسلة الواقعة فى الجهة الغربية قرب باب السلسلة، مئذنة باب الغوانمة الواقعة فى الشمال الغربى، ومئذنة باب الأسباط الواقعة فى الجهة الشمالية.
كيف جاءت هذه التسمية؟
المسجد الأقصى هو الاسم الإسلامى الذى سماه الله لهذا المكان المبارك فى القرآن، حيث قال: سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير. ومعنى الاسم الأقصى أى الأبعد والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بين مساجد الإسلام الثلاثة أى أنه بعيد عن مكة والمدينة على الأرجح. وقد كان المسجد الأقصى يعرف ببيت المقدس قبل نزول التسمية القرآنية له، وقد ورد ذلك فى أحاديث النبى حيث قال فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد بن حنبل فى حديث الإسراء.
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ بْيَضاء فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِى حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِى يَرْبِطُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ قَالَ جِبْرِيلُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ...).
وكانت منطقة القدس تعرف أيضاً فى تلك الفترة باسم إيلياء. وكل هذه الأسماء تدل على عظمة وقدسية وبركة المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، فالمسلمون يؤمنون بالإله الواحد الخالق، خالق السموات والأرض وكل شىء، وفى العربية يسمى الله كما أن هذا المسمى يتغير من لغة إلى أخرى ولكن ما دام المعنى هو الله الخالق الواحد فلا تضير المسميات ولا تتغير المعانى بتغير اللغات والهجات، وإن كان المسجد الأقصى عرف قديما بأسماء عديدة فهو ولا يزال مكاناً لعبادة الله الواحد الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى، وبما أن المسلمين يؤمنون بكل الأنبياء والمرسلين بما فيهم الذين عاشوا بجوار المسجد الأقصى (إبراهيم وداود وسليمان وعيسى بن مريم إلخ) ولا يفرقون بين أحد منهم (صلوات الله عليهم أجمعين، فهم ولا شك أصحاب الحق فى هذا المكان الطاهر، ويعرف المسجد الأقصى خطأً بالحرم القدسى الشريف ولا يصح تسمية المسجد الأقصى بالحرم، لأنه ليس حرماً ولا تسرى عليه أحكام الحرم ويعتبر المسجد الحرام ومسجد النبى هما الحرمين الوحيدين فى الإسلام.
تبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالى 1000 متر مربع، ويحتل نحو سدس مساحة القدس المسورة، وهو على شكل مضلع غير منتظم، طول ضلعه الغربى 491 م، والشرقى 462 م، والشمالى 310 م، والجنوبى 281 م. ومن دخل الأقصى فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، أو فى داخل قبة الصخرة، أو الجامع القبلى، فصلاته مضاعفة الأجر. عن أبى ذر قال: تذاكرنا - ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - أيهما أفضل: أمسجد رسول الله أَم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة فى مسجدى أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا، قال: أو قال خير له من الدنيا وما فيها".
البناء
ثانى مسجد وضع فى الأرض, عن أبى ذر الغفارى، قال: قلت يا رسول الله أى مسجد وضع فى الأرض أول؟ قال:"المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أى؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال:"أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله، فإن الفضل فيه" (رواه البخارى). وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك، فقد عمره سيدنا إبراهيم حوالى العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى المهمة أبناؤه إسحاق ويعقوب عليهما السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان بناءه، حوالى العام 1000 قبل الميلاد. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِى لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَلَّا يَأْتِى هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" فَقَالَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِى الثَّالِثَةَ".(رواه ابن ماجه والنسائى وأحمد).
ومع الفتح الإسلامى للقدس عام 636م (الموافق 15 للهجرة)، بنى عمر بن الخطاب الجامع القبلى، كنواة للمسجد الأقصى. وفى عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء الجامع القبلى، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاماً من 66 ه/685 م - 96 ه/715 م، ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالى.
قدسية المسجد الأقصى
للمسجد الأقصى قدسية كبيرة عند المسلمين ارتبطت بعقيدتهم منذ بداية الدعوة، فهو يعتبر قبلة الأنبياء جميعاً قبل النبى محمد صلى الله عليه وسلم وهو القبلة الأولى التى صلى إليها النبى صلى الله عليه وسلم، قبل أن يتم تغير القبلة إلى مكة. وقد توثقت علاقة الإسلام بالمسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج حيث أسرى بالنبى صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفيه صلى النبى إماماً بالأنبياء ومنه عرج النبى صلى الله عليه وسلم إلى السماء.
وهناك فى السماء العليا فرضت عليه الصلاة. ذكر القرآن واصفاً ليلة الإسراء والمعراج: {سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} ووصف الله للمسجد الأقصى ب "الذى باركنا حوله" يدل على بركة المسجد ومكانته عند الله وعند المسلمين. فالأقصى هو منبع البركة التى عمت كل المنطقة حوله.
ويعتبر المسجد الأقصى هو المسجد الثالث الذى تشد إليه الرحال، فقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم أن المساجد الثلاثة الوحيدة التى تشد إليها الرحال هى المسجد الحرام والمسجد النبوى والمسجد الأقصى.
قال صلى الله عليه وسلم: {لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدى هذا، والمسجد الأقصى}. وروى عن أم المؤمنين أم سلمة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: منْ أَهَلَّ بِحَجَّة أوْ عُمْرَة من المسجد الأقصى إِلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر" (سنن أبى داود). وللصلاة فى المسجد الأقصى ثواب يعادل خمسمائة صلاة فى غيره من المساجد. قال صلى الله عليه وسلم: "الصلاة فى المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة فى مسجدى بألف صلاة، والصلاة فى بيت المقدس بخمسمائة صلاة".
هو المسجد الذى أمر النبى الصحابة بالبقاء قربه روى أحمد فى مسنده عن ذِى الأصَابِعِ قَال: قلت يا رسول الله، إِنِ ابْتُلِينَا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية يعدون إلى ذلك المسجد ويروحون"، فهذه الأحاديث كلها تدل على مكانة المسجد وعمق علاقته بالإسلام وهناك العديد من الأحاديث الأخرى التى ذكرت المسجد الأقصى وحثت على زيارته والصلاة فيه، فهو مسجد مبارك، فى أرض مباركة.
أهم معالم المسجد الأقصى
يتكون المسجد الأقصى من عدة أبنية ويحتوى على عدة معالم يصل عددها إلى 200 معلم منها مساجد وقباب وأروقة ومحاريب ومنابر ومآذن وآبار وغيرها من المعالم.
وأهم هذه المعالم:
◄قبة الصخرة المشرفة
قبة الصخرة هى المبنى المثمن ذو القبة الذهبية، وموقعها بالنسبة للمسجد الأقصى كموقع القلب من جسد الإنسان، أى أنها تقع فى وسطه إلى اليسار قليلاً. وهذه القبة تعتبر هى قبة المسجد ككل، وهى من أقدم وأعظم المعالم الإسلامية المتميزة. سميت بهذا الاسم نسبة إلى الصخرة المشرفة التى تقع داخل المبنى والتى عرج منها النبى صلى الله عليه وسلم إلى السماء على أرجح الأقوال، لأن الصخرة هى أعلى بقعة فى المسجد الأقصى، وقبة الصخرة هى حالياً مصلى النساء فى المسجد الأقصى، والصخرة غير معلقة كما يعتقد عامة الناس، لكنه يوجد أسفلها مغارة صغيرة.
◄الجامع القِِبْلى (بكسر القاف وتسكين الباء)
الجامع القبلى هو الجزء الجنوبى من المسجد الأقصى المواجه للقبلة ولذلك سمى بالجامع القبلى، وهو المبنى ذو القبة الرصاصية، ويعتبر هذا الجامع هو المصلى الرئيسى للرجال فى المسجد الأقصى، وهو موضع صلاة الإمام. بنى هذا المسجد فى المكان الذى صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب عند الفتح الإسلامى للقدس عام 15ه، وقد بدأ بناء هذا المسجد الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتم بناءه ابنه الوليد بن عبد الملك.
◄المصلى المروانى
يقع المصلى المروانى تحت أرضية المسجد الأقصى، فى جهة الجنوب الشرقى.
◄الأقصى القديم
يقع الأقصى القديم تحت الجامع القبلى، وقد بناه الأمويون ليكون مدخلاً ملكياً إلى المسجد الأقصى من القصور الأموية التى تقع خارج حدود الأقصى من الجهة الجنوبية.
◄مسجد البراق: عند حائط البراق.
◄مجموعة السبل والآبار الكثيرة حول الأقصى
◄المدرسة الأشرفية، والمدارس الكثيرة حول الأقصى المبارك.
تاريخ بناء المسجد
على عكس ما يعتقد البعض أن المسجد الأقصى بناه عبد الملك بن مروان، وهو اعتقاد خاطئ حيث إن عبد الملك بن مروان بنى (قبة الصخرة) فقط. أما المسجد الأقصى فهو قديم, فهو أولى القبلتين, وثانى مسجد وضع فى الأرض، بنص الحديث الشريف، والأرجح أن أول من بناه هو آدم، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد.
وجاءت هجرة إبراهيم من العراق إلى الأراضى المباركة حوالى العام 1800 ق.م وبعدها، قام برفع قواعد البيت الحرام، وعمر هو، ومن بعده إسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام أجمعين، المسجد الأقصى. كما أعيد بناؤه على يد سليمان حوالى العام 1000 ق.م. ومع الفتح الإسلامى للقدس عام 636 م (الموافق 15 ه)، بنى عمر بن الخطاب المصلى القبلى، كجزء من المسجد الأقصى. وفى عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء المصلى القبلى، واستغرق هذا البناء قرابة 30 عاماً من 66 ه/ 685 م - 96 ه/715 م، ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالى.
حريق المسجد
تعرض عام 1969 لحريق على يد يهودى متطرف اسمه مايكل دينس روهن، حيث تم حرق الجامع القبلى الذى سقط سقف قسمه الشرقى بالكامل، كما احترق منبر نور الدين زنكى الذى أمر ببنائه قبل تحرير المسجد الأقصى المبارك من الصليبيين وقام صلاح الدين الأيوبى بوضعه داخل المسجد بعد التحرير، بعدها تم ترميم هذا الجامع والمنبر معه والفلسطينيون والمسلمون كانوا يد واحده فجاءت سيارات الإطفاء إلى الجامع من كل أنحاء فلسطين.
قل المسجد الأقصى ... لا الحرم القدسى الشريف
لأنه ليس بحرم فليس فى الإسلام حرم سوى حرمى مكة والمدينة، فالحرم تقع عليه أحكام فقهية خاصة شرعها الله عز وجل ليس لنا تجاوزها، والقول بأن المسجد الأقصى ليس حرماً لا يقلل من مكانته بل إن له الكثير من الفضائل الواردة فى القرآن والسنة.
هو المسجد الأقصى ... لا هيكل سليمان
لأن المسجد الأقصى لم يكن يوماً هيكلاً إنما هو مسجد منذ أن وضع فى الأرض بعد أربعين سنة من المسجد الحرام. أما بناء سليمان عليه السلام، فهو تجديد للمسجد الأقصى، ونحن أحق به، لأننا نؤمن أنه نبى من أنبياء الله، وما كان له أن يبنى بناء يُعبد فيه غير الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.